الأربعاء، 11 مايو 2011

الشويفات تستذكر احداث 11 ايار 2008: شعلة الشهداء لن تنطفىء


يوم الاحد 11 ايار 2008 لم يكن يوماً عادياً في مناطق الجبل. اذ وقع المحظور وانفجر الوضع في منطقة دقيقة وحساسة ديمغرافياً وسياسياً... عندها، استكمل "حزب الله" عمليته الجراحية التي كان قد بدأها فجر السابع من ايار من ذاك اليوم الربيعي، ليتمدد من بيروت العاصمة التي سقطت بنيرانه الى مشارف الجبل مهدداً الناس واصحاب الارض.

كان يوماً اسوداً بكل المقاييس... ميليشيات مسلحة، وتبادل لاطلاق النار، سقوط قتلى، واعتداءات على الممتلكات، وخسائر للارواح بالجملة بعد انحراف وجهة السلاح المقاوم وانقضاضها على الجبل والعاصمة وعلى الناس الابرياء.

مدينة الشويفات نالت النصيب الاكبر من "غزوة حزب الله"، اذ شهدت هذه المنطقة المحاذية لمناطق نفوذ "الحزب" المسلّح اعنف المواجهات والاشتباكات المؤسفة، والتي خلّفت جراحاً مفتوحة من الصعب ان تندمل.

وبالرغم من المصالحة التي وُقعت اوائل العام 2010 بين القوى السياسية المعنية، والتي طوت الخلافات، واطلقت مرحلة جديدة من التعاطي لمحو كل الاثار التي خلّفتها احداث ايار، الا ان الشويفات تبدو قلقة ومترقبة هذه الايام، تتذكر جرحها ودمها الذي فاض في الشوارع والاحياء، في وقت ترزح فيه البلاد بأكملها تحت سلطة مسلّحة تعبث بالامن ومنطق الدولة كل يوم.

تخطت الشويفات "سلبيات الماضي"، الا ان مرور تاريخ 11 ايار يبدو ثقيلاً عليها. الناس تسترجع المأساة، والاهالي يتذكرون ويستذكرون كيف حاول البعض الاعتداء على الارض وتهديد وجودهم في عقر دارهم، وكيف سقطت الدماء في غير موضعها الحقيقي...

تترقب الشويفات ودير قوبل وعرمون وعاليه وكل القرى الجبلية المشهد السياسي اليوم بعد 3 سنوات من "مغامرة حزب الله الفاشلة"، التي سعت الى قلب التوازنات، والى كسر رمزية الجبل باحتضانه لكل الطوائف والمذاهب والاحزاب، والى تشويه مبدأ العيش المشترك الذي تعرض لنكسة حقيقية بعد "الحماقة" التي ارتكبها الحزب المسلح الذي وصف المشهد المخزي "باليوم المجيد".

وبالمناسبة، يقيم "الحزب التقدمي الاشتراكي" وعدد من الفعاليات احتفالاّ تكريمياً لشهداء الشويفات الذين سقطوا منذ العام 1975 حتى العام 2008، حيث ينظم اليوم مسيرة صامتة تنطلق من مركز الحزب باتجاه ساحة المدينة لاضاءة شعلة تستذكر كل الشهداء.

وفي هذا الاطار يوضح وكيل داخلية "الحزب" خالد صعب في اتصال معه ان "احتفال اليوم سيكرم كل الشهداء الذين سقطوا في المدينة وليس بالتحديد من قتل قبل 3 سنوات"، مؤكداً ان "رئيس الحزب وليد جنبلاط تمنى الابتعاد عن اثارة العصبيات والحساسيات، وان تكون المناسبة جامعة على كل المستويات".

ويعتبر صعب ان "احداث 11 ايار اصبحت وراءنا كحزب تقدمي اشتراكي، فالمرحلة الماضية لم تكن طبيعية باي شكل من الاشكال، الا اننا تمكنا من الخروج منها بحكمة الرئيس وليد جنبلاط والوزير طلال ارسلان، وبحكمة العقلاء، فطوينا الصفحة وبدأنا مرحلة جديدة اخرى".

بدوره يعتبر الشيخ ريدان الخشن من المدينة ان "يوم 11 ايار يُشكّل تاريخاً مؤلماً ومؤسفاً عندما استشهد عشرات الشبان دفاعاً عن ارضهم ووطنهم ووجودهم الذي تهدد بفعل ما قام به "حزب الله" من ممارسات وانتهاكات قوبلت برد عنيف وحازم، وها نحن اليوم نستذكرهم لنجدد العهد والوعد اننا سنبقى اوفياء لتضحياتهم ولدمائهم الغالية".

ويرى الخشن ان "المصالحة السياسية التي تمت اوائل العام 2010 لم تنه ذيول 11 ايار المستمرة حتى هذه اللحظة، اذ ان وهج السلاح ما زال موجوداً على الارض، كما ان "حزب الله" مستمر في حماية بعض المجموعات الخارجة عن القانون وبعض "الزعران" في المدينة، ولهذا يمكن القول ان بقاء السلاح غير الشرعي لا يعزز الوحدة الوطنية ولا يمكن ان يعيد الامور الى مكانها".

وعلى المقلب الاخر ينظم عدد من النشطاء احتفالاً تكريمياً لشهداء 11 ايار في منطقة دير قوبل لوضع وردة بيضاء على النصب التذكاري الساعة السادسة من مساء اليوم "من اجل الكرامة ودفاعاً عن الحريات والعيش المشترك، ومن اجل ان يبقى الوطن ويسقط السلاح".

وجاء في الدعوة التي وُجهت على موقع الفايسبوك: "تحية منا جميعاً لذكرى شهدائنا الابرار الذين سقطوا في الحادي عشر من ايار دفاعاً عن الكرامة وعن البلد، ورفضاً لاستخدام السلاح بين ابناء الوطن الواحد، وحماية للنظام الديمقراطي وللحريات. شهداؤنا الذين جعلوا من ذكرى حوادث ايار 2008 المؤلمة ادانة للذين يحاولون فرض حكم الحزب الواحد على البلد.

سلمان العنداري ... SA

هناك تعليقان (2):

  1. اكيد ما حدا رح ينسى شو عمل حزب الله فينا الله كبير ورح يجي يوم نردّ حقّ كلّ اللي استشهدوا منّا ويا رب ما يطوّل هالنهار لانّو دمنا غالي وما منسكت عنّو
    اكيد ما رح ننسى

    ردحذف
  2. تحية اجلال من ابناء الجبل الصامد الى شهداء 11 ايار الذين كتبوا بدمائهم فجرا جديدا مع التقدير لكل الذين سقطوا شهداء من كل الطوائف خاصة الذين كانوا منجرين الى هذه الحرب وننطلب من الله ان يبيد قريبا هذا الحزب الفاسد اللعين المسمى حزب السلاح

    ردحذف