الأربعاء، 20 أبريل 2011

"من طرابلس الشام الى الشام": حزب التحرير يتحرّك دعماً "للثورة السورية" وتيار المستقبل يحذّر من "مغامرة غير محسوبة"...


تحت عنوان "من طرابلس الشام الى الشام"، يُنظّم "حزب التحرير – ولاية لبنان" تظاهرة شعبية في مدينة طرابلس يوم غد الجمعة  "هدفها دعم الاحتجاجات الشعبية الحاصلة في سوريا المُطالبة بمزيد من الحرية والاصلاحات، ورفضاً لممارسات النظام الذي يستخدم القوة في مواجهة الاعتراض المتزايد" وسط غليان سياسي تشهده الساحة الداخلية اللبنانية، حيث يستمر تبادل الاتهامات بتورط "تيار المستقبل" في الاحداث السورية.

وفي منشور وُزّع في شوراع المدينة، جاء فيه: "نصرةً لإخواننا في سوريا، حيث يمارس نظام الطغيان صنوف القتل والتعذيب والاذلال، وانضماماً الى مسيرة الامة لاستعادة سلطانها المغصوب"، دعا "حزب التحرير" الى "تظاهرة النصرة لثورة الشام من طرابلس الشام"، انطلاقاً من الجامع المنصوري الكبير عقب صلاة الجمعة المقبل.

وفي هذا الاطار تحدثت معلومات خاصة عن اتصالات سياسية على اعلى مستوى تجري بين "حزب التحرير" وقوى شمالية سعياً لتأجيل او الغاء هذه التظاهرة نظراً لتداعياتها السلبية المحتملة على الساحة الطرابلسية واللبنانية". كما ابدت مراجع اسلامية شمالية مخاوفها من انتقال الصراع في سوريا إلى الداخل اللبناني، داعيةً "إلى منع تظاهرة حزب التحرير، وتجنيب طرابلس الانزلاق نحو المجهول".

هذا وابدت القيادات السنية السياسة والدينية معارضتها وتحفظها لهذه التظاهرة. وكانت معلومات صحفية قد ذكرت ان "الرئيس سعد الحريري اتصل بوزير الداخلية زياد بارود وباللواء اشرف ريفي طالبا اتخاذ القرار الملائم بما يمنع استعمال لبنان ساحة للتدخل في الشأن الداخلي السوري، خصوصا وأنّ هذا التدخل يمكن ان يعطى له لون مذهبيّ محددّ".

لا شكّ ان تنظيم تظاهرة شعبية مناهضة للنظام السوري في عاصمة الشمال في هذا التوقيت بالذات يحمل الكثير من المحاذير والارتدادات على اكثر من مستوى وعلى اكثر من صعيد. فما هي اهداف التظاهرة؟ وهل من تخوفات امنية من امكانية حصول اشتباكات مع قوى وتجمعات موالية للنظام السوري؟ وما هو موقف "تيار المستقبل" من تحرك يوم الجمعة؟ وهل يتراجع حزب التحرير عن قراره، فيعمد الى تأجيل تحركه او الغائه تجنباً لمزيد من التأزيم والانحدرا في العلاقات اللبنانية-السورية؟

رئيس المكتب الاعلامي في "حزب التحرير" احمد القصص يعتبر ان "التحرك ليس بجديد، اذ سبق ونظم الحزب عدداً من التظاهرات لدعم ونصرة الشعب في تونس ومصر وليبيا، وما يجري اليوم في سوريا يعتبر من نفس القبيل. حيث يتعرض الشعب للاضطهاد والظلم، ويُقتل منه المئات من اجل تثبيت عرش لا شرعية له، ولهذا فمن الطبيعي ان نتعاطف وان نتضامن مع اخواننا في كل مكان، وان ننظم مثل هذه التحركات".

ويرى القصص في حديث خاص ان المواقف المتحفّظة على اقامة التحرك "مبالغاً بها الى درجة كبيرة"، على اعتبار ان "الجهات الاساسية التي عارضت تنظيم التحرك هي تلك المدعومة والتابعة للنظام السوري، اضافةً الى ان بعض القوى الاخرى نأت بنفسها عن المشاركة منعاً للاحراج السياسي".

بدوره يعتبر القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش بأن "هذا التحرك يجب ان لا يحصل، فبالرغم من تأييدنا لكل التحركات الديمقراطية للشعوب ولكننا لا نعتبر بان للبنان اي مصلحة بان يخرج بتظاهرات شعبية، لا سلباً ولا ايجاباً، ولا تأييداً ولا اعتراضاً على النظام في سوريا".

ويشدد علوش في اتصال معه "على ضرورة تفضيل مصلحة لبنان على كل الامور الاخرى، مع الاشارة الى اننا نؤيد التطلعات الديمقراطية للشعب السوري المتعطّش للتخلص من الذلّ وفقدان الكرامة، الا انه ليس من مصلحة البلاد ان تكون طرفاً في هذه الاحتجاجات في الوقت الحالي بأي شكل من الاشكال".

واذ يلفت علوش الى "ان ما يقوم به حزب التحرير هو مغامرة غير مسؤولة، لا تنم عن حرص على المصلحة الوطنية"، يرفض القصص القول بان تحرك يوم الجمعة يتّخذ طابعاً مذهبياً، "فحزب التحرير معروف برفضه ونبذه للطائفية والمذهبية، وعلى الاطراف المتصارعة في لبنان ان تتوقف عن الحشد المذهبي البغيض، وان تدعم بشكل واضح نضالات الشعوب في سبيل الحرية والاستقلال والعيش الكريم".

ووسط مخاوف امنية من ان يعمد مؤيدو النظام السوري الى تنظيم تظاهرة مقابلة قد تؤدي الى اشتباكات واشكالات قد تمتد الى مناطق لبنانية اخرى، يستبعد علوش ان "يجنح المشهد الى هذا الاتجاه، الا ان التدخل في شأن دولة مجاورة سيؤدي الى تداعيات سلبية خاصةً وانه يتم التعاطي بمسألة شديدة الحساسية وبالغة الدقة على اكثر من مستوى". في المقابل يرفض المسؤول في حزب التحرير هذا المنطق معتبراً "ان الامة الاسلامية واحدة ولا تعنينا الحدود الموجودة بين الحدود والبلدان".

هذا ويؤكد القصص على "الطابع السلمي للتظاهرة"، مشيراً الى ان "القانون والدستور يضمنان حرية التظاهر والتعبير للجميع، ولكل طرف الحق في تنظيم تحركات موالية او مناهضة شرط ان لا يتخذ الامر طابعا عنفياً بأي شكل من الأشكال".

"القرار صدر ولا تراجع، والدعوة وصلت الى الناس التي ستتواجد بكثرة في شوارع طرابلس لتهتف نصرة للشعب السوري" يقول القصص الذي يرفض تأجيل او الغاء التحرك تحت اية اعتبارات "لاننا نصر على حق الامة في استعادة سلطانها ضد فئة لا شرعية لها". الى ذلك يبقى الترقب سيد الموقف، فكيف سيكون المشهد الطرابلسي يوم الجمعة؟...


سلمان العنداري ... SA

هناك 10 تعليقات:

  1. ما هذا الحذر غير المفهوم لبنان بسيادته يتخوف من تداعيات مظاهرة تأييدا للشعب السوري ، الشعب السوري الأعزل هز نظاما غير شرعيا و واجه عصابات وحشية تدربت ع الفتك والقتل ،
    ثم أن مؤيدي النظام السوريبلبنان اجتمعوا و دعموه واشادوا بجرائمه ضمنا ، وغنوا له أيضا

    الشعب اللبناني غير المسيس اكيد يتعاطف مع كل سوري مع إختلا ف طوائفهم ودياناتهم كما احتفل امام سفارة مصر بالثورة !

    اتمنى ان تتظاهر طرابلس وغيرهامن مدن ومناطق لبنان -في سياق الحرية المتاحة والحق المكفول بلا أي تداعيات مغرضة من مؤيدي النظام السوري- يتظاهروا دعما للشعب السوري ومطالبه والذي يواجه قتلا منظما من النظام وعصاباته ومخابراته ..

    هديل محمد - السعودية

    ردحذف
  2. ان كنتم تريدون دولة في سوريا بهذه المظاهرة فمن الأولى احترام دولة لبنان و قرار الداخلية بعدم التظاهر, و ادلة الداخلية منطقية نظرا لحساسية الوضع في طرابلس و التوافق مع الجمعة العظيمة

    ردحذف
  3. "القرار صدر ولا تراجع، والدعوة وصلت الى الناس التي ستتواجد بكثرة في شوارع طرابلس لتهتف نصرة للشعب السوري" يقول القصص الذي يرفض تأجيل او الغاء التحرك تحت اية اعتبارات "لاننا نصر على حق الامة في استعادة سلطانها ضد فئة لا شرعية لها". الى ذلك يبقى الترقب سيد الموقف، فكيف سيكون المشهد الطرابلسي يوم الجمعة؟...

    ردحذف
  4. عندما تظاهر جمهور مايسمى بحزب الله تأيد للبحرين ونفس الشيء عند ثورة مصر كان ماشي الحال ؟ ليش ممنوع نصرة الشعب السوري اللذي عانى كما عانينا نحن البنانيون من نظام البعث السوري

    ردحذف
  5. لا شكّ ان تنظيم تظاهرة شعبية مناهضة للنظام السوري في عاصمة الشمال في هذا التوقيت بالذات تحمل الكثر من المحاذير والارتدادات على اكثر من مستوى وعلى اكثر من صعيد. فما هي اهداف التظاهرة؟ وهل من تخوفات امنية من امكانية حصول اشتباكات مع قوى وتجمعات موالية للنظام السوري؟ وما هو موقف "تيار المستقبل" من تحرك يوم الجمعة؟ وهل يتراجع حزب التحرير عن قراره، فيعمد الى تأجيل تحركه او الغائه تجنباً لمزيد من التأزيم والانحدرا في العلاقات اللبنانية-السورية؟

    ردحذف
  6. أنا لا افهم لماذا على مؤيدي نظام بشار أن يصطدموا بمؤيدي الشعب السوري ؟ واضح أن حزب التحرير هو من أخذ تصريح للتظاهر ، لم نقرأ أن الطرف الآخر طلب تصريحا للتظاهر غدا ايضا ؟
    شو هالفوضى ؟ باي حق سيصطدمون معهم وهم لن يخرجوا ولم يطلبوا تصريحا للتظاهر
    تخوف غير عادل كل لبناني من حقه التظاهر وطلب التصريح بذلك ذلك أليس كذلك !

    ردحذف
  7. هذا الحزب المسخ نسخة مصغرة عن ما يجول و يصول في رؤوس و اذهان بعض الغوغاء في لبنان و على رأسهم تيار المستقبل الذي تخطى كل الحدود و اصبح عاري و مكشوف,برغم كل النفي الصادر عن مسؤليه علنا و لكن سرا يقولون عكس ذلك و هم المحرض الاول لهذا التحرك,

    ردحذف
  8. انا مع حق التظاهر وضد النظام ولكني ضد التظاهر بالغد نظراً لحساسية الموضوع ولما يمكن ان ينتج عنه من تأزم جديد للعلاقات اللبنانية السورية

    ردحذف
  9. نصرة الأخوة السوريين حق علينا -حتى ولو كانت عن طريق تظاهرة- فنحن من تقاسمنا معهم المعاناة من نظام البعث السوري الديكتاتوري.
    وكان يجب أن يخرج كل اللبنانيين من جميع الطوائف وليس طائفة واحدة تتكفل بهذه التظاهرة وفي مدينة غير العاصمة.
    علماً بأنه من الظلم أن تقارن تظاهرة سلمية بتدخل الجيش السوري على الأراضي اللبنانية طوال السنون الماضية.
    أتمنى أن يوفّقون الأخوة الطرابلسيون بالتظاهرة وأن تصل رسالتهم واضحة وبسلام.
    وأيّ تعرّض لهم سيحُسب لتيارات معروفة, خافت أن تسقط بسقوط نظام البعث الظالم.

    على جنب:
    لبنان يغلي على صفيح ساخن منذ 36 سنة, والسبب طوائفه الثائرة في كل وقت, لذا لن يكون غريباً إشكالهم على التظاهر من عدمه.

    ردحذف
  10. هذا التحرك يجب ان لا يحصل، فبالرغم من تأييدنا لكل التحركات الديمقراطية للشعوب ولكننا لا نعتبر بان للبنان اي مصلحة بان يخرج بتظاهرات شعبية، لا سلباً ولا ايجاباً، ولا تأييداً ولا اعتراضاً على النظام في سوريا

    ردحذف