السبت، 30 أبريل 2011

ميقاتي "مُحاصر" بحسابات وهواجس: هذه هي القطب المخفية التي تقف وراء "انتظار" الرئيس المكلف "على ابواب العاصفة"

الطريق الى السرايا مليء بالحسابات "الميقاتية" والاشواك الداخلية والخارجية ...
لا شك ان المأزق الحكومي المستدام في بيروت منذ اكثر من 3 اشهر لا يرتبط بما تحمله التقارير اليومية من اخبار ومعلومات تقول بان سبب الازمة يكمن في الصراعات على الحقائب الوزارية داخل فريق الاكثرية الجديدة. اذ ان الشلل الحكومي هذا يرتبط بشكل اساسي بمفاعيل "التسونامي" الذي يضرب على طول المنطقة العربية وعرضها. والاحداث والاحتجاجات المتسارعة التي تحصل في سوريا منذ اكثر من 6 اسابيع تعتبر عاملاً اساسياً في هذه المراوحة، الامر الذي يضع لبنان امام خيارات صعبة ودقيقة من شأنها ان تصيبه بشظايا "الزلزال السياسي" المستمر.  
يختلط في هذا الواقع المعقّد العامل الداخلي بالخارجي، مما يطرح اكثر من علامة استفهام على اداء الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وطريقة تعاطيه مع الامور، في وقت تمر فيه البلاد والمنطقة باسرها بتعرجات وتغيرات قد تكون جذرية وحاسمة.
وفي هذا الاطار يتحدث مصدر بارز في قوى 14 آذار عن "القطب المخفية" التي تحول دون خروج الحكومة العتيدة الى دائرة الضوء، متحدثاً عن حسابات خاصة بالرئيس ميقاتي، وعن اسباب وقوفه "بمواجهة" شروط رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" التعجيزية التي من شانها ان تنتقص من موقعه ومكانته، وان تقضم صلاحيات موقع رئاسة مجلس الوزراء.
يعتبر المصدر ان الثروة الشخصية لميقاتي ستتأثر بشكل كبير في حال ذهب بعيداً في تشكيل حكومة لون واحد. فاذا قررت الادارة الاميركية اعتبار ميقاتي شخص غير مرغوب فيه من الناحية الاقتصادية وقامت بمصادرة او تجميد امواله ومؤسساته، فلن يكون الاخير مسروراً على الاطلاق، وهو الامر الذي يجعله غير متحمساً لتشكيل حكومة. 
ولم ينس الرئيس ميقاتي بعد ما حدث للبنك اللبناني الكندي منذ اسابيع، اضافةً الى انه يتوجس مما قد يحدث للقطاع المصرفي والاقتصادي في البلاد اذ قررت الولايات المتحدة وبلدان غربية عدة اعتماد هذا الاسلوب لمحاصرة حكومته العتيدة.
ويرى المصدر ان الفترة التي امضاها الرئيس ميقاتي في مساعيه لتشكيل حكومة "الاكثرية الجديدة" قلّصت من رصيده في الشارع السني واعطت زخماً اضافياً للرئيس سعد الحريري، وتالياً فانه يعتقد ان رصيده سيكون عرضة لمزيد من التراجع اكثر فاكثر في "شارعه" اذا اقدم على تشكيل حكومة على هوى الثامن من اذار ووفقاً لشروطها.
اضافةً الى ذلك، فان الرئيس المكلف يتفادى معاداة المملكة العربية السعودية في حال تشكيل حكومة "حزب الله" في بيروت، في لحظة يبلغ فيها الصراع بين الرياض وطهران ذروته القصوى، وقد ظهر ذلك جلياً في الاحداث الاخيرة التي شهدتها مملكة البحرين، والتي نتج عنها توتراً غير مسبوقاً للعلاقات الخليجية الايرانية.
ويخشى الرئيس ميقاتي من انعكاس الوضع الامني في سوريا على الوضع الامني في لبنان، في ظل حكومة امر واقع، لا سيما مع "سوء الانقشاع" والرؤية الضبابية تلف الحدث السوري، مما ادى الى نوع من الارباك في كيفية التعاطي مع الواقع المستجد، والذي من شأنه ترك اثار سلبية على سمعة الرئيس المكلف اذا قرر المضي في تشكيل حكومته.
ويلفت المصدر نفسه الى ان خطف السياح الاستونيين السبعة اربك ميقاتي الى حد كبير. فالبيانات المتلاحقة للدول الغربية والتي حذرت فيها رعاياها من السفر الى لبنان وحضتهم على اخذ الحيطة والحذر في تنقلاتهم على الاراضي اللبنانية جعلت من ميقاتي  متوجساً الى حد كبير، ومتخوفاً من ان تتواجه حكومته التي يعمل على تأليفها مع قضية "رهائن اجانب" في لبنان، على غرار ما كان عليه الوضع في لبنان في ثمانينات القرن الماضي.
امر اخر طرأ على حسابات الرئيس المكلف، فمخالفات البناء الفاضحة، والمستمرة في التفاعل كالفطر على الساحة السياسية اللبنانية تحتم على ميقاتي وضع سياسات صارمة وحاسمة وواضحة فيما لو شكل حكومة جديدة، لان امن الدولة وهيبتها ووجودها واستقرارها واحترامها يجب ان يتحقق باسرع وقت، ولان استمرار منطق الدويلات يعني تسليم الامور الى "دولة حزب الله"، مما قد يؤدي الى سخط شعبي وسياسي تُوجّه نيرانه الى الرئيس المكلف، مما يزيد الامور تعقيداً.
ويقول المصدر نفسه انه في حال رأى الرئيس ميقاتي ان انسحابه من التكليف سيكون اهون الشرين، فهو يعلم تماماً انه سيرتكب مجازفة كبيرة قد تقضي على مستقبله السياسي في بلاد تتحرك حولها الرمال وعلى وقع صيحات شعوب المنطقة التي اهتزت تحت وطأتها الانظمة والدول والحكام، ولهذا فهو مستمر في جهوده "حتى الرمق الاخير"، والا فان "النهاية" ستكون مؤلمة وصاعقة واكثر من مذرية.
سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق