السبت، 16 أبريل 2011

بين تميّز "غوغل" ولغز شارلي شابلن ... ابداع ونضال ورسالة

الدكتاتور احد اهم افلام شابلن ....
احتفل موقع "غوغل" عملاق محركات البحث على الشبكة الالكترونية اليوم "السبت" بالذكرى ال122 لولادة الممثل الاسطورة، الانكليزي تشارلي شابلن الاسطورة الذي طبعت صورته في التاريخ على مدى اجيال، ليتحول الى ايقونة في السينما والتلفزيون والاعمال الدرامية الصامتة.
وللمناسبة عرضت "غوغل" في الصفحة الرئيسية لموقعها فيديو قصير تكريماً لشابلن. وتمكّن مئات الالاف من المستخدمين من الولوج عبر "غوغل" الى عدد كبير من المواقع الالكترونية التي تحدثت عن شابلن وعرّفت عن حياته ومسيرته الفنية والمهنية الطويلة.
يذكر انها ليست المرة الاولى التي تكرّم فيها "غوغل" كبار الكتّاب والممثلين والمفكرين في العالم، فمنذ نحو شهرين، احتفل الموقع بذكرى ولادة الاديب اللبناني العالمي جبران خليل جبران. اذ تعتبر ادارة هذا "المحرّك العملاق" ان مثل هذه الخطوة تساهم بشكل كبير في استذكار من دفع الانسانية قدماً الى الامام.
الطريقة مميزة في الاسلوب والتقديم والشكل. ولا شك ان غوغل باتت تملك تأثيراً كبيراً على "الرأي العام العالمي" لما تبرزه من اخبار لعشرات الملايين حول العالم.
وعوّدتنا غوغل ان تفاجئنا بخدمات جديدة وبأفكار لامعة وبرّاقة في عالم الانترنت والمعرفة، لدرجة انه بات من الصعب ان ينافسها اي محرك بحث اخر على الشبكة العنكبوتية الهائلة.
وقبل التطرق باختصار لابرز محطات حياة الممثل الشهير شارلي شابلن، تجدر الاشارة الى انه بامكان غوغل ان تحتفل بعيد ميلاد كل شخص منا، وهي خطوة تجعلنا نشعر بالتميز والفرادة، اذ تكفي "بحسب مدونة غوغل الرسمية" ان تقوم باضافة تاريخ الميلاد الى ملفاتك، لتكتشف يوم ميلادك ان شعار "غوغل تعدّل قليلاً ويشير الى اسمك، وعندما تدخل الى الرابط تظهر الملفات والمعلومات المتعلقة بك شخصياً... انها طريقة رائعة للاحتفال ... لا؟.
صفحة غوغل الرئيسية كما بدت اليوم

وبالعودة الى شابلن، يُعرف عنه انه اشتهر بمناصرته لقضايا البؤساء والطبقة الكادحة "البروليتاريا". فانتقد البرجوازية والطبقية الاجتماعية التي طبعت جل أعماله السينمائية الصامتة والناطقة التي وصفت بفن "الكوميديا السوداء"، الامر الذي دفع اشهر واعرق الصحف البريطانية بمنحه لقب "رجل أوروبا البائس".

كما اشتهر ببدلته وقبعته السوداء وبعكازه الشهير، واستطاع بعبقرية فنية خارقة أن ينقل للجمهور بالحركة والصورة ما عجزت الأفلام الناطقة عن إيصاله، فظل متشبثاً حتى بعد ظهور الصوت بالسينما الصامتة لإيمانه أن هذا الاختراع يقتل السينما.
 انتقل شابلن من حياة البؤس والفقر التي عانى منها في سنوات طفولته إلى عالم الأضواء والشهرة والثراء، لكنه ظل دائماً وفياً للقضايا الإنسانية من خلال 100 عمل سينمائي قدمها للإنسانية.


قام بتأليف كتاب يتناول قصة حياته واستعراض مواقفه في مسائل شتى وغيرها من الأمور، وصدر هذا الكتاب تحت عنوان "قصة حياتي".
من أشهر أعماله التي ظلت عالقة في تاريخ السينما "حياة كلب", و"الطفل " 1921 و"الدكتاتور"1940، فضح خلالها رجال الدين والسياسة والبوليس وأرباب العمل.
ساهم شابلن عام 1923 في تأسيس شركة الفنانين المتحدين، وكان فيلم "الرأي العام" باكورة إنتاجها السينمائي، ولكن أفلام شارلي الرئيسية أنتجها هو بنفسه، ومن أبرزها "الأزمنة الحديثة"، و"الديكتاتور"، حيث كان فيلم "الأزمنة الحديثة" هو آخر فيلم صامت لشابلن، لدخول الصوت إلى السينما.
كان فيلم "الديكتاتور" هو أول فيلم يُسمع فيه صوت شابلن، حيث كان يدعو من خلال الفيلم إلى المقاومة والنضال ضد النازية، معتبراً ذلك واجباً أخلاقيا وإنسانيا وكفاحيا، متجاوزاً بذلك حدود المأساة الفردية من جهة، ومظهراً من جهة ثانية صورة أخرى من صور الالتزام السياسي لديه.

المعروف أن تشارلي هو يهودي بريطاني، ولكنه رفض الجنسية الإسرائيلية، كما رفض قبله يهودي آخر هو العالم العظيم آينشتاين الجنسية الإسرائيلية ورئاسة الكيان الصهيوني، وعندما استقرّ شارلي شابلن في الولايات المتحدة، لم يهاجر إلى إسرائيل أو يلتحق بها، وظل قابضا على جمر مبادئه الإنسانية في الوقوف مع المضطهدين والمطحونين، والتصدي للديكتاتورية واستغلال الرأسمالية.
 تعرض شابلن للمضايقة من بعض أجهزة الأمن الأمريكية لعلاقة مشكوك فيها مع الشيوعية، التي تقف خلف بعض أفلامه حسب تصوراتهم وتقاريرهم، وانتهى المطاف بشارلي شابلن في سويسرا، حيث استقر بها إلى أن انتهت حياته.
توفي شابلن سنة 1977 عن سن يناهز 88 عاماً، وظلت كلمته الشهيرة التي وثقها في مذكراته "لست نادماً لأنني مارست حياتي بحب وحاربت اليأس بالعطاء, لأن الله منحنا هبة الحياة وأمرنا أن نعمل ونتيح للآخرين سبيلاً ليعملوا، هذه رسالة أي مبدع وإنسان يرفض أن تكون القوة سبباً في الأذى وفي احتلال الشعوب الفقيرة والضعيفة".
وبعد وفاته عن عمر يناهز الـ88 عاماً بفيلمه الأخير "كونتيسة هونج كونج"، تم تكريمه من خلال حفل الأوسكار عام 1972.
لا شك ان "صاحب القبعة السوداء" أثرى السينما بالعديد من الأفلام التي تجاوز عددها الثمانين فيلما، وبعد أن أثبت أن الكوميديا يجب ألا تبتعد عن مناقشة المشاكل والهموم التي تواجه المجتمع.... 

يمكن القول ان "غوغل ادهشتني اليوم وامتعتني بشكل كبير، لانها سمحت لي بالتعرف اكثر على شارلي شابلن وبالاطلاع على ابرز اعماله وعلى حياته الضخمة... تستحق غوغل تصفيقاً عالياً، على امل ان تركز اكثر واكثر على القضايا الانسانية وعلى اوضاع ومعاناة الملايين من البشر في هذا العالم المتوحّش...

سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق