الأحد، 24 أبريل 2011

النظام السوري يفترس شعبه ... والإعلام الرسمي يستمر بالكذب والتضليل


الاعلام الرسمي السوري يستمر بالكذب ...
 اخبار القتلى والجرحى واصوات الرصاص الحيّ تكاد لا تفارق الساحة السورية والانباء التي تبثها شاشات التلفزة ووكالات الاخبار العالمية... تستمر مشاهد القتل والاعتداء على متظاهرين في سوريا بعد اكثر من 5 اسابيع من انطلاق الاحتجاجات الشعبية.

العنف يتوسع ويكبر، ورقعة الاحتجاجات تمتد من مدينة الى اخرى ومن جامعة الى اخرى وسط غضب شديد لما يقوم به النظام من قتل واعتداءات على المواطنين والشباب الذين يهتفون بالحرية والاصلاح والتغيير.

كل اسبوع وحمام الدم لا ينته. يقول النظام ان ما تشهده البلاد مؤامرة كبرى تستهدف دور سوريا السياسي في المنطقة، في وقت يستمر فيه الاعلام الرسمي بممارسة شتى انواع التضليل والتعتيم، متّهماً ابناء وشباب "الثورة" بانهم ينفذون مخططاً خارجياً، فيعرض تارة صوراً لمضبوطات ولاجهزة وادوات يستخدمها هؤلاء في تحركاتهم، وتارةً اخرى "يزعم" ان اعمال العنف والقتل ناتجة عن اعمال مسلحة لمجموعات تخريبية وارهابية تسرح وتمرح في الشوارع والازقة.

الاحداث في مكان والاعلام السوري الرسمي في مكان اخر. اذ ينشغل التلفزيون البعثي ببث مباشر "لمهرجان حلب للطفولة"، و"لحركة السير الهادئة في دمشق الابية"، و"للاجواء المريحة في صروح الجامعات والكليات والمدارس"، وكأن شيئاً لم يكن، معتبراً ان "الحياة طبيعية في كل المحافظات والاحتجاجات محصورة وتكاد لا تذكر". حتى ذهبت بعض الصحف الى القول بأن "يوم الجمعة كان الاكثر هدوءاً منذ 5 اسابيع، اذ عاد المواطنون الى منازلهم بعد تأديتهم للصلاة في الجوامع المنتشرة على طول البلاد وعرضها".

وكان "يوم الجمعة الهادىء" اليوم الاكثر دموية منذ بداية الاحتجاجات الشعبية بعد شهر من المظاهرات بالحريات السياسية وإنهاء الفساد، فشاهد العالم اجمع الاستبداد والطغيان على الهواء، في وقت اكدت الانباء ان قوات نظامية ومسلحين موالين للرئيس السوري قتلوا بالرصاص 88 مدنياً يوم "الجمعة العظيمة".

وتحت عنوان "التخريب خلف الشعارات البرّاقة"، كتب الدكتور عيسى الشمّاس مقالة "مزرية" في صحيفة "الثورة" التابعة للنظام،  انتقد فيها التظاهرات بشدة، متسائلاً: " أي حرية تلك التي ينادون بها إلا الفوضى والعبث بأمن الوطن والمواطن؟ وأي شهيد ذاك الذي يفدونه بدمائهم التي تجردت من أصالتها هم وأعوانهم من يستبيح اغتيال المواطنين من حماة الوطن رجال الأمن والناس الأبرياء ويزيدون برصاص الغدر والخيانة عدد الشهداء الذي تجاوز العشرات إضافة إلى الجرحى الذين تجاوز عددهم المئات؟".

التحليلات الصحفية البعثية اشبه ما تكون بالسوريالية المتخمة بالانكار والتجاهل والاسقاط، اذ طالب الكاتب نفسه المعارضين بالكف عن الشعارات الخادعة "التي كشفت زيف إدعاءاتهم وحقيقة نياتهم"، وبعدم الاستظلال تحت ظلال الحرية "التي أفقدوها كل المعاني الإنسانية السامية"، وبعدم الاحتماء وراء كرامة الشهداء "وألوان دمائهم الطاهرة التي أهرقها غدر عصاباتهم ظلماً وتعمداً تلبية لأسيادهم لقاء حفنات من الدولارات والوعود البراقة الكاذبة لقد ذاب الثلج وبان المرج".

هذا وينصح النظام "ابناءه" بالعودة الى الرشد وبالتحلي بالحسّ الوطني "قبل فوات الاوان". ليطلق المحللون التابعون لقصر المهاجرين كتاباتهم وافتتاحياتهم على طريقة "الاخ الاكبر" محذّرين مهددين متوعدين: "فالشعب لا يرحم والتاريخ لا يرحم والهزيمة أبداً للمفسدين والمأجورين والنصر للشعب الصامد بوعيه وبوحدته الوطنية الراسخة، وعلى الباغين تدور الدوائر".

وبعيداً من الاعلام البعثي الكاذب والتضليلي، المتخم بالاتهامات والادعاءات والافتراءات والدعاية الفاشلة، ضاق ذرع وزير الخارجية وليد المعلم الذي اعتبر أن "الأمر لم يعد من الممكن السكوت عنه، ويتطلب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ الأمن".

تصريح مرفوض جملةً وتفصيلاً يمكن وضعه في سياق تبريري يسبق استخدام مزيداً من القوة المفرطة يزيد من فداحة الصورة. اذ يتحتم على الادارة السورية ان تبادر فوراً الى وقف اعمال العنف والقمع بهذه الطريقة الوحشية، بدل افتراس مواطنيها بهذا الاسلوب الاجرامي الذي لا يحترم كرامة الانسان وحريته الاساسية بالتعبير السلمي والحضاري.

باختصار، فان ما يجري في سوريا يتجاوز كونه "حملة تحريضية واسعة"، او "لعبة اعلامية تديرها بعض المحطات الاخبارية العربية والعالمية من  تجييش سياسي واعلامي غير المسبوق"، وقد تكون مشاهد الغضب والدم المسفوك على الارض كافية لتقييم حجم الحدث والانتهاكات التي يقترفها النظام ضد شعبه كل يوم في لخظة انكشف فيها الاستبداد وانفضح امره... انها بداية النهاية.


سلمان العنداري ... SA

هناك تعليق واحد:

  1. للأسف هذا الإعلام الفاسد المفسد لا يتعلم الدرس مما حدث لغيره ممن هم على شاكلته فى تونس وفى مصر وفى ليبيا ويسقط الفاسدون ويبقى الشعب الابى الحر

    ردحذف