الثلاثاء، 12 أبريل 2011

الحرب الاهلية اللبنانية ... مستمرة حتى إشعار آخر

مشاهد الحرب الاهلية تكاد لا تغادر الذاكرة ولا تتركنا ...
ستة و ثلاثون عاماً مضت, و الصراعات و الحروب و التقاتل الداخلي لم ينته بعد, فمن قال ان الحرب اللبنانية التي بدأت في 13 نيسان عام 1975 مع بوسطة عين الرمانة, انتهت بعد توقّف أصوات المدافع والرشاشات والقنابل وتوقيع إتفاق الطائف الذي انهى معاناة الداخل ؟. ومن قال أن المتاريس ومظاهر التسلّح وخطوط التماس الحمراء اختفت واضمحلت الى غير رجعة بعد الإنتقال من حالة الحرب الى حالة السلم ؟ .

للأسف , فمنذ العام 1990 ما زلنا نعيش و نتعايش مع امتدادات هذه الحرب وتداعياتها على النفوس والعقول, ليصبح معها الخطاب السياسي وتقاذف التهم والشتائم أقوى وأفعل من نيران الموت على الجبهات المتواجهة, ولتزداد معها الهواجس والفواصل بين من يفترض بهم أن يكونوا قد تعلّموا من تجربة اللعب بمصير البلد والرقص على تناقضاته, لإقتناص فرصة ذرّ الحقد في العيون للتفريق أكثر وأكثر بين الأزقة والأحياء والساحات, ولينسى من يفترض به ان يتذكّر , أن العزف على أوتار الطائفية و المذهبية الضيقة يزيد من تدمير مقدّرات وامكانيات الخلاص المعهود والمطلوب, لتمحى بذلك الذاكرة الجماعية الحافظة والجامعة لكلّ افراحهم واطراحهم وآلامهم وشهدائهم ومصائبهم .

أوليست الحرب الكلاميّة والإنقسامات الدائرة اليوم أعنف وأقوى واشد قساوة من الحرب العسكرية الميليشياوية التي شهدتها البلاد لفترة 15 سنة ماضية ؟, و لهذا يمكن القول ان الحرب لن تنتهي بعد .

ستة وثلاثون عاماً مضت, ولم نتعلّم بعد حبّ الوطن والأرض وتقبّل العيش بكرامة, بمحبّة وتعاون دون خوف او حذر مغلّف بكره او مصلحة التعايش من اجل الضرورة , و لم نتعلّم بعد معنى المواطنة الحقيقية, فضاعت الهوية في دهاليز التقوقع, و توزّع الإنتماء بين الدول المجاورة التي زادت من نفوذها وسطوتها على الارض المحروقة, لتوزّع الأوامر والإملاءات على الاطراف السياسية كافةً بعد ان وزّعت السلاح على اطراف النزاع سابقاً وتفرّجت عليها تتذابح و تلعب بعنف في بركة الدم الغارقة في السواد والاسى .

ألا يستحق لبنان أن يعود سويسرا الشرق, ولؤلؤة هذا العالم العربي , والوطن – الرسالة الجامع للاديان والحضارات, ومركز الحوار العالمي بين كلّ الثقافات في كل المجالات؟, فلماذا الإصرار على الإستمرار في التعطيل ونشر سياسة التفرقة, وتعميم فكرة أن هذا الوطن لا يصلح للعيش لأن قوة الموت واليأس والخسارة فيه اقوى من أي شيء آخر ؟.

 لماذا الإصرار على إعادة سيناريوهات الحرب بدل العمل على إنهائها والشروع الفوري بجهود الجميع ببناء مفهوم جديد للمواطن وإلغاء الطائفية السياسية, وصولاً الى استحداث نظام سياسي عصري يطوي صفحات الماضي الأليم وينظر بجرأة الى المستقبل ؟ .

إذن فالحرب لن تنته بعد, على الرغم من حصول الكثير من التحوّلات والتغيّرات في تركيبة المجتمع اللبناني , الا أننا ما زلنا في مرحلة مبكرة كي نقول انّ مفاعيل هذا الكابوس قد انتهت, وأن البوسطة الحمراء اخمدت فيها النيران وتوقّفت عن بثّ الضغائن.

على الرغم من تلاقي بعض اعداء الأمس في الساحات ,( إن في 14 أو 8 آذار ), فإن الإنقسامات الحاصلة اليوم تبدو أعمق وأكثر خطورةً من ذي قبل, فمتى تتلاقى الساحتان و يعتذر القادة والأطراف من وطنهم الممزّق ؟, ويطلبون من شعبهم السماح و المغفرة، لتبدأ بذلك حقبة جديدة من التاريخ ؟ .

فهلّ سيأتي اليوم الّذي نقول فيه على الملأ " تنذكر و ما تنعاد " ؟, ام أننا اعتدنا تكرار التجارب و الوقوع في أفخاخها كل 15 سنة أو حتى اقلّ ؟؟.

سلمان العنداري ... SA  

هناك 3 تعليقات:

  1. صعبة صعبة يا سلمان.. بركي ع دور ولادنا

    ردحذف
  2. أخاف أن يكون لبنان (حلمٌ) لن يتحقق!

    المجتمع اللبناني غرق في وحل الطائفية التي قادته إلى التفرقة ولا من منقذ.
    الشعب ضاق ذرعاً والهجرة تزيد كل يوم.
    13 مليون لبناني مهاجر خلال 100 سنة, من سيبقى في الخمسين سنة القادمة إذن؟
    لبنان ليس ضحية صراعات الدول الأخرى فحسب, بل هو ضحية شعبه الذي رحل ولم\لن يعد.

    كل 13 نيسان ولبنان بخير وأمن وإستقرار.
    كل 13 نيسان ولبنان باريس الشرق.
    كل 13 نيسان ولبنان على رأس العرب.
    كل 13 نيسان ولبنان واللبنانيون يرفضون الطائفية.

    كل أمنياتي ودعواتي لبلدي الثاني لبنان, بالخير والنماء والإستقرار.

    ردحذف
  3. على الرغم من حصول الكثير من التحوّلات والتغيّرات في تركيبة المجتمع اللبناني , الا أننا ما زلنا في مرحلة مبكرة كي نقول انّ مفاعيل هذا الكابوس قد انتهت, وأن البوسطة الحمراء اخمدت فيها النيران وتوقّفت عن بثّ الضغائن

    ردحذف