الأحد، 20 مارس 2011

جدار الصمت يتداعى والشعب يُشعل الثورة ... بشار الاسد يسأل: هل حان دوري ؟؟

من كان ليصدّق ... ان الصمت ينهار في سوريا ؟؟

لا شك ان مشهد خروج مئات والاف المتظاهرين هاتفين بالتغيير والاصلاح والديمقراطية كان اشبه بتاسع المستحيلات وضرب من ضروب الجنون قبل اشهر في سوريا.

اليوم ومع سقوط حواجز الخوف في كل ارجاء العالم العربي، خرج اهل الشام عن صمتهم. واسقطوا كل الاقنعة بوجه جبروت النظام الحديدي الممسك بزمام الامور منذ عقود. ليفتحوا بأيديهم بوابة سجن اوصد بالاغلال، وليساهموا بانتفاضتهم الناشئة بقدوم ربيع سياسي الى مؤسساتهم وشوارعهم وبيوتهم ومدارسهم واجيالهم، انه ربيع الياسمين التي بدأت براعمه الصغيرة بالازهار.

بشار الاسد يبدو مربكاً في هذه الاثناء. يراقب المشهد الداخلي المتفجّر في بلاده. يحاول قدر المستطاع التعتيم على حجم الحدث. يصارع التغيير بدم بارد. يراقب ما يجري في العالم العربي ويسأل نفسه: "هل حان دوري؟".

خمس عقود من حالة الطوارىء, بطالة ومعاناة اقتصادية, قمع وظلم, ومشاركة ممنوعة, وانتخابات معلّبة, واعتقالات بالجملة... اليوم حان وقت الخروج عن الصمت والانتفاض على الاستبداد.

الاعلام السوري الخشبي تغاضى بشكل تام عما يجري من تظاهرات وتحركات في ارجاء البلاد، اذ خرجت صحيفة "البعث" التابعة للادارة السورية البعثية يوم الجمعة الماضي بخبر رئيسي على صفحتها الاولى تحت عنوان: "استغلوا تجمع المواطنين قرب المسجد العمري، مندسّون يلحقون اضراراً في الممتلكات العامة والخاصة في درعا".

التعامي عن حقيقة ما يجري يثير الغثيان ويكشف تعاطي النظام مع هذه الاحداث من خلال الشائعات ومحاولة التخدير الجماعي لذر الرماد في العيون، اذ يتم تسويق مقولة ان "عملية الإصلاح في البلاد ماضية وتسير بخطا منتظمة يرافقها حملة كبيرة لمكافحة كل أشكال الفساد، وأن كل ما يقلق السوريين أو ما يمكن أن يقلقهم يتم بحثه علناً وفي بعض الحالات مباشرة مع الرئيس بشار الأسد الذي يتابع شؤون المواطنين وهمومهم بشكل دائم". انها بالفعل اعلى درجات النفاق والكذب على الشعوب.

والمضحك في الامر، فقد رأت صحف النظام ان الأفلام التي يتم تصويرها من الهواتف وبثها على موقع «يو تيوب» هي عبارة عن مجموعة اكاذيب لا ترقى الى الحقيقة، اذ اعتبرت ان اغلبيتها مزيف وتستخدم صور قديمة لتجمعات في «سوق الحميدية» وأمام سفارتي مصر وليبيا لدمجها مع صور أخرى وإخراج فيلم على أنه من تظاهرات الاحتجاج. كما تم تجنيد فضائيات لبث الأخبار الكاذبة وأخرى لبث الفتنة والطائفية في مجتمع كان ولا يزال وسيبقى رافضاً لأي خطاب طائفي ولأي فتنة يمكن أن يراهن عليها من يبث كل هذه السموم على قنواته.

اصابع الاتهام  لم توفر روّاد الانترنت، اذ اتهمت "بعض المجموعات المتطرفة من خارج سوريا، والقريبة من عبد الحليم خدام وبعض السفارات الاجنبية بأنها تساهم في تأجيج الحملة والزام الدول الغربية باصدار مواقف تدين سوريا، واثارة الشك في نفوس السوريين انفسهم بأن ما يحصل له ابعاد خطيرة جداً".

نظرية المؤامرة على الدولة الحامية لشعبها وقائدها استمرت في اوساط النظام التي هاجمت موقعي "تويتر" و"الفايسبوك"، زاعمةً ان بعض الجهات المنظمة تبث اخباراً كاذبة لتحريض الناس على التظاهر و«مناصرة إخوانهم المهددين». حيث اتهمت مواقع الانترنت ببث اخبار كاذبة عن محاصرة درعا من قبل الجيش، وعن عمليات إنزال وترهيب للمواطنين "سرعان ما أثبت عقلاء درعا أن لا أساس لها من الصحة".

"أن كل ما ينشر لا يمت للحقيقة بصلة مصممين على ألا يخرب حياتهم وأمنهم أي مجموعة مهما كانت مطالبها لأنهم على ثقة بأن أي مطلب يمكن الحصول عليه من خلال الحوار وإيصال الصوت إلى أعلى المستويات"... هكذا اراد التلفزيون السوري ان يطئمن شعبه الذي لم يعد يصدّق اكاذيب النظام بعد اليوم.

وقد وصلت حدود الوقاحة الى القول انه " تم استقبال المتظاهرون في بأحذية المصلين في الأموي قبل أن يخرجوا وتفرقهم قوات الأمن وكذلك الأمر في حمص أما في بانياس فأخذت التظاهرة الطابع السلمي ولم يقترب منها أحد".

وفي تهديد واضح لمن يطالب بالتغيير، يختم احد "كتبة" المقالات" في احدى الصحف السورية: "ليتذكر الجميع أننا نتعامل هنا مع مجموعات مهنية للغاية تدرك جيداً ما تقوم به من خطوات وهي بحاجة إلى مواجهة شاملة من كل المجتمع السوري".

ان مسيرة التغيير يا سيادة الرئيس بدأت بالفعل، ولا عودة الى الوراء. ولا يفيدكم ارسال الوفود الحكومية، وانقضاض الاجهزة الامنية بلباس مدني على الناس. لان زمن الصمت انتهى، ونظرية المؤامرة والتخويف والترهيب والتعتيم لم تعد تجدي نفعاً... لقد حان دور سوريا ...


سلمان العنداري ... SA

هناك تعليق واحد:

  1. عاجل عاجل .مجموعات من بلطجية حزب الله اللبناني تتهجم على مصلين امنين في مسجد الامويين الكبير بالعصي والسكاكين في سورية

    ردحذف