الأربعاء، 9 مارس 2011

في لبنان: السلاح يريد ...اسقاط الشعب ؟؟


في لبنان يسعى حزب الله للإبقاء على سلاحه مهما كلّف الثمن

وصل الإحتقان السياسي في لبنان في الفترة الاخيرة الى اوجّه بين فريقي 14 آذار و8 آذار بعد التعايش "الكذبة" في حكومة سُميت "بحكومة الوحدة الوطنية", حيث جلس المتخاصمون على الطاولة نفسها لأكثر من سنة ونصف "يتكاذبون" على بعضهم البعض، وسط حالة مخيفة من الحرب الباردة وتوازن الرعب.

عطّلت قوى الثامن من آذار التي يرأسها "حزب الله" المسلّح كل امكانية للنهوض في معالجة اولويات المواطن الفقير الذي ضاق ذرعاً من ممارسات "البلطجة" التي ادارها الحزب الذي وضع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" ميشال عون في عين العاصفة بتصريحاته التافهة والمجنونة, وبدفاعه المستميت عن السلاح الذي استعمل بالداخل لأكثر من مرة, وتحت اكثر من شعار.

 استمر القصف المتبادل بين الفريقين. وواصلت الحكومة عجزها عن اتخاذ اي قرار. وتحت شعار "المبادرة السعودية – السورية" حبست الناس انفاسها بانتظار الحل او الانفجار, ليُفاجىء الجميع بأن امكانية التفاهم والخروج من الازمة المستعرة لم يتحقق, بل سقط الى غير رجعة بعد انقلاب "حزب الله" على التفاهمات السابقة, وبعد رفض القوى الحليفة "للسين الممانعة" اقتراحاً بعقد مؤتمر للمصالحة والمسامحة في العاصمة السعودية الرياض لانهاء الصراع القائم وللبدء بصفحة جديدة".

سقطت حكومة الرئيس سعد الحريري بانسحاب "الجهابزة" منها... الشعار الوحيد: رفض المحكمة والدعوة الى الغائها. ليسقط معها اتفاق الدوحة الذي انهى احداث 7 ايار المؤلمة التي خلّفت عشرات الضحايا بعد غزوة "الحزب" المقدسة في شوارع بيروت وبعض مناطق الجبل, فعادت الامور مجدداً الى نقطة الصفر.

الحرب السياسية استمرت. نزل "الحزب المقدّس" الى شوارع بيروت بالقمصان السود قبيل ساعات من "الاستشارات المُلزمة", فأعاد الى الاذهان شبح السابع من ايار, وأوصل مجموعة من الرسائل لكل القوى السياسية ومن بينها النائب وليد جنبلاط المتوجّس والخائف والمرتعب, الذي رضخ لتهديد "الحزب" الذي نشر ميليشياته في المناطق الخاضعة لنفوذه, لتنقلب التوقعات رأساً على عقب, ومعها اختلطت الاوراق وكان الفخّ الكبير بتسمية الرئيس نجيب ميقاتي تكليف حكومة جديدة مدعومة من "الحزب الاصفر".

يوم 14 شباط 2011, عاد الرئيس سعد الحريري الى الجذور بانضمامه الى صفوف المعارضة من جديد, مُطلقاً العد العكسي للنزول الجماهيري الى ساحة الحرية, ومُعلناً لاءاته الشهيرة: "نحنا نازلين بـ 13 آذار لنقول لا. لا لتزوير إرادة الناخبين، لا لخيانة روح العيش المشترك، لا لتسليم القرار الوطني، لا للوصاية الداخلية المسلحة، لا لنقل لبنان على محور لايريده اللبنانيون، لا لتغيير نظام حياتنا، حلمنا ما بيموت، لا للفساد، لا للسرقة، لا للخوف، لا والف لا ومليون لا للقهر والظلم والجريمة"...

احتدم الصراع. والكل بانتظار اكتمال الصورة بعد ظهر يوم الاحد المقبل, اي بعد انتهاء التظاهرة الحاشدة التي دعت اليها قوى الرابع عشر من آذار بمواجهة سلاح "حزب الله" ومحاولة خطفه الدولة والنظام والمؤسسات بأكملها في ظلّ حملة اعلامية واعلانية ضخمة, مترافقة مع تصعيد سياسي واضح وجريء تحت عنوان "الشعب يريد اسقاط السلاح", بمواجهة استمرار "الانقلاب" كما يقول قادة انتفاضة الاستقلال الذين عادوا الى جماهيرهم بعد ست سنوات من الاخطاء والتراجعات والتسويات والخوف.

اي مشهد سياسي في لبنان صبيحة الرابع عشر من آذار, وعشية اعلان القرار الاتهامي عن المدعي العام الدولي دانيال بلمار, واي سلاح سيستخدمه "حزب الله" للرد على "استفاقة" 14 آذار القوية. وهل يخرج السلاح مرة اخرى ليضع الامور في نصابها, فينزل المسلحون والمقنعون مرة اخرى الى الشوارع, ويُقتل الناس ويدفعون الاثمان  مرة اخرى؟. وهل تنجح قوى الاستقلال بمعركتها السلمية الديمقراطية ام انها ستخضع مرة اخرى لطاولة المفاوضات ولتهديد السلاح, وللدماء التي يمكن ان تسيل في الازقة والاحياء؟...

عشرات الاسئلة تُطرح اليوم... ماذا بعد القرار الاتهامي الذي يتوقع ان يكون بمثابة زلزال مخيف. وهل سينجح المشهد الشعبي الذي سيرتسم يوم الاحد بتحديد صورة واضحة للامور, وبتصحيح الخلل الفاضح في ميزان القوى, في ظلّ استحالة التعايش بين الديمقراطية والسلاح؟.

ووسط هذه الصورة ليس من المستغرب ان يُحرّك حزب الله قواعده الشعبية ويحتل الساحات تحت شعار "السلاح يريد اسقاط الشعب والدولة" كردة فعل مرتقبة بعد صمت لن يطول.


من سينتصر في المنازلة الكبرى: الدولة او اللادولة؟... الى ذلك فلننتظر لنرى... لأن الايام المقبلة وحدها تحدد الصورة... لبنان الى اين؟....

سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق