الاثنين، 26 ديسمبر 2011

لإعداد لائحة عار ضد رجالات سوريا في لبنان... قوى 14 اذار وتجربة 2011 السيئة


قبل ايام قليلة، قابلت قيادي في قوى 14 اذار وسألته عمّ حققه هذا الفريق عام 2011. فكانت اجوبته قاسية وواضحة ومنتقدة لاداء المعارضة التي قدّمت تجربة سيئة هذا العام، خاصة بعد اسقاط "حزب الله" وقوى 8 اذار لحكومة الرئيس سعد الحريري.
قوى 14 اذار تعوّدت على رمي المسؤولية على الاخرين وتقييم سلوك وتصرفات وسياسات الطرف الاخر بدل المحاسبة والفعل على الارض، الامر الذي يدفع الى طرح السؤال التالي: ماذا فعلنا كقوى سيادية منذ اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري؟.

ويرى القيادي ان من يرفض ويستهجن ويستنكر ما تقوم به قوى 8 اذار يكون يغرّد خارج سرب 14 اذار، لان الاكتفاء بهذه السياسة غير مقبول بتاتاً من قوى المعارضة التي يفترض بها ان تمضي قدماً في معركة اسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على كل الاصعدة.

لماذا لا نتوقّف عن رمي السهام، والقاء المسؤولية على الاخرين في وقت نتراجع فيه الى ادنى درجات المبادرة السياسية، ونغرق بأخطاء قاتلة مرة تلو المرة؟.

ان الهدف الاساسي يجب ان يتركز اليوم على كيفية اسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي يديرها "حزب الله" والقيادة السورية، وقد يفيد التذكير هنا كيف سقطت حكومة الرئيس سعد الحريري تحت ترهيب السلاح وبانقلاب موصوف في الشارع من قبل ميليشيات بعدما اتخذ القرار اقليمياً من دمشق مرورا بطهران وصولاً الى الرابية والضاحية الجنوبية لبيروت بالاجهاز على هذه الحكومة، وبالتالي فان كلام 14 اذار والاكتفاء ببيانات الاستنكار امر لم يعد يفيد بتاتاً.

الى اين نحن ذاهبون؟، هل نستوعب فكرة ان "حزب الله" يقضم الدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها كل يوم، ومع كل اشراقة شمس، وانه يُجهز على كل مفاصل الدولة والسلطة والامن في البلاد، في وقت نتلهى فيه في بحث تفاصيل سطحية، من التعيينات، مروراً بملف المحكمة العسكرية، او بالاقتراح الارثودكسي لقانون الانتخاب؟.
ان "حزب الله" ارتكب الفظائع في لبنان، من انتهاكاته في بيروت وصولاً الى تدخلاته السافرة في القضاء، من دون ان ننسى كيف تصيّد الطيّار سامر حنا كالعصفور، فهل يعقل ان نغرق في قضايا سطحية وننسى ان البلد يتآكل بفعل سيطرة هذا الحزب على كل شيء فيه".

وسط هذا الواقع المؤسف، لا بد من ثورة ارز جديدة ومتجددة على ثورة الارز، لان بقاء الامور على هذا المنوال سيدمر كل المشروع الاستقلالي.

ان قوى 14 اذار اضاعت فرص كثيرة، وهي اليوم تعطي الطرف الاخر مساحة كبيرة للتحرك والمناورة والكسب السياسي يوما بعد يوم، فهل سيعطينا جمهور انتفاضة الاستقلال فرصة جديدة في السنوات القليلة المقبلة، خاصة وان اداءنا لم يعد مقبولاً؟.

نحن على عتبة بزوغ سنة جيدة على امل ان تكون مليئة بالسلام والوئام، وان لا يتحكم منطق الميليشيا والتهديد والانقلاب والتخوين بالحياة السياسية بعد اليوم، فجلّ ما نريده هو دولة مؤسسات تحترم نفسها وتؤمن المساواة لكل المواطنين، اما اذا استمرينا بهذا النهج السياسي المتخاذل فالامور ستقودنا نحو المجهول.

الناس لم تعد قادرة على استيعاب الاحداث الحاصلة، كما انها ملّت من منطق السكوت والصمت في وقت يتمدد فيه الطرف الاخر على كل الاصعدة افقياً وعاموديا.

ان قضية 14 اذار اكبر من زيادة الاجور، والتعيينات، فما نمر به اليوم هو ازمة كيانية ووجودية اساسية، ولهذا لا بد من معالجتها والعمل على حماية البلاد من السقوط الكبير.

وبصراحة، فان منسوباً عاليا من الغباء السياسي اصاب فريقنا السياسي، لاننا لم نتعود على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.
ومع انطلاقة العام الجديد لا بد من اعداد لائحة الذلّ والعار لرجالات سوريا في لبنان، وان يتم مقاطعة كل حلفاء سوريا ومعاقبتهم، ونشر صورهم على الطرقات، وتعميم هذا المفهوم على كل المجتمع اللبناني، لان الوضع لم يعد يُحتمل بتاتاً.

سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق