الاثنين، 27 فبراير 2012

ابن كمال جنبلاط ... ومعركة "كسر العضم" بمواجهة النظام السوري


وليد جنبلاط يعلن الحرب على النظام السوري ... 


تستمر مواقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بالتصاعد يوماً بعد يوم ضد النظام السوري الذي يرأسه بشار الاسد. فالبيك الذي خاصم وصالح النظام الذي قتل والده الشهيد كمال جنبلاط عام 1977 لاكثر من مرة، وصل الى مرحلة اللاعودة في انتقاد الوحشية التي يمارسها الاسد الابن ضد شعبه، من قمع وقتل وارتكاب لمجازر يومية تنتهك حقوق الانسان، وتفضح طريقة تعاطي "البعث السوري" مع اصوات الناس المطالبة بالتغيير والكرامة.

وفي هذا الاطار كان لي حديث منذ ايام الى النائب انطوان سعد، المعروف بقربه من رئيس التقدّمي، بالرغم من الانشقاق النيابي الذي خلّفه تأييد جنبلاط لحكومة ما يسمّى "بالقمصان السود" قبل اكثر من عام، عندما سقطت حكومة الرئيس سعد الحريري، نجل الشهيد رفيق الحريري الذي قُتل بعبوة ضخمة وسط بيروت عام 2005.

يقول سعد ان النائب وليد جنبلاط هو قبل كل شيء ابن الشهيد كمال جنبلاط الذي استشهد دفاعا عن القضية الفلسطينية وعن الحريات وعن تمسكه برفض الدخول في السجن العربي الكبير يوم حاول النظام السوري انذاك اخضاع كمال جنبلاط، ومواقفه اليوم هي امتداد لإرث والده ولمبادىء حزبه ولا يمكن أن يسمح في لحظة حساسة واستثنائية أن يسجل التاريخ وقفة غير منطقية وخارج سياقها النضالي على قامة وطنية كبرى بحجم وليد جنبلاط، يعرف ما معنى الثورات والحريات.

ليس غريبا أن نجد وليد جنبلاط على رأس التظاهرة التي حصلت قبل ايام في ساحة الشهيد سمير قصير، لأن هذا الموقع الطبيعي له وهذا هو تاريخه، في الوقوف الى جانب الشعوب المقهورة والمضطهدة لا سيما الشعب السوري الذي يدفع فاتورة عقود من الظلام والديكتاتوريات. يقول النائب سعد.

ومن المعروف ان النائب وليد جنبلاط كان دائما الى جانب الشعوب وحريتها وليس الى جانب الانظمة، وهذا ما لوحظ من خلال مواقفه الداعمة لكل الثورات العربية دون استثناء أو استنسابية، والتصعيد الكبير في مواقفه الأخيرة ضد النظام السوري وشبيحته ومرتزقته أتت بعد ان وصلت الامور الى مرحلة لم تعد تحتمل في ظل آلة القتل المتصاعدة من نظام الأسد والتي لا تميز بين طفل او شاب او نساء او شيوخ، بل تدك المدن والقرى بالمدفعية والدبابات وترتكب ابشع المجازر اليومية.

مواقف جنبلاط من النظام السوري غير مرتبطة بمواقفه من الحكومة، يشدد نائب البقاع الغربي على هذا الموقف، مشيراً الى ان "جنبلاط ليس بوارد فرط عقد الحكومة او الانسحاب منها، فهو كما يبدو حريص على العلاقة مع الرئيس نبيه بري بالدرجة الاولى وحريص على التواصل مع حزب الله، ولا أظن أنه حريص على علاقته بالنائب ميشال عون، ولكن ليس بالضرورة أن يكون جنبلاط منخرطاً في تحالف مع اطراف 8 آذار في الحكومة، فهو من موقعه المتمايز لا يريد أن يكون على علاقة مع حزب الله وبري على حساب تيار المستقبل، مثلما رفض بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري ان يكون مع تيار المستقبل وقوى 14 آذار ضد حزب الله وبري، لأنه يريد أن يبقي الباب مفتوحاً للحوار والتلاقي وان لا يقع لبنان في المحظور".

والنائب جنبلاط يعتقد أن بقاء الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة افضل من عدم وجودها، طالما أن الامور لم تنضج بعد لقيام حكومة اخرى، رغم القناعة الراسخة بأن هذه الحكومة غير منتجة وغير مجدية وهي تنأى بنفسها عما يجري في المحيط العربي لأن الغلبة فيها لحزب الله، فهو باق في هذه الحكومة على الرغم من التناقضات الكبيرة في داخلها لا سيما في ظل عدم وجود اي انسجام مع وزراء العماد ميشال عون.

سعد النائب المعارض للنظام السوري، وعضو قوى الرابع عشر من اذار، يعتبر ان النائب وليد جنبلاط يلتقي مع قوى 14 آذار في كثير من المواقف والعناوين السياسية لا سيما في الموضوع السوري والأخطار التي تتهدد لبنان على المستوى الامني، وهو متقدم في هذا الموضوع لأنه مع خيار الشعوب، وبالتالي فنظرته الى الربيع العربي تحاكي نظرة قوى 14 آذار، وتتلاقى معه في النظرة الى الامتداد العربي، وهو حريص على المؤسسسات وعلى فكرة الدولة والشرعية والنظام الديمقراطي.

لا يظنن احد ان وليد جنبلاط بعيد عن نهج وثوابت 14 آذار الوطنية، يقول سعد "فهو كان احد اعمدة 14 آذار وركن اساسي من اركانها، فيما علاقته بالاكثرية الحالية هي علاقة اقتضتها اللحظة السياسية آنذاك وبالتالي فهو شريك في هذه الحكومة وعلى علاقة جيدة مع بعض اطرافها، ولكن ليس على حساب قوى 14 آذار".

سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق