الأربعاء، 8 فبراير 2012

بعد "قنبلة الفيتو" في مجلس الامن ... من ينتصر اولاً نظام البعث ام الشعب الحرّ؟...

سوريا ... ومعركة الدمّ ...
لا شك ان القاء قنبلة "الفيتو" الروسي- الصيني على ادراج وطاولة مجلس الامن اصابت بشظاياها تفاصيل الاحداث في المنطقة العربية، وقلب سوريا على وجه الخصوص، فازداد العنف والقتل، وغرقت حمص وحماه بالدمار والخراب، واحترقت البيوت في باب عمرو، على وقع استمرار التظاهرات الغاضبة في كل مكان...
ما يحصل في سوريا اليوم من اعمال عنف وقتل ومجازر يومية كان متوقّعاً من قبل الجميع، خاصة بعد وصول الملف السوري الى المحافل الدولية وعلى طاولة مجلس الامن، بعد انتقاله من دمشق الى جامعة الدول العربية التي فشلت في إلزام الطرف السوري بتنفيذ مبادرتها المقترحة.

ولا شك ان طرح الملف السوري على مجلس الامن الدولي دفع النظام في دمشق الى رفع وتيرة العنف، والى ارتكاب المزيد من اعمال القتل والمجازر الدامية بعد اتخاذه القرار بقمع المعارضة والقضاء عليها بالقوّة قبل وبعد وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدمشق للقاء الرئيس بشار الاسد.

وفي هذا الاطار يقرأ مسؤول كبير في قوى 14 اذار المعادية للنظام السورية الاحداث من زاوية ان "النظام يريد تغيير توازن القوى وقلب الطاولة على وقع الزيارة الروسية، لفرض قواعد لعبة جديدة وصارمة تنجح في كبح جماح القوى المعارضة المستمرة في احتجاجاتها رغم الاعمال الامنية غير المسبوقة، مع التأكيد ان الشعب السوري لن يتراجع مهما استمرت آلة القتل، لانه قرر مواجهة لنظام والصمود حتى الرمق الاخير الى حين تغيير النظام واسقاطه مهما كانت الاثمان باهظة".

بدوره يقرأ نائب لبناني حليف للنظام السوري الاحداث من وجهة نظره الخاصة، فيعتبر ان "الامور باتت واضحة بعد فشل المخطط الاميركي بإستصدار قرار ضد سوريا في مجلس الامن، وبعد فشل كل محاولات العرب المرتبطين باميركا بالتأثير على النظام السوري بشكل كامل، مما دفعهم الى سحب اللجنة العربية الى خارج الاراضي السورية، وبعد فشل المعارضة الداخلية في قلب الامور من خلال العمل العسكري، اذ ان الامور تشير الى انهيار كل الامال باسقاط النظام السوري لعدة اسباب".

ويلفت حليف النظام الى ان "الالتفاف الشعبي حول الرئيس بشار الاسد يفوق ال75%، ممّا يؤكد على فشل كل هذه القوى المسلحة التي تحاول ضرب سوريا ودفعها باتجاه التقسيم وليس الاصلاح. ولهذا السبب يمكن القول ان هذا المشروع خسر نهائياً، الا انه لا يزال هناك بعض الفلول والاوكار للجماعات المسلحة حيث تقوم الدولة بمواجهتها بالوسائل المناسبة.
وبالنسبة للمسؤول في 14 اذار فان "خيار اللجوء الى القوة ليس مطروحاً حالياً، الا انه كلما زاد تفكك الجيش السوري، فان احتمالات كيفية دعم المنشقين ستكون عالية من خلال تقديم المساعدات المالية واللوجستية للجيش الحرّ كي يتمكن من الصمود واسقاط النظام".
وتجدر الاشارة الى ان الجيش السوري يعاني كما يعاني الشعب، ضبّاطا ورتباء وافراد. فطبيعة سوريا الجغرافية حصرت الجيش السوري بمعظمه بين دمشق والجولان، وجعلته مطوّقاً من الوحدات الخاصة وتلك التابعة للنظام من الحرس الجمهوري، ولهذا نلاحظ حصول انشقاقات فردية وليس جماعية، لان الجيش غير قادر على الالتحاق بمناطق بعيدة، ولذلك فإن الانشقاقات ستستمر بشكل فردي لان الجيش مطوق بين العدو من الامام والوحدات الخاصة من الخلف.
اما حلفاء حزب البعث في لبنان، فيعتبرون ان مجموعة ضئيلة من الفلول والاوكار تعمل القوات السورية على وضع حدّ لها ولمخططاتها الساعية الى التخريب والتقسيم وادخال البلد في حرب اهلية دامية، حيث يجري العمل على تطهير كل التحركات الخارجة عن القانون.
ويعتبر هؤلاء ان "لا شيء اسمه الجيش السوري الحر، وهذه التسمية اطلقها العرب المتآمرين على سوريا والمتعاملين مع اميركا. خاصة وانها عصابات سورية غير حرّة، ومجموعة من التابعين والمزتزقة، ممّولة من قطر والولايات المتحدة الاميركية، وتعمل على تخريب وتقسيم المجتمع السوري".

قوى الممانعة كما يسمّون انفسهم لا يعترفون بالثورة السورية، فيقولون: "انها ليست ثورة بل عبارة عن مجموعة من العصابات المجرمة التي تمارس الجريمة المنظمة على المواطنين السوريين. فأي ثورة تعتدي او تقتل الناس طائفياً، واي ثورة لا تعترف بالآخر وتقتله بهذه الطريقة البشعة؟".
وبين مؤيد ومعارض. المشهد نفسه... قتل ودمار ودماء وتعاسة يعيشها الشعب السوري، بانتظار الانتصار... او الانكسار. فمن ينتصر في لعبة الدمّ والحرّية؟...
سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق