الثلاثاء، 7 فبراير 2012

إعترافات نائب "عوني": لا انسجام بين كل افرقاء الحكومة... لا ثقة بجنبلاط وسليمان يلغينا سياسيّاً...


مما لا شك فيه ان التيار الوطني الحرّ يمر باصعب اللحظات السياسية في تاريخه. فالتيار الذي يدّعي محاربة الفساد، ويرفع شعار الاصلاح والتغيير، اصطدم بالحلفاء والخصوم على السواء، في ظلّ سياسة متشددة يمارسها على طاولة مجلس الوزراء وفي الادارات العامة، وفي الملفات والاستحقاقات الاساسية اليومية التي تعيشها البلاد.

"التيار فقد ثقته بالحلفاء، كما فقد حلفاؤه الثقة به وبسياسته المنفصمة والمتعجرفة والحاقدة في كثير من الاحيان".

هذا ما يقوله وزير بارز في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في مجالسه الخاصة، الامر الذي يشير بقوة الى عمق الفجوة التي خلّفتها الخلافات والتناقضات على طاولة الحكومة التي ابصرت النور قبل نحو عام، بعد انقلاب شبه مسلّح قام به "حزب الله" الذي جمع اكثريته الجديدة بسلاحه، مُسقطاً حكومة الرئيس سعد الحريري.

وفي هذا الاطار، يقول نائب في تكتل "التغيير والاصلاح" ان "العلاقة بين التيار الوطني الحر والحكومة سيئة للغاية، اذ وصلت الى مرحلة دقيقة وحسّاسة للغاية. ويعود هذا التدحرج في العلاقة الى طريقة تعاطي الفريق الحكومي في الملفات اليومية، الامر الذي اوصل الامور الى حافة الهاوية".

وأضاف: "نحن لا نعتبر انفسنا جزءاً من هذه السلطة على قاعدة اننا جئنا من خارج كل اللعبة السياسية التي كانت قائمة منذ عشرين عاماً الى اليوم. فلدينا مفاهيمنا الادارية والسياسية والاقتصادية والسياسية المختلفة كلياً عن الطبقة السياسية التي تحكّمت بالقرار وبالادارات والقطاعات على مدى عقود"، مؤكداً ان "كل الطبقة السياسية في لبنان باستثناء التيّار الوطني الحر وتكتل التغيير والاصلاح، هي طبقة مذنبة ومتواطئة بقضايا الفساد واهتراء المؤسسات، وهذا ما يفسّر الاختلاف الجذري في النهج والاسلوب في ما بيننا".

ويضيف النائب: "لو لم تكن الادارة سيئة الى هذا الحدّ، لما وصل وضع المؤسسات الى هذا الوضع المتلاشي والضعيف"، لافتاً الى ان "ما يميّز التيار الوطني الحرّ عن باقي الفرقاء في الحكومة هو النهج الجريء، والشفافية والنيّة الصادقة في التغيير وقلب المعادلات، في وقت يستمرون فيه بإعتماد الاسلوب التقليدي نفسه، وفي طرح الحلول نفسها من باب الانتحار المجّاني والاضافي الذي لا يزيد الامور الا تعقيداً".

ومن هذا المنطلق، يرى النائب "العوني" ان"التيار والتكتل على تناقض تام مع هذه الحكومة لانها لا تتعاطى مع المسائل بجديّة، ولا تحسم الامور، ولا تبادر باتجاه الحلّ الحقيقي والفعّال، الامر الذي يستتبع الكثير من النتائج والتداعيات السلبية والكارثية".

هل صحيح ان التيار الوطني الحر يعرقل الحكومة ويريد الاستئثار بالتعيينات الادارية؟.

يجيب النائب بثقة وقليل من الانفعال: "وحده النهج السيء يدمّر الاقتصاد والمجتمع، وما تقوم به بعض الجهات في الحكومة سيوصلنا الى هذه النتيجة، لان استمرار عقلية الزبائنية والمحاصصة والسرقة والافساد سيؤدي الى خراب الدولة على رؤوس الجميع".

ويضيف: "على من يخرج بتصريحات ويتّهمنا بأننا نعرقل قيام الدولة ان يعي ان البلاد مدمّرة ومشوّهة منذ العام 1992، فأين الزراعة والصناعة والسياحة، وماذا حل بالمصارف وبسمعة المصارف، وماذا عن الديون وتراكمات الفوائد على لبنان، وماذا نقول عن وضع الموازنة المأساوي، وعن الفلتان الحاصل في بعض القرارات والقوانين والانظمة، وهل رأى هؤلاء ماذا فعلوا في قطاع الصحة والضمان الاجتماعي والكهرباء وفي ملف المهجّرين؟".

ويستطرد قائلاً: "كل هذه الملفات لم يكن التيار مسؤولاً عنها منذ سنوات عديدة، لاننا كنّا خارج السلطة"، لافتاً الى ان "ما يريدونه هو ان نصبح شركاء في جرائم لم نرتكبها. فالفريق السياسي الذي نضطر الى التعاطي معه، يحاول زجّنا في قضايا الفساد، وفي جرم لم نرتكبه، ولم نغطّه يوماً".

وعن سرّ الهجوم العوني العنيف على رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، يؤكد النائب نفسه ان "الجرّة كسرت بيننا وبين جنبلاط الذي لم يوفرنا يوماً بتصريحاته اللاذعة، كما ان تناقضاته وقفزه من مكان الى آخر، جعلتنا نتأكد من عدم ثقتنا بهذا الرجل الذي يعرف تاريخه جيداً".

ويستغرب النائب "كيف يعطي وليد جنبلاط بكل جرأة دروساً بالأخلاق والسياسة وهو اول من خالف هذه الادبيات، وتاريخه السياسي يشهد عليه".

وتابع: "بيننا وبين وليد جنبلاط عدم ثقة ولا ولن نركن اليه يوماً، ولا نعتقد انه بالامكان ان نتعاطى مع شخص يقفد توازنه السياسي، ويغيّر مواقفه كل لحظة، وبالتالي لا نرتاح للعلاقة معه التي وصلت اليوم الى حدود القطيعة".

ويستمر النائب "العوني" بجردة الحساب، ويعتبر ان "العلاقة مع الرئيس ميشال سليمان "مش منيحة"، واتّهامه لنا بأننا نشوّه سمعة الرئاسة، كلام في غير موضعه، لان احداً لا يشوّهها سوى الرئيس بحد ذاته، فبقدر ما يتصرف بشكل صحيح وسليم، بقدر ما تكون الرئاسة سليمة، الا ان المشكلة مع قصر بعبدا وتحديداً مع سليمان تكمن في انه يريد ان يفرض علينا اموراً لا نقبلها، ونشعر وكأنه يريد استهدافنا سياسياً بشكل مباشر او غير مباشر، وبالتالي فإن من يهدد صلاحيات الرئاسة هو من يتولى هذه الصلاحيات ويمارسها بشكل منقوص".

وباختصار، (يقول النائب)، "نحن جسم غريب عن تركيبة هذه السلطة، ونحن غرباء عنهم كائناً من كانوا هؤلاء، لاننا لسنا نسخة طبق الاصل عن احد، ولم نكن شركاء لهم في اي صفقة على حساب الناس والبلد، ولسنا شهود على كل ما حصل، ولهذا لن نعطي براءات ذمّة لاحد".

ويشدد النائب في حديثه على ان "التيار يريد ان يكون نسخة جديدة تحاول استنهاض لبنان لا استغلال مؤسسات البلد والاستفادة من الوضع المهترىء في المؤسسات، وبالتالي فنحن لسنا شركاء في هذا النظام، والاختلاف في الرؤيا والتناقض موجود داخل الحكومة. ومن هذا المنطلق لا تستغربوا ان لا يكون هناك اي انسجام بيننا وبين كل الاطراف السياسية".
سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق