الجمعة، 23 سبتمبر 2011

ايها اللبناني... السلام اكثر من كلام ... السلام التزام

الصليب الاحمر - قسم الشباب .. رسالة انسانية نبيلة ...

في وقت ترزح فيه المنطقة تحت وطأة العصبيات والمخاوف والنزاعات والصراعات. وفي وقت يتسابق فيه صوت السلاح والقوة والبطش مع الحق والحقوق، احتفل العالم منذ يومين باليوم العالمي للسلام في محاولة لانقاذ ما تبقى من ثقافة اللاعنف والحوار والاستقرار.

 

اما في لبنان، وفي زمن اللاسلام واللاكلام، وفي زمن المناكفات السياسية، والمشاحنات الكيدية بين القوى المختلفة، قرر الصليب الاحمر اللبناني – قسم الشباب الاحتفال بهذا اليوم على طريقته. اذ يطلق مجموعة مميزة من النشاطات والفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية لمدة 3 ايام ابتداءاً من اليوم تحت عنوان "مهرجان السلام اللبناني".



واذا كان اليوم العالمي للسلام بمثابة فرصة من أجل التعامل بطرق سلمية في سبيل نبذ العنف ونشر ثقافة السلام وتقبل الآخر واحترام التنوع. فإن الصليب الأحمر اللبناني قرر خوض التجربة على الطريقة "البلدية" بمشاركة مجموعة كبيرة من المتطوعين والناشطين، ليبعث برسالة واضحة الى كل المجتمع اللبناني تفيد بأن ثقافة السلام والتعاون والتضامن والتآخي، هي مجموعة من القيم الاساسية التي لا يجب التخلي عنها مهما علت حدة الخطابات، ومهما ارتفعت السقوف واحتدت النبرات.

ومن بيروت، قلب لبنان وعاصمته، سيحوّل المنظمون ساحة الشهداء والشوارع المحيطة بها الى منطقة مفعمة بالامل والحياة والمبادىء السامية طوال ثلاثة ايام متتالية، في مهرجان مجاني ومفتوح للجميع من كل الأعمار والخلفيات والمناطق.

وفي هذا الاطار يقول حسين مهدي عضو اللجنة المنظمة ان "مهرجان السلام اللبناني حدث ينظم للمرة الاولى في محاولة لارساء ثقافة السلام ولتكريس مبادىء لطالما آمنا بها وعملنا من اجلها على اكثر من صعيد واكثر من مستوى".

النشاطات المتنوعة والحافلة من شأنها ان تُشجع المواطن اللبناني على تبنّي رسالة السلام هذه، يقول مهدي متوقعاً "ان يجمع هذا الحدث عدداً كبيراً من الاطفال والشباب والاهل من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب". متمنياً ان "يتلاقى الناس في هذه الفسحة من الفرح والترفيه البعيدة عن دهاليز السياسة ومتاعبها".

ويتضمن "مهرجان السلام اللبناني" عدداً كبيراً من النشاطات الترفيهية والثقافية والرياضية، وبحسب مهدي " ستقسم ساحة الشهداء الى عدة مناطق. ومنها "واحة الاطفال"، التي يتخللها عدداً كبيرا ً من النشاطات التثقيفية التي عمل عليها المتطوعون، بالإضافة إلى فرق رقص ومواهب وعروض بهلوانية وغيرها من الأنشطة الترفيهية", داعياً كل الأطفال الى "اللعب والتعبير عن مواهبهم وقدراتهم في واحتهم المميزة".

بالاضافة الى ذلك، "سوف يعرض بعض من المحترفين والهواة مجموعة من روائعهم الفنية ورسوماتهم وصورهم وتصاميمهم. وتحت عنوان "متحف السلام المبدع" سيتمكن المواطنون من الاطلاع على مئات الصور والاعمال الفنية والحرفية التي تحاكي ثقافة الحوار والتناغم".

كما ينتظر ان تتحول شوارع وسط العاصمة الى مسرح ضخم ومفتوح لمجموعة كبيرة من الفنانين اللبنانيين والأجانب، بالاضافة الى الفرق الموسيقية المميزة... "ثلاث ليال رائعة في ساحة الشهداء، ندعوكم الى المشاركة والحضور لقضاء اجمل واروع الاوقات التي لا تنسى"، يقول مهدي.

وللنشاط الرياض حيز مهم في مهرجان السلام اللبناني، اذ ينظم قسم الشباب "ميني- ماراتون" لكل الاعمار صباح الاحد تحت شعار "نركض من اجل السلام"، الامر الذي يزيد من حماسة ودينامية هذا الحدث المتنوع والهادف، والذي يحمل في طياته الكثير من قيم النبل الإنساني والحضاري الجامع. وفي هذا الاطار يشجّع مهدي كل الناس على المشاركة في هذه التظاهرة الرياضية بالقول: "يوم الاحد ارتد ملابسك الرياضية وانضم الينا لنركض من اجل السلام".

وليس بعيداً عن ساحة الشهداء ووسط العاصمة، يذكر مهدي "ان عدداً من الافلام الوثائقية والسينمائية التي تتحدث عن السلام واللاعنف والتسامح سيتم عرضها في "صوفيل امبير" في منطقة الاشرفية، والدعوة مفتوحة لكل الشباب والمواطنين لمشاهدة هذه الاعمال المؤثرة والهادفة الى نشر الوعي في مجتمعاتنا".

وبين الرسم الحيّ على الجدران "غرافيتي"، دعوة اخرى للمشاركة في مجموعة من ورش العمل التفاعلية في فندق البريستول التي ستتناول بناء السلام وكيفية بناء المجتمعات، بالاضافة الى اهمية التطوع والعمل الاجتماعي والانساني.

وبالحديث عن اهمية دور الشباب في خدمة مجتمعاتهم ودفع الانسانية نحو الافضل، يُعتبر الصليب الاحمر اللبناني من المنظمات التي تعطي اهتماماً بالغاً لجهود الشباب ونشاطهم، على اعتبارهم يشكلون قوة تطوعية بارزة تساهم في مساعدة أكثر الفئات حاجة في المجتمع وقوة في مساندة مكونات الجمعية. وفي هذا الاطار فإن كل متطوع في قسم الشباب يؤدي رسالة انسانية سامية، مسترشداً بالمبادئ الأساسية للصليب الأحمر و الهلال الأحمر وبالتوجيهات الاستراتيجية الموضوعية للعمل على تعزيز التفاهم والتسامح بين الافراد والجماعات، من خلال نشر القيم والمبادىء الإنسانية التي تستهدف بشكل أساسي الأطفال والناشئة والشباب، بالإعتماد عل جهود ما يقارب 1400 متطوع يتوزعون في 34 مركز ونادٍ في معظم الأراضي اللبنانية معززين بالدورات التدريبية التي تنمي مهاراتهم و تفيدهم في تنفيذ جميع الأنشطة و الأعمال الموكلة إليهم تحت شعار "من أجل الإنسان" .

هذا وينفذ المتطوعون الشباب العديد من الأنشطة التي تستهدف شريحة واسعة من المجتمع اللبناني بهدف توعية الشباب والناشئة والأطفال على التخفيف من السلوكيات الخاطئة التي تفتك بالمجتمع اللبناني بحيث يستفيد المتطوّعون من العديد من المناسبات، من أعياد وطنية وعالميّة، فيقومون بتنظيم العديد من الأنشطة والإحتفالات، من زيارات للمرضى في المستشفيات و في المنازل ودور العجزة، بالاضافة الى تنظيم ندوات وحلقات عمل في المدارس والجامعات حول مواضيع صحيّة، وبيئيّة، و وقائية وغيرها من الأنشطة الهادفة يضاف إلى ذلك نشاطات تمويليّة غايتها دعم برامج الشباب والجمعية.

برنامج حافل يبدأ بعد ساعات، وينطلق بروحية واندفاع غير مسبوق "من اجل ارساء سلام عالمي من المحيط الى المحيط، ومن القطب الى القطب، ومن القلب الى القلب".

سماء بيروت ستفرح مع نهاية هذا الاسبوع، وستمتلىء بضحكات الناس وفرحها واملها ببلد يبتسم للتنوع والحرية والجمال بعيداص من ضجيج الساسة والسياسة التي اتعبت عقولنا وارهقتها".


ختاماً، يجدد مهدي دعوته، متوجهاً الى كل لبناني بالقول: "فلنحتفل معا بالسلام والكلام، ولنتذكر ان السلام التزام ومحبة... نحن بانتظاركم".
سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق