السبت، 3 سبتمبر 2011

بيان شديد اللهجة: هذه هي كلماتي ... وهذه هي افكاري





كنت في كثير من الاحيان اعتقد انه لا معنى للكتابة، وان الكلمة تبقى مجرد حبر على ورق لا اكثر ولا اقل... وان محاولاتي الحثيثة للتغيير والتأثير في الناس لن تجدي نفعاً... وكنت اقول ان الكتابة عن هموم الناس ومشاكلها لا قيمة لها امام هول الواقع المؤلم... الا اني اكتشفت ان في الامر ما هو اعمق من ذلك بكثير...

مع مرور الايام... تأكدت ان الكتابة بالنسبة لي شغف واكثر... ونشوة انشدها كل يوم... واغنية اكتب تفاصيلها كل لحظة، وقصة ارويها بمتعة لا توصف... وريشة الوّن بها ما تبقى من لوحة الزمن ... واكثر...

واذا كان شيء يموت، فمع الكلمات كل شيء يعود، يبقى خالداً، مشعاً، حاضراً، شاخصاً، مستمراً، شامخاً، متعالياً، وقوياً...

لن اتوقف عن الكتابة وعن رسم تلك الكلمات بالحروف وتزيينها بالامل والقوة والتغيير... ولن اترك الضعفاء والفقراء والمساكين يكملون ما تبقّى من حياتهم في الظلمات، لانني اؤمن اكثر من اي وقت مضى باننا وجدنا في هذا العالم لسبب ما... وجدنا لنعمل ونمضي من اجل غد افضل للجميع ...

لن اهتز، ولن انحني، ولن انصاع، ولن استسلم، ولن اخضع، سأبقى متمرداً في هذا العالم. سأبقى المحارب العنيد الذي اعترف بقساوة المعركة واضرارها. سأبقى في المقدمة أضيء العتمة الملعونة تلك، أضيء طريقاً مضللاً مزروعاً بالخنادق المندثرة. سأبقى هنا، انتظر، وأتاقلم مع قانون الغاب الى حين عودة القانون الحقيقي في ارض اغتصبت بمفاهيم غريبة لا تمت بصلة لهذا المكان... سأبقى واستمر بالكتابة والكلمة...

 
لن يتزحزح رخام النجاح وزخمه، في زمن باتت فيه العبودية اسهل من الارتماء في احضان الطغاة. هؤلاء الضعفاء التي تقوّصت ظهورهم من شدة الانحناء، والتي تلوثت اياديهم من شدة مد الايادي، والتي توقفت قلوبهم عن الخفقان من شدة تعلقهم بحبال الكذب... هؤلاء سيعلّقون يوماً على مشانق التاريخ مهما علا صراخهم وعويلهم ومهما تقلّبوا ومارسوا الطغيان وبطشه على الارض...

هنا سأرقد في كلماتي، في احزانها وافراحها ومشاعرها وصخبها وسخطها واعترافاتها... لا اريد تراباً... لان الحبر والورق موطني الاول والاخير... هنا سأرقد مع الحقيقة الساطعة...

سامضي... لاستمر، ساحارب بكل شراسة لكي احقق ما اريد... لن استكين امام النسيان وامام قطار الحياة المسرع والمتهور... فعند كل مساء عندما يغرب النور وتسطع العتمة، وعند كل اشراقة صباح وصياح ديك، سأكتب... ولانثر على الملأ، بدون قفازات او شعارات... ساكتب حتى يهتز كل عرش، وحتى يتفتّح كل ربيع، وحتى يُشفى كل مريض...

هذه هي رسالتي، وهذه هي كلماتي، وهذه هي افكاري التي لن تجف مهما تكبدتها الجراح ومهما اغرقتها العراقيل والصعاب، ومهما حاربها المجهول، ومهما حاصرها التساؤل... ومهما اضعفها الملل... وعن كلماتي لن اتخلّى...

"مجموعة من الافكار "

سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق