الثلاثاء، 27 مارس 2012

ماذا لو سقط النظام السوري؟.. يسأل الشباب اللبناني..



تُكمل مجموعة من الشباب اللبناني نقاشها حول اخر المستجدات والتطورات السياسية فبعد الحلقة الاولى التي تناولت الوجود السوري في لبنان، نتحدث اليوم مع المجموعة نفسها عن الوضع في سوريا التي تشهد عنفاً وقتلا وقمعاً مستمراً منذ اكثر من عام. فالسؤال اليوم يُطرح على كل لسان وفي كل دار: هل سيسقط النظام السوري، كيف ومتى؟.

في هذه الحلقة يجيب الشباب على هذه الاسئلة في محاولة للوقوف عندا آرائهم واستشراف المرحلة المقبلة في منطقة ملتهبة تشتعل كل يوم بالدماء والاخبار العاجلة والتطورات المتسارعة.

كمراقبة للاحداث الجارية على السّاحة السورية، ترى الناشطة السياسية ريتا حاكمة "أن تنحي الرئيس السوري بشار الاسد هو الحلّ الاسلم للبلاد، خاصةً وان الثقة انعدمت بين هذا النظام والشعب بالرغم من الاصلاحات التي صرّح عنها والاستفتاء على تعديل الدستور الذي اتى بنسبة 89,4 بالمئة من الشعب بالموافقة، الا ان سوريا ما زالت تعيش تحت وابل من الصواريخ والجرائم التي ترتكب يوميا".

وتؤكد حاكمة ان "سقوط النظام سيؤدي الى اسقاط سلطة قمعيّة عمرها اكثر من 40 سنة، وقد حان وقت الرحيل، أما البديل أن لم يتجلّى بديمقراطية وحريّة كاملة، أعتقد أنه سيحارب الى النفس الاخير لمنع ذلك".

اما الصحفية سيندي ابي طايع فترى ان "سقوط النظام السوري بات مسألة وقت لا أكثر لا أقل. لأن عمليات الترقيع والاصلاح لم تعد تجدي نفعاً، والنظام فقد شرعيته داخليا وخارجيا".

"أن ينهار النظام.. ربما نعم بحسب مجرى الأمور في سوريا، ولكن ستكون رحلة صعبة للوصول إلى إنهيار النظام"، يقول الناشط في المجتمع المدني محمود غزيّل "خصوصاً بوجود دولة كبيرة تدعم النظام في أكبر المحافل الدولية. وعلى الرغم من أن سوريا ليست كليبيا أو تونس أو مصر أو غيرها من الدول إلا أن الثابت الوحيد هو المطالب الشعبية بالحرية والديمقراطية وما صدر عن أغلبية الشخصيات المعارضة للنظام يريحني أقله من ناحية العمل على بناء دولتين جارتين لا مشاكل بينهما.. ونترك للشعب السوري إختيار نظام حكم من بعد إسقاط النظام الأسدي".

ويضيف محمود: "إن الشعب السوري ليس "حمصياً" وهذا إلى جانب أن النظام الأسدي عرف كي يغذي الشعب السوري بأفكاره البعثية وأن يعلم الشعب كي يتكلم عن لسان الدولة البعثية في المجالات السياسية اللبنانية، لذلك فإن الشعب السوري يعرف تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية ويعرف كي يختار الحزب السياسي اللبناني المناسب له ليتحالف معه وهذا الأمر ليس محلياً ولكن عالمياً وعلى مر التاريخ. والثورات الداخلية إن لم يقابلها تحالف ولو على نقاط محددة مع الخارج لا يمكن أن تنجح تلك الثورات كلياً".

ويستطرد غزيّل: "ان مصير الثورة اليوم يتوقف كما كان بالأمس، على الشعب السوري وعلى المنحى الذي يريد أن يؤخذ تلك الثورة، المطالبة بالحرية والإصلاح جيد جداً طالما لا تتكرر بعض الأخطاء التي مررنا بها نحن اللبنانيين والعرب إن كان بالمساعدات المسلحة أو بجيش "ردع" أو بهيمنات خارجية على المعارضات الداخلية، وبالتالي لا يمكن حتى اليوم أن تنتبئ بمصير الثورة لأن الأمور ما زالت على نار حامية ولكن ما نراه هذه الأيام أن النظام الأسدي بدأ يجن جنونه".

وعن مستقبل لبنان في حال سقوط النظام السوري تعتقد حاكمة "ان بناء دولتيتن ديمقراطيتين جارتين أمر مطلوب ولكن لا أراه في المدى القريب وعينا أن نسعى الى تحقيقه".

الا "أن الثنائي عون وحزب الله لهما وجهة نظر معروفة من النظام السوري ومن دعمهما المتواصل له ففي كل مناسبة وفي كل خطاباتهم يستحصل نظام الاسد حيّزا كبيرا من الدعم والاجابيّة بكل خطواته أصلاحيّة كانت أم اجراميّة مما يريح سوريا وخاصرتها محميّة الى حدّ ما", بحسب حاكمة "مما جعل ابقاء سيطرة هذا النظام في لبنان يتفاعل ويستمّر لاهداف قوميّة مشرقيّة وبعيدة عن الكيان اللبناني واستقراره أضحى ملتزما مع الجوار والمنطقة بأسرها".

اما الكاتب والصحفي توماس سليم فيعتبر ان " فثورة الارز اليوم باتت على المحك بين معمعة الثورات العربية التي أتاحت للإسلاميين الوصول الى تونس و مصر و قريبا الى ليبيا و بعدها الى سوريا ربما، حتى و ان لم يسقط بشار، فهيبته دمرت امامهم و بات خطرهم داهم اكثر و اكثر، اما عن سياسة النأي بالنفس، فربما تعتبر سياسة الجبان ام سياسة سوريا في لبنان، لكنها الافضل فيما خص لبنان، لان الوضع لا يحتمل سياسة النكايات من جهة النظام السوري الذي يتربص شرا بلبنان عند كل مفترق طرق، فذا فكرنا في المصلحة اللإقتصادية للبنان نجدها مع سوريا و برأيي المصلحة العليا فوق كل مصلحة و مصلحة الشعب اللبناني فوق مصالح الشعوب الاخرى بغض النظر عما اذا كانت ظالمة ام مظلومة، المهم ألا يشارك نظامنا بظلمها..يمكن رأيي شوي غريب لكن بعتبرو الانسب".

بالتوازي ترى ابي طايع انه "إذا أصبحت سورية حرّة، ديمقراطية، تحترم الجيرة، كما ورد في الرسالة المفتوحة التي وجّهها المجلس الوطني السوري الى اللبنانيين، فهذا يعني تلقائيا، لبنان مستقراً، وحدوداً مرسّمة. وهذا يعني بالتالي قيام دولتين ديمقراطيتين جارتين!.

بعد انسحاب النظام من لبنان وعودته من الشباك، اي مصير للثورة السورية؟. تقول ابي طايع: "للأسف لقد دخلت عوامل خارجية عديدة على الثورة السورية. منها يهدف لإجهاض الثورة، ومنها يهدف لتثمير الحراك الثوري في غير هدفه. آمل أن تبقى الإنتفاضة قائمة داخل الإنتفاضة لا خارجها! وأن تسلك الثورة مسار اليقظة كي تحقق هدفها بالإنتصار".

سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق