الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

"هنيبعل" يتسكّع ... في غرافيتي الإنتفاضات





أخيراً، تحوّل شغفه بالغرافيتي إلى كتاب ورقيّ. ومن يُتابع مدوّنته "هنيبعل يتسكّع في الأرجاء"، يشعر وكانه "في الشارع"، يصول ويجول، يُحاكي الناس، ويتواصل مع همومهم اليومية، ويرسم على كل الجدران "غرافيتي" غاضبة تتكلم وتصرخ في زمن الربيع... والحريّة، وفي زمن القمع والبؤس والفقر ايضاً.


"صديق الجامعة"، هاني نعيم، يُصدر كتابه الخاص عن "الغرافيتي" ويوقّعه في خلال فاعليات المعرض الدولي للكتاب المنعقد في البيال.


كتابه الاول يُبصر النور، في وقت تمر فيه الحركة الثقافية والمدنية والشبابية في لبنان بـ"أتعس حالاتها"، بين خريفٍ بيروتي كئيب، وبين أوضاع اقتصادية صعبة. يرسم هاني نعيم "الغرافيتي" الخاصة به، ليُطلق صرخة مدوّية في "زمن الانكسار" اللبناني.


من يعرف هاني يُعجب بشخصيته وبطريقة نظرته للأمور. عرفته عام 2004 على مقاعد الدراسة. وبين حديقة الصنائع، وكلية الحقوق القديمة بجانب وزارة الداخلية، قضينا سوياً، ساعات من النقاشات الجدلية التي لا تنته، اضافة الى تبادل كتب ومؤلفات، والدخول في جدالات الافكار السياسيةو التاريخية مع الصديقين وائل ابو دياب وعلي غطّاس.


اليوم، هاني يتسكّع في كل مكان، لم تعد له هوية ضيقة في هذا السجن الكبير الذي نعيشه، قرر ان يكسر جدران الصمت، في بلد لا يُقدّر شبابه، وان يمضي بالحياة الى اي مكان على هذه الارض.


 "غرافيتي الإنتفاضات"، عنوان الكتاب الاول، الصادر عن دار العربية للعلوم ناشرون. ويتناول هذا الكتاب الإنتفاضات التي تراوحت ما بين اللاعنف والعنف، من خلال الغرافيتي الذي برز كأحد الأدوات الأساسيّة في مواجهة الطغاة والأنظمة.

 
وللخوض في تجارب الغرافيتي التي رافقت الإنتفاضات، يبدأ الكتاب في مقدمته بفهم العلاقة ما بين الدكتاتور والفضاء العام، وتفكيكها، من خلال قراءة رمزيّة وضع صور الدكتاتور في الشوارع الكبرى والساحات العامة للمدن التي تعني أنّ البلاد خاضعة لحكمه، وكيف أنّ إزالة هذه الصور (والتماثيل) أثناء الإنتفاضات يعني سقوط الدكتاتور وحكمه.


بعد تفكيك هذه العلاقة الجدليّة ما بين الطاغية والفضاء العام، يأخذك الكاتب برحلة إلى كواليس الغرافيتي السياسي، والعمليّة الطويلة التي يمر بها قبل وصوله إلى الجدران. وفي فصوله التالية، ينطلق برحلته التحليليّة لتجارب الغرافيتي من شوارع تونس إلى أزقّة اليمن، مروراً بليبيا، مصر، سوريا، لبنان والبحرين.


لا يغفل الكتاب تحليل استخدام الرموز البصريّة القديمة، وابتكار الرموز الجديدة في معركة مقاومة السلطات البطريركيّة.


هذا الكتاب هو قراءة للتحوّلات التي عشناها، ونعيشها. هو رحلة توثيقيّة- تحليليّة إلى أعماق وجذور الغرافيتي، الذي حمل معاناة، آلام، وأحلام الشارع، أثناء الإنتفاضات والثورات.


أدعوكم الى الحصول على نسخة من هذا الكتاب، باعتباره يوثّق مرحلة بالغة الاهمية في قلب العالم العربي، إضافة الى كونه كتاباً مميزاً، من انتاج شاب لبناني مبدع يتسكّع في الأرجاء.


الزمان: الجمعة 7 كانون الاول (ديسمبر) 2012، ما بين الساعة الخامسة والثامنة مساءً.
  المكان: جناح دار العربيّة للعلوم ناشرون – مجمع البيال.

سلمان العنداري ... SA 

هناك تعليقان (2):

  1. شكراً صديقي.. رزق الله ع هيديك الايام..
    ع امل تكون الايام الجايي اجمل :)

    ردحذف
  2. اتمنى اللقاء بكم جميعا نهار الجمعة مع الصديق العزيز هاني لا لنتجادل و نتناقش بل لمجرد اللقاء حيث لقاءتنا لها طابع مميز لا اجده في هذه الايام مع احد اخر ....وائل

    ردحذف