السبت، 18 أغسطس 2012

ايـــران ... واحتضار الحليف الاســتراتيجي



اكد المسؤول الايراني سعيد جليلي، ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي خلال لقائه الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق الاسبوع الماضي، ان بلاده لن تسمح "بكسر محور المقاومة" الذي تشكل سوريا "ضلعا اساسيا فيه".

تصريح جليلي يمثّل تاكيداً وحرصاً ايرانياً على عدم السماح باسقاط النظام بشتى الاثمان ومهما كلف الامر، لان في ذلك انكسار كبير لايران ومستقبلها في المنطقة والعالم.

فاذا سقط النظام السوري، ستخسر ايران شريكاً استراتيجياً في المنطقة، وستتغير الكثير من التوازنات في المنطقة لصالح كل من النظام العربي من جهة، وتركيا من جهة اخرى، وسيتقزّم الدور الايراني شيئاً فشيئاً، لتجف المياه المتوسطية في الاستراتيجية الايرانية.

ومما لا شك فيه ان ايران ستدخل في عزلة اقليمية ودولية في حال سقط نظام الاسد وانتهى، الامر الذي سيفقدها الكثير من الاوراق الثمينة.

والاكيد انه في حال سقوط نظام بشار الاسد، ستقع ايران في ازمة كبيرة من الناحية الاستراتيجية، على اعتبار ان سوريا هي الجسر الحيوي الاساسي والاستراتيجي الذي يوصل طهران بالبحر المتوسط، وبباقي دول المنطقة.

خاصة وان ايران بعد الثورة الاسلامية التي تحققت عام 1979 تمكنت من بناء علاقة استراتيجية مهمة مع دمشق على قاعدة رعاية "المدّ الشيعي" في المنطقة، وتأمين طريق السلاح لحزب الله في لبنان، وحماية بعضهما البعض من اي تدخلات او تهديدات اجنبية.

وايران هي الحليفة الرئيسية لسوريا في المنطقة. تتهم الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا بتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية لاسقاط النظام. بينما يتهم المعارضون السوريون والولايات المتحدة ايران بدعم النظام السوري عسكريا.

يقول الخبراء ان ايران لن تسمح باسقاط بشار الاسد، ولطهران خطوط حمر في التعامل مع الملف السوري، وهي نظرة مبنية على ثلاثة محاور تشمل عدم التدخل السياسي والعسكري الأجنبي فيها، والحفاظ على الدولة السورية، ووقف العنف ومتابعة الإصلاحات الداخلية. كل هذا من اجل الحفاظ على موقعها في المنطقة، لانه اذا ما سقطت سوريا الاسد، ستسقط دعائم المشروع الايراني دون ادنى شك.

التحالف مع ايران حقّق لسوريا ارباح اقتصادية، وقدّم لها مساعدات مالية ودفعة سياسية كبيرة، كما ادى هذا التحالق بين طهران ودمشق الى خلق نوع من توازن في المنطقة.

يُشدد المسؤولون الايرانيون والسوريون على عزم البلدين على استمرار التنسيق بينهما وعلى اعلى المستويات لمواجهة محاولات التدخل الخارجي السافر بالشان السوري الداخلي. وفي هذا الاطار حذّر جليلي من اي ضربة عسكرية قد تتعرض لها سوريا مشيراً الى ان من يعتقد ان بامكانه زعزعة الاستقرار في سوريا "يقع في خطا استراتيجي كبير"، مضيفا ان "الطريق للحل "سياسي وليس عسكري".


وفي هذا الاطار يُشار الى أن سوريا وإيران ترتبطان بعلاقات متميزة في شتى المجالات، إذ تطورت العلاقات السورية الإيرانية بشكل ملحوظ في مختلف المجالات خاصة منذ تولي الرئيس الايرانى احمدي نجاد الحكم عام 2005 على الرغم من أن عمر هذه العلاقة يعود إلى 30 سنة.

ولا شك ان طموحات إيران الإقليمية واستمرارها في برنامجها النووي وسياساتها في العراق ولبنان وافغانستان ومنطقة الشرق الأوسط يوثر على سوريا، وبالتالي على نمط تحالفاتها الدولية والإقليمية بشكل عام والتحالف السوري الإيراني بشكل خاص. الا ان الربيع العربي وما شهدته المنطقة من احداث قلب كل الموازين واوقف الاندفاعة الايرانية التي تعرضت لصدمة نتيجة تحررّ الشعوب ووصول موجة التحرير الى سوريا، القلب الاستراتيجي لطهران.

يمكن القول ان العلاقات الايرانية – السورية تمر هذه الايام باخطر اختباراتها منذ عام 1979، وها هي اليوم تقف على مفترق استراتيجي مهم، لان اي سقوط لحكم البعث في الشام سيجرّ الكثير من التداعيات على طهران.
سلمان العنداري... SA

هناك 3 تعليقات:

  1. موضوع ممتع و مدونة ممتازه تسلم

    ردحذف
  2. مدونة ممتازه ومواضيعها رائعه فتحت الكثير منها وانا بصدد قراءتها ولكن لي ملاحظه على الألوان بالجوانب مزعجه للعين اعتقد لو اخترت الوان اقل سطوعا منها لكان افضل وجزاك الله خيرا اخي .

    ردحذف