الجمعة، 17 أغسطس 2012

ســـوريا غارقة في بركة من الدماء... و"كــلبة" ثرية تشغل العالم ... انه عصـــر الانحطاط




قالت مسؤولة عن تركة المليونيرة الاميركية الراحلة ليونا هلمسلي ان الكلبة التي تركت لها هلمسلي ثروة قدرها 12 مليون دولار ماتت. وخصصت هلمسلي التي كانت تمتلك سلسلة فنادق هلمسلي 12 مليون دولار في وصتيها لرعاية كلبتها المالطية واسمها ترابل عندما توفيت في العام 2007، الا ان قاضيا خفض المبلغ الى مليوني دولار، وقالت ايلين سوليفان المتحدثة باسم مؤسسة هلمسلي الخيرية انه رغم اعلان موت ترابل الآن فقط الا ان الكلبة ماتت في الواقع في ديسمبر الماضي عن 12 عاما، واضافت سوليفان في بيان ان جثتها احرقت ورفاتها محتفظ به في مكان خاص، وان الاموال المخصصة لرعايتها عادت الى مؤسسة ليونا ام وهاري بي هلمسلي الخيرية.

 بصراحة خبر صاعق ومحزن الذي قرأته قبل يومين على احدى المواقع الالكترونية. فموت الكلبة الثرية شغل العالم على ما يبدو، اذ تداولت وسائل الاعلام وكبريات وكالات الانباء الخبر بكثير من الاهمية، حتى ان خبر الكلبة "المرحومة" تصدّر صفحات كبريات الصحف حول العالم.

 موت هذه الكلبة الثرية وضعني في حالة من الحيرة والغضب ممّا نعانيه اليوم في عالمنا العربي. فعلى الرغم من الثورات والحراك الشعبي وسقوط الانظمة وكسر جدران الخوف والتبعية، الا اننا ما زلنا نتمسك بالعقلية الرجعية نفسها. نغرق في فقرنا والامنا، ونتقاتل ونشتم بعضنا كل يوم تحت عناوين وشعارات بالية ولّى عليها الزمن.

 عشرات الاف القتلى والشهداء في سوريا ولم يحرك العالم ساكناً حتى الان. سوريا تسبح في بركة من الدماء والقهر والحرمان والتعاسة، والعالم مشغول بثروة "كلبة". المجاعة تصول وتجول في افريقيا والسودان وفي مناطق عدة من العالم، وكلبة المليونيرة الراحلة ليونا هلمسلي تخطف كل الاضواء.

 المرأة الغربية وصلت الى القمر والمريخ، وها هي تقود مراكب الفضاء، والمراة السعودية تدعو لربها ان تحظى بفرصة قيادة سيارة مرة واحدة في حياتها. العشائر الطائفية والمذهبية تتقاتل في لبنان وتعود لزمن غابر من الخطف على الهوية، فيما يتغنّى الاوروبيون باجمل مسابقة في كرة القدم، وتقدم لندن اروع اولبياد على مر التاريخ.

 كم نحن مساكين، العالم "لا يقرأنا"، يستغل ثوراتنا كي يعود ويحمنا، ويستغل ثرواتنا ليحافظ على سوق البترول. مواطنون استهلاكيون مترفون، من الخليج الى المحيط، في ما القبائل الامازيغية تتقاتل مع تلك العربية في المغرب العربي.

 نحن بعيدون جداً عن التقدم والحضارة، نتلهى بالقشور، ولهذا نجد العالم باسره لا يحترمنا ولا يقدرنا لاننا بكل بساطة شعوب وقبائل جائعة وينهشها الجهل.

 هذا هو المشهد اليوم. شعب يموت كل دقيقة في سوريا وفي كل بقعة من العالم العربي... وكلبة اجنبية تموت فتشغل العالم... انه عصر الانحطاط.. هنيئاً لنا...

سلمان العنداري ... SA

هناك تعليق واحد: