السبت، 30 يوليو 2011

هل يعود وليد جنبلاط الى ربيع بيروت ؟

وليد جنبلاط ... يعود او لا يعود؟ ...

لا يختلف اثنان على ان التصريحات الاخيرة التي اطلقها رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط من موسكو ومن لبنان لفتت الانتباه ووضعته في دائرة الضوء من جديد، وطرحت علامات استفهام عديدة حول طبيعة حراك هذا الرجل... فهل يستعد النائب جنبلاط للبدء بتموضع سياسي جديد، ينقله من ضفة الثامن من اذار وحكومتها الباهتة الى ضفة الرابع عشر من اذار؟، وهل صحيح ان حساباته الجديدة تميل لكفة فريق انتفاضة الاستقلال؟، والى اي حد اثرت الاحداث الجارية في سوريا على رؤية جنبلاط الذي وصلت به الامور الى القول "بكل جرأة" ان ما يحصل هناك هو ثورة؟...

المتابعون لحركة جنبلاط يعتبرون ان البيك في حيرة من امره، يتقدم خطوة الى الامام ويتراجع خطوات. يترقب ويراقب بحذر، ويمشي بين الالغام السياسية المحلية والاقليمية والدولية الى حين جلاء الصورة الضبابية المثقلة بالاحداث المتسارعة والمتهاوية على وقع مشاهد العنف والقتل والوحشية التي ترتكبها قوات النظام في سوريا، بالتوازي مع ممارسات الحكومة الميقاتية التي تشرع سلطة الدويلة على حساب الدولة بعد القبض على السلطة بمشاركة ودعم جنبلاط نفسه قبل اشهر.


وليد جنبلاط يدرك في قرارة نفسه ان تماديه في دعم "حزب الله" سيكون له تداعيات خطيرة ومدمرة على المدى المتوسط، ان لم نقل على المدى القريب، لان السكوت عن ممارسات هذا الحزب، والتغاضي عن سلطة اللا دولة التي تُفرض في كل مؤسسة عامة وفي كل منطقة وفي كل مدينة، ستكرس دولة "الممنوعات" ودويلة "الامر الواقع"، وستمنع قيام الدولة حتى اشعار اخر تحت شعار المقاومة والممانعة والحفاظ على الامن والاستقرار...


وليد جنبلاط يدرك اكثر من غيره ان لا مفر من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وان المجتمع الدولي مصرّ على تحقيق العدالة وسوق المتهمين الى قوس العدالة لوضع حد نهائي للاغتيال السياسي المستمر منذ عقود، كما يدرك جنبلاط ان كل خطابات السيد حسن نصرالله واطلالاته المتلفزة، وكل المؤتمرات الصحفية التي يعقدها النائب محمد رعد، بالاضافة الى كل التعلقيات التي تخرج الى الاعلام لم ولن توقف عمل هذه المحكمة باي شكل من الاشكال، ولهذا وُجب التعاون معها بدل مواجهتها ومواجهة العالم تحت شعار محرج، الا وهو "رفض العدالة" عبر حكومة "الاجهاز على كل شيء"...

في المقابل، تعلّق اوساط صديقة للنائب جنبلاط على كلامه الاخير، اذ تعتبر انه "يسعى بكل ما اوتي له من قوة الى منع الانزلاقات الامنية والطائفية التي من شأنها ان تكرس الانشقاق واللااستقرار في البلاد، والى رأب الصدع بين الطائفتين السنية والشيعية خاصة بعد صدور القرار الاتهامي الخاص بالمحكمة الدولية، وبعد توجيه اصابع الاتهام الى عناصر مقربة من "حزب الله"، الامر الذي يفتح الباب امام العديد من السيناريوهات المقلقة التي قد تهدد الوضع بأكمله في بيروت.

البيك يحاول العودة الى الوسطية بكل قواعدها لاعادة وصل ما انقطع بين الطائفة السنية من جهة والطائفة الشيعية من جهة اخرى، وبخاصة العمل على اعادة الحرارة الى العلاقة التي تجمع الرئيس سعد الحريري بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، على اعتبار ان مثل هذه الخطوة من شأنها ان تمنع الانفجار الداخلي، وان ترسم خارطة طريق هادئة تعقلن الامور بدل اخذ البلاد الى حافة الهاوية".

وفي وقت يعتبر فيه البعض ان "لا استدارة سياسية في مواقف جنبلاط، انما اعادة تصويب للامور لا اكثر ولا اقل"، يشير آخرون الى انه "في الخانة الرمادية اليوم بانتظار ما يمكن ان تؤول اليه الامور في سوريا، ولهذا فمن غير المستبعد ان يتبنى موقفاً يقف فيه الى جانب قوى الثامن من اذار، ثم نراه بعد وقت قليل يدعم قوى الرابع عشر من اذار على اكثر من صعيد".



في المحصلة يمكن القول ان جنبلاط اليوم يقف عند مفترق طرق، تماماً كالمنطقة العربية التي تنتظر اكتمال الربيع وتفتّح ازهاره في كل مكان . فهل يعود جنبلاط الى ربيع بيروت؟

 سلمان العنداري...SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق