الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

هل يعود الابطال؟




آخر مسمار...بالنعش
دقّ بقليل من الخشب
والنساء تنتحبن وتبكين
على فقدان ابنهن الوحيد
الذي قضى اختناقاً بالنار...

والدخان الاسود يتصاعد
يريد ان يحكي بقية الحكاية،
والكلام ينزف دماً
يحتضر على وقع الصمت
يصارع ألم السماء
من خيال الوحشة...

وعلى وقع زخات المطر،
جاء الإله المجنون،
رجم بعض القلوب
وضرب بالسوط
بعض الاجساد المحترقة

وصاح نداء الهزيمة
في ليل اسود بارد
يعلن نهاية القصة
نهاية الملحمة الخاسرة،
حيث بدا الانهزام في المساء
الذي يغمر البلاد بالاسئلة
تلو الاسئلة،

"فليأخذوا ارواحنا..."
قال احدهم...
" فليأخذوا احلامنا القلقة،
فليأخذوا اراضينا
وشمسنا
واطفالنا...
لكنهم لن يكسروا قلمنا
لن يسلبوا حريتنا
لن يسجنوا أملنا.."

وبين شمعة واخرى
وبين حرقة قلب
وبكاء طفل،
ودمعة تذرف هنا
وتقتل هناك،
انبثقت شمس الصباح
دون محاربين
دون مناضلين
دون قادة...

وكان المشي بين الجثث المتدحرجة
شديد الصعوبة
نظراً لوعورة الارض
ولصعوبة الحركة
بين صراخ الهموم
وكثرة حفلات الجنون...

"يقلقنا هذا الذهول"
قالت تلك العجوز
"يقلقنا هذا السكوت،
هذا التخاذل،
هذا الاستسلام...
ألا يكفي ؟
ألم يحن الوقت
للانتفاضة مجدداً
للثورة من جديد؟؟
اين الاحرار؟
اين ذهب الابطال؟
اين تلك الاصوات الهدّارة
التي تهتز الارض تحت اقدامها؟،
اين تلك الكلمة الصارخة؟
اين تلك النظرة الثاقبة؟
اين انتم ؟"...

وهكذا،
الابطال التي طبعت اساميهم
على الجدران،
في القلوب،
في الساحات،
انسحبوا فجراً
على امل ان يعودوا
للقتال من جديد

انتهت مرحلة
وبدات معها اخرى،
فأتت المحكمة
محكمة التاريخ
لتحاسب قاتل الطفل
والجاني،
فهل تظهر الحقيقة؟
وتعود المياه الى مجاريها؟

ووسط تلك الاسئلة
والمشاهد المتعددة
خفت الصوت مجدداً،
وعاد الغموض
والترقب...
فمتى الحسم؟
ومتى يصدر القرار الظني؟،
ويعود الابطال،
ويدخل القاتل الكبير
السجن؟...
سؤال برسم الايام...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق