الخميس، 30 ديسمبر 2010

عندما تتكلّم الحريّة

انّها الشغل الشاغلّ للمناضلين و المغامرين و الحالمين بالتغيير و الحياة , كما انها الهدف الاوّل لسارقي الآمال و العابثين بالاوطان و اهلها , انّها هي , و تبقى كما هي , جميلة متألّقة متعالية , انّها الحريّة المرصّعة بدماء الآلاف و عذابات سنوات من الذلّ و الحقد و الحرمان.


كثر من امتلكوها و كثر من يسعون لامتلاكها , و كثر ايضاّ من يسعون لتحطيمها و تشويه اسمها و صورتها لا بلّ اخفائها... بالفعل انها الجوهرة التي يبحث عنها الجميع و يفتش عليها القاصي و الدامي, لكن عندما تتكلّم تفضح كلّ شيء , تفضح جنون البعض و رغبتهم الجامحة باستبدالها بمختلف معاني الاستعباد و الاستئثار و التفرّد و الاحتلال و بالتالي تنصيب الديكتاتوريّات و التوتاليتاريّات و انظمة الحزب الواحد و الفكر الواحد الّتي لا تفرق بين الامن و السياسة , انظمة تقمع شعوبها و تستبدّ بحكمها و بطشها عليهم.


عندما تتكلّم الحريّة , تذرف الدموع و الاحزان و الآلام على من قضوا على مذبحها , و على من غاب قتلاً و ذبحاً و اغتيالاً و تفجيراً و رمياً بالرصاص في سبيل حبًه و عشقه و توقه اليها , و قدّ دفعوا ثمناً غالياً نتيجة اصرارهم على الفوز بها و المضي قدماً في بناء الدولة الديمقراطية الّتي تحترم حقوق الانسان و حريّته و امنه و استقراره و رأيه و قضيّته و تفهم اختلافاته, الدولة المدنيّة اللاطائفيّة , العادلة القويّة و القادرة , الدولة الّتي تحبّ السلام و تسعى اليه, الّتي تحبّ الحياة و تمارسها, الّتي تقدّس الارض و لا تلعنها .


نعم انّها الحريّة حين تستفيق و تتكلّم و تحكي و تخبر عنّ معاناة شعب يستحق العيش بصورة افضلّ, و لهذا سيستمرّ الشعب بالنضال مهما كانت الظروف من صعوبات و عراقيل و اقاويل و اشاعات و محاولات تخريب و تعطيل و ايحاءات بالفوضى و الفراغ و القتال الدامي و التقسيم و التوطين و عبارات التهديد و الوعيد و التخوين, لينال في النهاية حريّته و يعتنقها طائفة وحيدة له , و ليجعلّ منها صرخة مدوّية بوجه كلّ ظالم و طاغية و ديكتاتور... و لهذا دعوا الحريّة تتكلّّم , علّها تفضح كلّ شيء....




الى الشعب السوري واللبناني والعربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق