الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

المحدلة مجدداً... وقصر الديكتاتور الذي لا يُقهر

المحدلة نفسها بجبروتها نفسه
تسير بعجلاتها الملتبسة
تقودها مجموعة من الذئاب
 التي  تتقمّص وجه قائدها المظفّر

تمشي تلك المحدلة اليائسة غير آبهة بالناس والعباد
فهؤلاء العمال والفقراء
 واصحاب الصدور العارية
 والايادي المتشققة من كثرة التعب
هم "بلهاء" بالنسبة لقوّادي تلك المحدلة وازلامها
اولئك التفهاء الفقهاء
 مجموعة من التابعين والخدم والتعساء
يلهثون خلف تلك المهزلة
 خلف ما يسمى برئيس حزب او طائفة
فيعبثون بميزان القوى 
 ويدمرون كل من يقول لا او كفى
يستفيدون من روائح الفساد المنبعثة من قصر الديكتاتور
ينبشون القبور 
 ويوقدون النار بحفلات جنونهم المعتادة
بكلماتهم السياسية المنمّقة
 التي تشحذ المنطق لتفسير الانقلاب الفاضح المستمر
فيما روائح دماء الشهداء والجثث ما تزال ملقيةً على الارض
اشلاء من قضية غدرت نفسها
ووهبت روحها من اجلهم
يشربون كأس العار
على وقع الوساطات القذرة
في بلد لا يحترم اصحاب العقول
ولا يقدّس الحريات
ولا يعطي اي قيمة لاصحاب الاردات الحرة
فقط لأن كرنفالات العهر والتصفيق والتصفير
تعتبر الطريق الافضل والاقصر
 للعبور الى قصر الديكتاتور






اليوم اقولها على العلن
بعد هدنة ليست بقصيرة
اقولها بعد يقيني
ان صور "الزعيم" او "القائد" يجب ان تُحرق في الساحات العامة
وبين الاحياء والازقة والبيوت
وفي كادرات البراويز الخشبية اللبقة
المعلّقة على الجدران
وفي زوايا الغرف الرطبة
يجب ان تُحرق تلك الذاكرة
وتلك التفاهات والشعارات التي اغرقونا بها
وعلى الشعب ان يقولها
وان يتخلى عن خوفه وارتعابه
وعلى الانسان ان يستيقظ من سباته واحلامه الوردية
كي ينتفض ... ويقولها ... ويفعلها

فمتى الثورة على الذئاب والمستشارين ؟
متى الثورة على مديري المكاتب الاعلامية والسياسية الملمّعة؟
متى الثورة على مضللي الطريق الصحيح؟

متى يا شعب بلدي... يا اهل قريتي... يا رفاقي ... يا اصدقائي؟؟
ماذا تنتظرون .. وقد ضاعت حياتكم وانتم تناصرون تلك المزامير ؟
من ينقذكم من بؤسكم... من فقركم ... من معاناتكم... من امراضكم؟
من ينتشلكم من الكذبة الكبيرة ... من الخطيئة الاصلية التي اوقعوكم بها؟؟
وهل تنفع فناجين القهوة... وكؤوس الخمر ... وساعات الانتظار ؟
وهل ينفع غرور ذاك القزم ... واستكبار تلك السكريتيرة ... وخبث ذاك المدير؟

ماذا تنتظرون ... اكسروا صورة الديكتاتور الذي لا يقهر في عيونكم
اكسروا صورة ذاك المعلّق بين الارض والسماء
هذا الذي ينظر الينا بفوقية بالغة تكاد تكون اكثر من مقرفة
لملموا انفسكم من اقبية الخوف والخجل
قولوا تلك "اللا" يا شعب "النعم"
قولوا ما في اعماقكم ... قبل فوات الآوان
لان المحدلة ومجموعة الذئاب تلك
تأكل من اكتافكم
وتقتات من طعام اطفالكم
وتتعملق على انجازاتكم
وتنتقص من كرامتك
وتطفىء شمعة الامل في ارواحكم
وتسرق منكم مستقبلاً زاهراً
وغداً مشرقاً
ويوماً هانئاً لم تعرفوه يوماً
وطعماً حلواً لن تتذوقنه لحظة

انتفضوا ... اقولها لكم للمرة الالف
فعلى الديكتاتور واعوانه ان يُحاسبوا
امام محاكم التاريخ ... واي تاريخ
التاريخ الذي نسي شهداءه
التاريخ الذي طمر نفسه في حفرة النسيان
التاريخ الذي انقلب على خطاباته ومواقفه
التاريخ الذي نصّب نفسه حاكماً مهاباً
التاريخ الذي كُتب على يد بعض المرتزقة المأجورين

اما بعد ... لا ينتهي الكلام
المحدلة ما تزال تسير
قاطعة الطريق على انفاسكم وحريتكم
انتفضوا... توجّهوا الى قصر الديكتاتور
واجمعوا كل تلك الذئاب التي تعوي
وقولوا كفى ... نحن الشعب الذي لا يُقهر
اما انت ايتها المحدلة ... فإحترقي ذليلةً في ظلمة الغضب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق