نهاية العالم.. الشائعة التي
تشغل بال مئات الملايين من سكان الكرة الارضية، ما زالت تتفاعل اكثر فاكثر قبل ساعات من موعد النهاية المفترض.
وتستند فرضية نهاية العالم الى انتهاء التقويم
الزمني لشعوب المايا القديمة والتي تشير الى نهاية دورة الحياة في يوم 21/12/2012،
والى مجموعة أقاويل وشائعات ضجّ بها فضاء الشبكة العنكبوتية، وشاشات التلفزة
ووسائل الاعلام الاجتماعي.
وقالت بعض المزاعم ان العالم مقبل على الانتهاء
سنة 2012 بعد ابحاث وقراءات لنصوص قديمة وتنبؤات مؤكدة تنذر بدمار كبير سينهي
الحياة على سطح الارض. كما نشرت بعض الصحف قبل أشهر، دراسات سريّة تؤكد اقتراب
موعد النهاية.
وتقاطعت هذه الشائعة مع شائعات اخرى تتوقع انتهاء
الحياة على الارض خلال سنة 2012، كعالم الرياضيات الياباني هايدو ايتاكاوا الذي
توقع عام 1980 ان تنتظم كواكب المجموعة الشمسية في خط واحد خلف
الشمس، بشكل يؤدي الى نهاية الحياة على سطح الارض. يضاف اليها تنبؤات نوستراداموس
الشهيرة عن اضطراب الكواكب ودمار الارض بعد 12 سنة من نهاية الالفية الثانية.
بدورها، كشفت "مزاعم" تحتفظ بها وكالة
الفضاء الاميركية تفيد باكتشاف كوكب يعادل حجم الشمس تقريباً اضافةً الى الكواكب
المتعارف عليها، وهو ذو قوة مغناطيسية هائلة، وعرف ان هذا الكوكب سيمر بالقرب من
الكرة الارضية وسوف يعترض مسار الارض في سنة 2012.
انتشرت شائعة "النهاية الحتمية"
كالعدوى حول العالم قبل سنتين بفعل التناقل الهائل للمعلومات والانباء بسرعة
قياسية، لتصبح نبوءة المايا المزعومة قضية عالمية تشغل بال مئات الملايين وتؤثر
على سلوكياتهم ونمط عيشهم.
من جهة اخرى، صدرت مئات الكتب المنشورة التي
تتحدث بتفاصيل نهاية العالم والسيناريوهات المفترضة، ولا تزال المكتبات في انتظار
المزيد منها خلال الشهور المقبلة.
موجة الخوف العالمية، تصدرت عناوين كبريات محطات
الاخبار والانباء حول العالم، وتم اختيارها ضمن اكثر الكلمات تداولاً على شبكات التواصل
الاجتماعي في السنوات الثلاث الاخيرة.
هذه الأقاويل، دفعت وكالة الفضاء الاميركية
"ناسا" الى الخروج اكثر من مرة ونفي فرضية النهاية. ومنذ ايام أكدت
الوكالة أن العالم لن ينتهي في 21 من شهر كانون الأول الجاري، كما توقعت قبائل
المايا، وكما تناقلته وسائل إعلام ومواقع الكترونية.
وذكرت "ناسا" على موقعها الرسمي تقريرا
تضمن براهين من علماء وخبراء على استمرارية الوجود على الكرة الأرضية، مؤكدة أن
"نهاية العالم لن تكون في 21 كانون الأول (ديسمبر)، كما كانت تتوقع قبائل
المايا في أميركا الجنوبية، وأن تلك التوقعات لن تتحقق، مشيرة الى خلو الفضاء من
أي أنشطة أو حركة لأجرام سماوية مهددة لكوكب الأرض، وخاصة الكوكب الخيالي
"نيبيرو".
الى ذلك، يبقى السؤال: هل صحيح اننا سنفيق صباح
21/12/2012 (اي بعد ايام قليل) على كارثة حقيقية تكون بمثابة اليوم الاخير في
"كوكبنا الازرق"؟...
وفي انتظار الساعة 11:11 قبل الظهر بالتوقيت
العالمي من يوم الجمعة المقبل 21/12/2012، يبقى السؤال: اي
مصير ينتظر العالم في
حال صحّت هذه الاقاويل والشائعات؟
سلمان العنداري... SA