الاثنين، 2 يناير 2012

هل يجدر بنا ان نخاف من ظاهرة "الاسلام السياسي" في المنطقة؟


لا شك ان عام 2011 شكّل مفصلاً اساسياً لانطلاقة الامّة العربية من جديد تجاه مشروع ديمقراطي تعددي يعم المنطقة كلها. الا ان المخاوف من الاسلام السياسي في المنطقة تزداد كل يوم على وقع الانتصارات الساحقة التي يحققها الاسلاميون في كل دول الربيع العربي.

تساؤلات كثيرة يسألها المواطن العربي كلّ يوم. فهل يسيطر الاسلام السياسي على المنطقة؟. وهل يتحول الربيع العربي الى ربيع اسلامي؟. وهل تتحول الثورات المدنية الى ثمار يقطف حصادها الاسلاميون من المحيط الى الخليج؟. وهل صحيح ان الاقليات ستكون في منطقة الخطر في ظلّ الانتصارات المتتالية للفكر الاسلامي المتمثل بالاخوان المسلمين؟
اسئلة طرحتها منذ ايام على النائب عن الجماعة الاسلامية في لبنان الدكتور عماد الحوت الذي رأى ان "الاسلام السياسي هو جزء من شعوب هذه المنطقة وبالتالي فان وجوده طبيعي جدا. المهم ان خطاب هذا الاسلام السياسي يتميز بالوسطية، ويدعو الى مشاركة وتعاون كل الشعوب العربية في بينها، وليس خطاباً شمولياً يريد اقصاء الاخر".

ان "ظهور الاسلام السياسي والحركات الاسلامية في خطاب يدعو الى المواطنة هو خير لكل المواطنين والشعوب الى اي مجموعة انتمت، لانه خطاب يتجاوز كل الفروقات والاختلافات"، يقول الحوت.

هذا ويُتوقّع ان تنجح تجربة الاسلام السياسي في الحكم، خاصة اذا ما اخذنا مثال التجربة التونسية المكونة من ائتلاف بين الاسلاميين واليساريين واللبراليين. فرئيس الجمهورية يساري، ورئيس مجلس النواب ليبرالي، ورئيس الحكومة اسلامي. وبالتالي ما حصل في تونس عبارة عن ائتلاف بين كل القوى السياسية المشكلة للصورة السياسية التونسية، وهذا ما يجعل كل طاقات هذا المجتمع تتعاون في ما بينها للخروج من الازمات التي سبّبتها انظمة الاستبداد السابقة.

الحركة الاسلامية حاسمة وحريصة على تجنب كل نزاع طائفي او مذهبي او عرقي في بلادنا، هذا ما يؤكده الحوت، مشدداً على حرص الاسلاميين على منطق التعايش مع الجميع".
هذا ويُشار الى ان محاولات كثيرة تجري من جانب بعض الجهات لاشعال الفتنة بين شعوب المنطقة، الا ان شعوب الامّة عموماً والحركة الاسلامية خصوصاً حاسمة في خيارها،وهي لن تقع في استدراج فتنة في اي مكان وتحت اي عنوان.

يختم الحوت حديثه بالقول: الحركات الاسلامية ستعمل على طمأنة الاقليات في المنطقة من خلال الدعوة الى ان نكون حميعاص على قدم المساواة وان يكون لدينا نفس الحقوق ونفس الواجبات، وعندها نكون جميعاً في حالة سلام وعيش مشترك، واي ضمانة اخرى هي ضمانة زائفة.


سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق