الأربعاء، 25 يناير 2012

الكهرباء 24 ساعة "تحت الصفر" ... وباسيل يحرق اصابعه بدبلوماسية "قطع التيّار" ...

الكهرباء مش عم نشوفا بلبنان... يقول مواطن لبنان (الصورة لمحمود غزيل)...


فيما يُطفىء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شمعة تكليفه الاولى اليوم، تستسلم البلاد لـ"جنرال العتمة"، بعدما استسلمت للنظام السوري، وبعدما ارتمت في احضان ما تقرره السلطة المتهالكة في دمشق، بادارة "حزب الله" الذي يلعب على حبال التناقضات التي جمعها بقوة السلاح اثر الانقلاب الذي قام به قبل نحو عام.

ومما لا شكّ فيه ان الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في كل المناطق اللبنانية قد ارخى بثقله على الساحة الداخلية الغارقة حتى اذنيها بالاستحقاقات الامنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

فالحكومة الكريمة تتحمّل مسؤولية ما وصلت اليه الامور. كيف لا، وهي التي أتت بصهر الجنرال الذي عاث خراباً وفساداً في وزارة الطاقة تحت شعار "الاصلاح والتغيير والمحاسبة"، فأحرقها بقراراته ونظرياته وعناده البعيد عن المنطق وقضايا الناس وهمومها.

ملف الكهرباء مفتوح على مصراعيه، ويتزامن مع قطع الطرقات وحرق للإطارات احتجاجا على ما وصلت اليه الامور، من عكار الى اقاصي الجنوب، مروراً بعاليه والناعمة وطريق المطار والبقاع والدامور.

ملف ساخن سيحرق اصابع باسيل وهذه الطبقة السياسية التي انفصمت على نفسها، وانقلبت على جمهورها. طبقة تستخف بالناس وتستغل اوجاعهم وطيبة قلبهم، وتبني القصور والامجاد على حسابهم.

جبران باسيل، وزير الطاقة والمياه، اعلن الحرب على نفسه، وعلى الناس. لبنان غارق في العتمة والمواطن يدفع الثمن. يستمر انقطاع التيار الكهربائي، ويستمر "الصبي المدلل" في التيار الوطني الحرّ بكلامه المفلس دون جدوى.

وفي هذا الاطار دعا مصدر سياسي في قوى 14 آذار الوزير جبران باسيل الى قراءة مشهد الاحتجاجات وقطع الطرقات في الضاحية الجنوبية لبيروت من قبل مناصرين لـ"حزب الله" و"حركة امل"، معتبراً ان نزول جماهير الحزب والحركة الى الشارع لمطالبة الوزير باسيل بالاستقالة، للاحتجاج الشديد على سياسته البالية، شكّل رسالة بالغة في الاهمية من الناحية السياسية، ويتعيّن على باسيل وعمّه الجنرال ميشال عون قراءتها وتحليلها بكثير من الهدوء والتمعّن.

اضافة الى احتجاجات الضاحية الجنوبية وطريق المطار، فإن الاعتصام الذي نُظّم الاسبوع الماضي في مدينة عاليه، بمشاركة كثيفة من القيادات والنشطاء في الحزب التقدمي الاشتراكي بعث برسالة اخرى للجنرال مفادها ان طريقة تعاطي صهره لن يُسكت عليها بعد اليوم، وان ممارسة الكيدية السياسية من قبل باسيل لن يُسمح بإستمرارها بعد اليوم.

بدوره، عبّر نائب في كتلة "التحرير والتنمية" عن غضبه العارم من تصرفات الوزير باسيل، معتبراً ان "تسييس ملف اساسي وحيوي كملف الكهرباء يعود بالضرر على كل اللبنانيين ويغرقهم بالعتمة والظلمة، وبالتالي فلا بد ان يكون مبنياً على الارقام والمنطق ويأخذ مصلحة المواطن بعين الاعتبار على حساب سياسة الإنفعال والتهديد.

وأكد النائب عينه ان تهديد باسيل وتلويحه بالشارع لن ينفعه ابداً، لأن الاستياء ممّا يقوم به كبير وعارم وواسع، على اعتباره المسؤول الاول عن هذا الملف، ويتعيّن عليه التحرك فوراً قبل فوات الاوان.

وقبل كل شيء، هل يُعلن الوزير باسيل هوية مافيات الفساد والمعرقلين في موضوع الكهرباء؟، سؤال طرحه النائب عينه في كتلة الرئيس نبيه برّي، مشيراً الى ان اشارته الى فريق الرئيس بري وتحميله مسؤولية انقطاع التيّار وما آلت اليه الامور في هذا الملف هو امر مرفوض ولا يجوز السكوت عنه.

ووسط هذه الصورة، يمكن القول ان تحالف "التيار الوطني الحرّ" و"حزب الله" و"حركة امل" اهتزّ بقوة بفعل تماديات ورسائل وتجاوزات قام بها "التيّار" على مراحل، وابرزها ارتسم في ملف الكهرباء على خلفية اتهامات باسيل وقبلها واقعة معمل الزهراني. هذا الامر استدعى اعترافاً من قبل نائب "الحركة" الذي لفت الى ان التحالف مع الجنرال مستمر واستراتيجي، ولكنه يمر بأوقات صعبة في هذه الفترة.

وبين التراشق الكلامي وتبادل الاتهامات، يمكن القول ان جميع الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الطاقة ينتمون الى فريق واحد، المتمثّل بالثامن من آذار اليوم. هذا ما اكده نائب معارض، مشيراً الى ان "وضع الكهرباء يتراجع من سيّء الى اسوأ بعد ان قبض التيار الوطني الحرّ على الوزارة.

سلمان العنداري... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق