الاثنين، 24 أكتوبر 2011

هل تشهد السنوات المقبلة "ربيعاً شيعياً" في لبنان يُنهي دويلة "حزب الله" المنهارة؟؟


حالة من التذمّر الشديد يعيشها عدد كبير جدا من الجنوبيين نتيجة ممارسات "حزب الله" التي باتت تخنقهم وتحد من هامش حريتهم ووجودهم. اذ لا يختلف اثنان في تلك المنطقة على ان ما يقوم به "الحزب" في الاونة الاخيرة "لم يعد يُطاق او يُحتمل" تحت اي شعار او عنوان او مبرر.

ان قراءة بسيطة للامور تجعلك تستنتج التالي: ان "حزب الله" في لبنان بات اشبه بحركة حماس في قطاع غزّة في اللحظة التي انتقل فيها من موقع المقاومة الى موقع السلطة، وعندما تحوّل من حزب منضبط الى حزب سلطوي يسعى الى فرض رأيه في كل مكان.

ووسط هذه الصورة، يكثر الكلام عن صدامات وصراعات حادة تشهدها القرى الجنوبية بين سلطوية الحزب و"مجموعة" الرئيس نبيه برّي من جهّة، وبين الاهالي الذين ضاقوا ذرعاً بالتصرفات المهينة، وبالتدخلات المتزايدة في حياتهم الشخصية واليومية من جهة اخرى.

من الجنوب الى البقاع، وصولاً الى الضاحية الجنوبية، يبدو ان "حزب الله" غارق حتى اذنيه بالعقلية السلطوية وبايديولوجية الالغاء والدويلة الاحادية التي تبحث عن تفريغ فائض القوة في مجتمعاتها.

المناطق التي يسيطر عليها "الحزب" والحياة اليومية في المربعات الامنية يحمها السلاح على حساب الدولة ومؤسساتها، وتعبق في ارجائها الغريزة على حساب لغة العقل والمنطق. حتى ان العلاقات الشخصية باتت محكومة باستخدام السلاح والاعتداء على املاك الاخرين بفعل هذه الثقافة المفروضة على الناس، الامر الذي اوصل تلك المناطق الى حالة من الفوضى الامنية والسياسية والاجتماعية والنمطية. فهل يُدرك الحزب مخاطر هذا الواقع يا تُرى؟...

ونتيجة لهذا الواقع وهذه السياسات، يمكن القول (من منظور المراقب) ان "الحزب" فقد ويفقد رصيده الشعبي يوماً بعد يوم. وسياسته باتت مكشوفة، ومعيبة ومخجلة، الامر الذي يُعرّض الطائفة الشيعية لخطر كبير في المستقبل، في ما لو استمر هذا المخطط وهذه السياسة الملتوية على المنوال نفسه.

وبدون ادنى شك، فان ممارسة الحزب لمنطق التهديد والوعيد والتهويل والترغيب لن يعود عليه بنتائج ايجابية، لانه يرتكب الكثير من الاخطاء في حق قاعدته الشعبية التي تحولت الى جماعة مسجونة عقائديا، ومحكومة بما يقرره الحزب او يرفضه.

وبالحديث عن "المقاومة"، يمكن القول ان "حزب الله" اتّخذ من مقاومة اسرائيل شمّاعة لمشروعه السياسي، الا ان هذه الحالة انتهت وسقطت عام 2006 في حرب تموز، وبعد عام 2008، عندما وجّه سلاحه الى الداخل. حتى هو نفسه يعترف ان "مقاومته" انتهت، وان سلاحه هذا تحوّل الى سلاح دفاعي سلطوي لا اكثر ولا اقل".

ولا يُخفى على احد ان كل الاطراف اللبنانية كانت قد نصحت الحزب لاكثر من مرة بضرورة التخلّي عن هذه السياسات، الا انه على ما يبدو فضّل المضي قدما بالعقلية السلطوية المغرية، غارقاً في فساد واغراءات القوة وفائضها، بالتعاون مع حليفه نبيه بري الذي عاث في الارض خراباً وفساداً طوال سنوات وسنوات من الزمن.

على "حزب الله" ان يعود الى الجبهة الجنوبية لمواجهة العدو الاسرائيلي وفق خطة استراتيجية ودفاعية مدروسة مع الجيش وبالاتفاق مع الدولة اللبنانية وقواها الشرعية بدل التلهّي في وضع اليد على المجالس البلدية، والتدخّل في اقفال محلات المشروبات الروحية ومطاردة كل من يعارضه الرأي او الموقف السياسي.

بالمحصلة، يتعيّن على "حزب الله" اعادة النظر بكل سياساته وبطريقة تعاطيه داخل الطائفة الشيعية وخارجها، لانه اذا استمر بعقليته القديمة الديكتاتورية والاحادية، فان الامور ستزيد سوءاً بكل تأكيد.

باختصار... الناس لم تعد تحتمل هذا الخناق الذي يمارسه "الحزب الاصفر"، وبالتالي وجب التحرك على كل الاصعدة وكل المستويات لرفع الصوت عالياً، وللاعتراض على اختطاف الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية. واخذ الناس كرهائن عقائدية وفكرية وسياسية وديمغرافية في خدمة مشروع "الولي الفقيه" الملتبس. فهل تشهد الاشهر او السنوات المقبلة "ربيعاً شيعياً" في لبنان، يقلب الامور رأساً على عقب، ويُحرر الناس من "دويلة الحزب المنهارة"؟؟...

سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق