الخميس، 13 أكتوبر 2011

هل تكون التوغلات السورية الاخيرة "بروفا" لتمركزات عسكرية جديدة داخل الاراضي اللبنانية لحسابات سياسية متعلقة بالنظام المتداعي؟؟

هل يعود زمن الاخوان في لبنان؟

في خضمّ الاحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية من ثورات واحتجاجات شعبية، وعلى ضوء الصرخات المطالبة بالتغيير وقلب صفحة الماضي ووضع حدّ للطغيان والاحادية والقتل وانتهاك الحريات، يسأل مصدر سياسي بارز في قوى 14 آذار عن دور قوى انتفاضة الاستقلال في هذا الربيع، وعن حقيقة تعاطيها السياسي على الساحة الداخلية بعد اشهر من تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي ابصرت النور بفعل انقلاب سياسي تحت تهديد السلاح، فهل المعارضة تُعارض بالفعل، ولماذا لم تتحرك سياسياً لممارسة مزيد من الضغط على الحكومة الماضية في الكيدية، وما هو الموقف الفعلي لـ14 آذار بخصوص الربيع السوري، واي دعم تقدمه للشعب المنتفض منذ ما يُقارب السبعة اشهر؟.

المصدر "الآذاري" وفي حديث خاص 
يعتبر ان "الظرف الذي نجتازه حالياً لم يعد يُبرر انكفاء قوى 14 اذار عن المبادرة السياسية، اذ ينبغي بهذه القوى ان لا تًسقط المبادرة من يدها، او ان تبقى مجرد معارضة برلمانية محدودة ببعض القضايا والعناوين، كما يفترض بها ان تطلق العنان لنفسها وان تفتح كل الجبهات بوجه الحكومة السورية الموجودة في بيروت، التي ترتكب الكثير من الخطايا كل يوم على مرأى ومسمع الجميع".

وبرأي المصدر، "إن قوى 14 اذار التي تحولت الى معارضة نيابية بعد انقلاب "حزب الله" الشهير، تملك الاسباب الكافية للتحرك في وجه الحكومة الحالية التي حوّلت لبنان امام مجلس الامن وجامعة الدول العربية وكل دول العالم الى دولة تابعة للنظام السوري، وبالتالي فإن استمرارنا بسياسة السكوت والإكتفاء بالمواقف الملغومة لن يُقدّم ولن يُؤخر، وسيؤدي الى تحويل اللبنانيين رغماً عنهم الى معادين للشعب السوري الشقيق، وهذا امر لا ولن نرضى به، لأن بيننا وبين الشعب السوري قضية مشتركة لن نتخلى عنها مهما طال الزمن واشتدت الظروف".

وعن التوغلات السورية المتكررة الى داخل الاراضي اللبنانية الحدودية، يرى المصدر ان "التوغلات السورية المتكررة مسألة لا يمكن تبسيطها بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن التغاضي عنها وحجبها عن دائرة الضوء، لأنها تًشكّل اعتداءاً فاضحاً ومكشوفاً على السيادة اللبنانية، وعلى اللاجئين السوريين، وعلى الشعب اللبناني بشكل خاص", لافتاً الى ان "تكرار هذه الحوادث الحدودية من شأنه ان يأخذنا الى حافة الهاوية الأمنية والسياسية مع النظام في سوريا".

هذا ويبدي المصدر خشيته من ان "تكون التوغلات والاختراقات السورية الأخيرة في منطقتي البقاع والشمال نوعاً من "بروفا" لتمركزات عسكرية سورية جديدة داخل الاراضي اللبنانية لضروريات وحسابات سياسية متعلقة بالنظام المتداعي والمتهالك، وبالتواطؤ والتفاهم الضمني مع حكومة الأسد في بيروت".

ويلفت المصدر نفسه الى ان "التغيير الديمقراطي في سوريا هو بمثابة صمام امان اساسي لسيادة وحرية وديمقراطية لبنان واستقلاله، كما انه صمام امان للربيع العربي ككل، لان نجاح هذا الربيع في شوارع حمص وادلب وحماه والقامشلي وساحات الشام وميادين دمشق، سيؤدي الى انتاج نظام عربي جديد قائم على التساوي بين دوله. نظام قوي بمشروعه المشترك، وبديمقراطيته واحترامه حقوق الانسان، ومستمر بدعم القضية الفلسطينية وفقاً للخيارات التي تقررها الشرعية الفلسطينية بدل الغرق في نظريات المؤامرة والممانعة".

وينتقد المصدر "طريقة "14 آذار" الناعمة والخجولة في التعاطي والتفاعل مع الاحداث السياسية الجارية في المنطقة"، معتبراً ان "ثمّة سباتاً عميقاً تعيشه القوى الاستقلالية التي افتتحت عام 2005 الربيع العربي، بعد كسرها جدار الخوف والذلّ، وبعد قول الشعب اللبناني كلمته الحاسمة في ساحة الشهداء يوم 14 آذار 2005، لنجدها اليوم تنتظر اكتمال المشهد الداخلي والاقليمي دون اي مبررات منطقية".

"واذا كانت التحولات الكبرى تحصل بناءاً على احداث كبرى في السياسة، فأعتقد ان السقوط الحتمي للنظام السوري سيُعيد خلط الاوراق من جديد، وسيعيد ترتيب الاولويات والسياسات على نحو جديد ومغاير لكل المراحل السابقة"، يقول المصدر مُتوقعاً إزهار "ربيع سوري في دمشق وكذلك في بيروت، وإن بعد حين".

ويضيف المصدر: "اذا كان حدث اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في تاريخ 14 شباط 2005 قد شكّل محطة تأسيسية في لبنان أدت الى نهوض الرأي العام السياسي والشعبي ضد زمن الوصاية والغدر والقمع والطغيان بعد عقود من السيطرة السورية الأمنية والسياسية، فأعتقد ان سقوط النظام السوري، وحسم الامور في سوريا من الناحية الاستراتيجية بعد اشهر من الثورة الشعبية، سيُعدّ حدثاً تأسيسياً جديداً للشعب السوري، وللشعب اللبناني كذلك الامر، على اعتبار ان رياح التغيير السورية ستعيد بلورة مشهد سياسي جديد، ومرحلة جديدة كلياً".
سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق