الجمعة، 4 فبراير 2011

يوم الرحيل والحسم من ميدان التحرير: نهاية اسطورة فرعونية... ارحل يا مبارك

مصر تقول كلمتها .... ارحل يا مبارك

فيما يستعد الملايين من المصريين للنزول الى ميدان التحرير تحت عنوان "يوم الرحيل" لحث الرئيس حسني مبارك الى ترك الحكم والتنحي عن سدة الرئاسة التي شغلها لاكثر من 30 عاماً متتالياً، وبعد اكثر من اسبوع على التظاهرات الحاشدة والغاضبة التي تخللتها صدامات واشتباكات  ومواقف نارية، وضعت قلب العالم العربي في عين عاصفة التغيير على حافة الهاوية، يتسمّر مئات الملايين من كل انحاء العالم خلف شاشات التلفزيون يتابعون النهاية الفرعونية بعد ايام قليلة من سقوط  النظام في تونس الخضراء، وبالتوازي مع موجة احتجاج اشبه بالتسونامي فاضت في الشوارع والساحات العربية من المحيط الى الخليج.
حليم شاب مصري يعمل في احدى مقاهي الاشرفية في العاصمة اللبنانية حيث يتابع روادها عن كثب الاحداث المتفجرة والمتسارعة في مصر. مُتعب هو هذا الشاب العشريني المعارض الذي يرصد المستجدات من على الشاشات الكبيرة التي تبث مشاهد التظاهرات والتحركات والاحتجاجات لحظة بلحظة... ففي اثناء عمله يروح ويجيء ليسترق النظر ويتشبث بخبر عاجل من هنا ونبأ من هناك. عندما تسأله عن رأيه بما يجري، يسارع ويقول: "مش حيسيبوه، مبارك لازم يستقيل بعد سنوات من الحكم الديكتاتوري، وبعد سنوات من القهر والاذلال والاستبداد بشعب مصر ومقومات هذا البلد". يتابع: "انها المرة الاولى التي ينتفض فيها الشعب بأكمله ليقول كفى استزلام وفقر وتعاسة، حان وقت التغيير في المجتمع المصري، وحان وقت الرحيل الى فجر جديد، لاننا مللنا هذا الواقع المرير في ازقة مصر الفقيرة".
يرفض حليم التصرفات الشائنة التي قام بها البلطجية في ميدان التحرير الشهير، عندما انقضوا على المتظاهرين بالهراوات والعصي والحجارة وقنابل المولوتوف محصنين بالجمال والاحصنة، ومدججين بالكره والحقد، فيعتبر ان "هؤلاء مجموعة من العصابات المأجورة المدفوعة من قبل عصابات حسني مبارك ورجالات النظام والحزب الحاكم ورجال الاعمال، وقد استقدموا من مناطق نائية بعد رشوتهم ببعض الجنيهات الرخيصة ليخربوا المشهد المليوني الذي ارتسم منذ ايام في الشوارع، الا اننا لن نرتعب ولن نخاف، سيبقى شعبنا في الساحات الى حين استقالة مبارك وتنحّيه فوراً".

قلوب الامة العربية مع مصر - رويترز
المشهد مؤثر بالفعل. العمال المصريين في محطات الوقود وفي صالات المقاهي والمطاعم، ووراء مكاتب الشركات الخاصة اللبنانية يتابعون ويشاهدون وقلبهم على وطنهم الام، مصر ست الدنيا التي اعطت الكثير للعالم العربي، ها هي اليوم تنتفض على نفسها لتعيد كرامتها وصوتها المخطوف. تراهم يترقبون بحماسة شديدة اكتمال صورة التغيير في بلادهم".
يقول لي شاب مصري آخر يعمل في محطة وقود في منطقة المصيطبة في بيروت انه "يتطلع الى تحسن الاحوال الاقتصادية والمالية في مصر، والى زيادة مساحات الديمقراطية وحرية التعبير، والى فتح المجال امام فرص العمل الحقيقية للشباب المصري العاطل عن العمل والذي يعيش في حالة يرثى لها منذ عقود"، ويؤكد الشاب نفسه انه غير منتمي الى اي حركة سياسية معارضة، او الى الاخوان المسلمين، الا انه يقف الى جانب الملايين من الفقراء والمشردين الذين ضاقوا ذرعاً بممارسات النظام وجشع رجال الاعمال وحيتان المال".
وليس بعيداً من بيروت العاصمة التي سبقت الدول العربية بانتفاضتها ضد الطغيان عام 2005، عندما نزل اكثر من مليون ونصف لبناني الى ساحة الحرية رفضاً لوصاية استمرت لاكثر من 30 عاماً، تستمر مئات الاف المشاركات على موقع التويتر الشهير. يغطي عمر حسام من ميدان التحرير المستجدات لحظة بلحظة عبر هاتفه المحمول، متحدياً التضييق الذي فرضته الحكومة على الانترنت. اما فاطمة فتقول ان "مصر اليوم تخطو خطوة متقدمة نحو التغيير الحقيقي لتقول للعالم اننا هنا"، اما وائل فيعتبر ان "صوت شباب مصر سيكون اقوى مما يقوم به النظام الاصفر الذي شارف على الرحيل"، فيما تعتبر هبى من الاسماعيلية ان "النظام بممارساته اظهر وجهه الحقيقي للعالم بعد عقود من الكبت والبطش".


ميدان التحرير منذ ساعات . posted by @monaosh
هذا السخط الشديد يتفجر في كل ثانية علىى حائط التويتر الذي تحول الى مصدر اساسي للتعبئة الشعبية والجماهيرية للشارع المصري والرأي العام الدولي من المحيط الى المحيط، وفي هذا الاطار يأمل غشان ان "يكون يومي الجمعة السبت حاسمين في تقرير مصير التحركات التي ستؤدي حتما ًالى رحيل الرئيس العنيد الذي يقتل شعبه بوحشية"، اما احمد فيكتفي بالقول :"فليسقط الديكتاتور"، في وقت تتر قب بسمة ذكي الاوضاع "سواء مع او ضد ... مؤيد ولا معارض ... جمعتك رحيل ولا إستقرار ... لا نملك إلا أن نقول ربنا يستر".
يسخر صهيب من الاعلام المصري الرسمي فيقول: "اضحك مع الثورة: تحاول الحكومة اقناعنا بان الثورة الشعبية ما هي إلا خطة إسرائلية-إيرانية-أمريكية-حماسية-قطرية-إخوانية"، اما ابان ادريس فيعتبر ساخراً ان "الغثيان ينتابني  عند سماع بعض المشاركين السذج في القنوات المصرية الرسمية". بالتوازي تُسجّل عشرات الاف المشاركات التدوينية التي تنتقد الاعتداء على الصحفيين ووسائل الاعلام التي تنقل الحدث "من قبل بلطجية وعملاء النظام المأزوم". اما علي فيعبر بغضب معتبراً ان "ما يحدث في ميدان التحرير هو مواجهة بين جيل الفيس بوك و التويتر وبين جيل البغال و الحمير" في اشارة الى تصرفات البلطجية.

"مش حنمشي...هوا ليمشي"، "الشعب يريد اسقاط الرئيس"، "يا مبارك يا مبارك الطيارة بانتظارك"، "يوم الجمعة حيمشي مبارك"... "ارحل ما تورطش الجيش"..."آل مبارك اخرجوا من مصرنا"، "لو صادقين ليه التعتيم"... شعارات صدحت بها الساحات،  ولافتات سترفع بعد ساعات توصف بانها حامية وحاسمة في تحديد وجهة مستقبل مصر ست الدنيا...فهل تنتصر ثورة ؟.... قلوبنا معك يا مصر العزيزة...

هناك تعليقان (2):

  1. Nice article :) It's about time he leaves! But I wouldn't categorize anything that has to do w/ Mubarak as "Pharaohs-related"

    ردحذف
  2. بدون مظاهرات اسقطنا نظام ال الحريري واعوانهم اني اري عالم عربي مقاوم انشأ الله ..... ينضمون الى لبنان و سوريا العربية وسيأتى اليوم الذى لا نرى فيه حاكم ظالم عميل .........

    ردحذف