السبت، 28 يوليو 2012

هل تتحوّل اقامة اللاجئين السوريين في لبنان الى اقامة دائمة؟...


اعداد اللاجئين السوريين تزداد يوماً بعد يوم في لبنان مع استمرار الاعمال الحربية في سوريا والتوترات واعمال القتل اليومية. فمنذ ايام وغقب تفجير المركز الامني في دمشق، ومع اندلاع اعمال العنف في العاصمة، لجأ الى لبنان في غضون ساعات قليلة اكثر من 30 الف لاجىء جديد، ليصل عدد اللاجئين في هذا البلد الى نسب قياسية.

بالتوازي، أكد المجلس الوطني السوري المعارض أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا تجاوز 400 الف شخص، مطالباً الأمم المتحدة بتوفير الرعاية الصحية والإنسانية لهم. وقال في بيان “إنه تلقى تقارير تؤكد هذا العدد من اللاجئين لكن لم يتم تسجيل سوى نصفهم في سجلات الأمم المتحدة”.

"الامور صعبة جداً" يصفها نائب من الشمال اللبناني مناشداً الامم المتحدة وهيئات الاغاثة الدولية للقيام بدور فاعل في تقديم المساعدة الطارئة للاجئين، خاصة وان حكومة لبنان لم تعد قادرة على تحمل المصاريف والتكاليف الباهظة لرعاية هؤلاء من النواحي الصحية والانسانية والاجتماعية.

المفوضية العامة للاجئين في الأمم المتحدة مُطالبة باتخاذ إجراءات فعالة لتأمين مستلزمات الإقامة لمئات آلاف اللاجئين وإنشاء صندوق دولي خاص لتقديم المساعدات المنتظمة لهم، وتوفير الرعاية الصحية والطبية للجرحى والمصابين الذين يحتاج الآلاف منهم إلى عمليات جراحية عاجلة. كما ان السلطات اللبنانية تتحمل مسؤولية توفير الحماية اللازمة للاجئين السوريين نتيجة التهديدات التي يتعرضون لها من قبل جماعات مؤيدة للنظام.

حتى ان العائلات المقتدرة والغنية في سوريا لجأت الى لبنان وعمدت الى استئجار بيوت ومنازل والى النزول في نفادق المناطق الجبلية وبيروت العاصمة، اضافةً الى المناطق القريبة من الحدود السورية هرباً من القمع والقتل الذي يمارس كل يوم ضدهم، ما يشير الى ان الامور في سوريا تتطور الى مستويات دراماتيكية خطيرة للغاية قد تنذر بعودة النزوح بقوة اكبر في الايام القليلة المقبلة.

ويحذّر السياسيون من بعض الممارسات بحق المعارضين السوريين في لبنان الهاربين ممّا يقوم به النظام السوري بحقّهم من ارتكابات وانتهاكات. فمنذ اشهر تمّ خطف القيادي السابق في حزب البعث شبلي العيسمي من منطقة جبلية في لبنان، وتم خطف عدد كبير من الناشطين السوريين في بيروت. كما تداولت وسائل الاعلام العربية واللبنانية والعالمية نبأ اختطاف عدداً من النشطاء او اعتقال البعض منهم من قبل القوى الامنية اللبنانية ومن ثمّ تسليمهم للسلطات السورية. واخر هذه العمليات والمظاهر اختطاف سوريين في الضاحية الجنوبية لبيروت، اذ يقال ان هذه العملية اتت للرد على اختطاف الحجاج اللبنانيين في سوريا.

وبانتظارعودة اللاجئين إلى منازلهم وبيوتهم بعد انتهاء الازمة، تتخوف مجموعات سياسية لبنانية من ان تتحول اقامتهم الى اقامة دائمة، وان تصبح المخيمات والمراكز التي تأويهم اماكن اقامة دائمة، على غرار ما حصل مع اللاجئين الفلسطينيين الذي اقاموا في لبنان مع نشوب الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، فتضاعفت اعدادهم مع مرور السنين لتصبح اكثر من 600 الف لاجىء موزعين على عدد من المخيمات والمناطق اللبنانية.

المؤشرات الاولية تدل بأن اقامة اللاجئين السوريين في لبنان قد تكون طويلة بعض الشيء، لان الامور لم تحسم بعد في سوريا، وان العملية السياسية بعد سقوط النظام ستكون صعبة بحسب التوقعات والتحليلات. ولهذا هناك خوف في لبنان من تحمّل اعباء جديدة باهظة لايواء اللاجئين لفترات طويلة.

وفي هذا الاطار تحدث السيناتور الاميركي جون ماكين في زيارة له الى لبنان قبل ايام عن هذا الموضوع واعتبر ان تخوف اللبنانيين من بقاء اللاجئين السوريين في لبنان على غرار ما حصل مع اللاجئين الفلسطينيين غير مبرر، معتبراً انه " لا يوجد اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين لإيجاد حلّ لقيام دولتين فلسطينية واسرائيلية وهو ما تدعمه الولايات المتحدة، فاذا ما استطعنا التغلب على بشار الأسد انا على ثقة ان الشعب السوري سيعود الى دياره، من هنا فإن الحالتين مختلفتين تماماً".

بكل الحالات سيبقى مستقبل اللاجئين السوريين في لبنان يبدو غامضاً بانتظار جلاء الصورة في سوريا، وخاصة الصورة الامنية.
سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق