الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

"الرابطة الدولية لصحافيي القضايا المتعلقة بالدين"... تحسين "التغطية الدينية" وصحافة الحوار بدل التمييز


 

مما لا شك فيه ان من يقرأ في ميزان الاحداث والتطورات الجارية حول العالم، يتأكد ان قضايا الدين في الحياة العامة تصنع الأخبار، في حين أن الدين لا يُفهم بالطريقة الصحيحة في اغلب الاحيان، أو ما يزال مُتجاهلا في ميدان التغطية الصحفية. ولهذا كان لا بد من انشاء رابطة عالمية تعيد صياغة مفهوم واسلوب التغطية الصحيحة والدقيقة للنزاعات والقضايا الدينية.

فبعد سنوات من التخطيط، واشهر من الجهد والعمل المتواصلين، اطلق مجموعة صحفيين دوليين "الرابطة الدولية لصحفيي القضايا المتعلّقة بالدين"، لتكون اول كيان دولي يجمع الصحفيين المتخصصين في تغطية الامور الدينية من كافة دول العالم، ليُقدّم لهم الادوات والمصادر والسند اللازمين من اجل تحسين تغطية امور الدين عبر العالم، لتكون تغطية دقيقة وعادلة ومتزنة.

ويأتي اعلان الرابطة بعد اشهر من تأسيسها من قبل صحفيين قادمين من 23 دولة موزعة على القارات الست، وكان هذا في لقاء عُقد في مؤسسة "روكفلر" في مركز بيلاجو بشمال إيطاليا في اذار الماضي، برعاية ودعم المركز الدولي للصحفيين. واليوم، قرابة 400 صحفي من أكثر من 90 دولة تم قبُولهم للانضمام إلى هذه الرابطة الفتية.

وبحسب ماريا باز لوبز، رئيسة لجنة التسيير للرابطة، "فإن الشيء الذي يميز هذه الرابطة عن غيرها هو إصرارها على أن تكون كيانا دوليا يستطيع تجاوز التحيز الوطني والفئوي". ولوبز التي تشغل منصب  كبيرة الصحفيين الدينيين في جريدة "لافانغارديا" الإسبانية في برشلونة، تعتبر "أن الدين يلعب دورا مهما في الحياة اليومية لبلايين البشر عبر العالم، ونحن مجموعة من الصحفيين الذين يهمهم أن تُصور معتقدات هؤلاء وممارساتهم- وحتى صراعاتهم- بطريقة دقيقة، عادلة ومتزنة".

والرابطة الدولية لصحفيي القضايا المتعلقة بالدين هي شبكة دولية متكونة من صحفيين يعملون على تطوير الصحافة المتخصصة في تغطية الدين والروحانيات. وتقدم الرابطة خدمات وموارد من أجل تقوية ودعم عمل أعضائها. كذلك تعمل على دفع ممتهني الإعلام، المؤسسات التعليمية والمجتمعات، إلى التعرف على أهمية الاعتدال، الصدق والأخلاق المهنية في تغطية الأديان في إطار دعم التفاهم بين الشعوب.

وتتكون لجنة تسيير الرابطة من سبعة صحفيين جرى انتخابهم في خلال الاجتماع التأسيسي الذي عّقد قبل اشهر في ايطاليا. وقد عُين دافيد بريغز، الذي عمل سابقا ككاتب للشؤون الدينية بالأسوشياتد برس في الصحافة المتعلقة بالدين على المستوى الوطني والدولي، كمدير تنفيذي للرابطة.

وضمن الجهود لتحضير إنشاء هذه الرابطة الجديدة، التقى بريغز مئات الصحفيين من أكثر من 90 بلدا،  واستمع إلى انشغالاتهم وأفكارهم فيما يتعلق بكيفية خدمة الصحفيين الدوليين المهتمين بتغطية الأمور المتعلقة بالدين.

ويرى بريغز ان "الشيء الذي تبين من هذه الحوارات هو وجود إجماع مُبهر على الحاجة الماسة لرابطة دولية لتقاسم المصادر العالمية لتغطية الدين، بما في ذلك وجهات النظر التي يستطيع كل واحد منا أن يقدمها والتي تنبع من تجاربنا المهنية داخل بلداننا"، مشيراً الى ان "الرابطة الدولية لصحفيي القضايا المتعلقة بالدين هي مجهود دولي حيث يستطيع الصحفيون التعلم من بعضهم البعض في نادي ملؤه الاحترام المتبادل والتفاهم".

وتعتبر الرابطة انه "على عاتق التغطية الدولية للأمور المتعلقة بالدين مسؤولية عظيمة. فالتغطية التي تدعم التفاهم من شأنها أن تقلل التمييز السلبي وتروج للتمدن، في حين أن التغطية غير الدقيقة وغير المسؤولة قد تساهم في انتشار الاضطهاد وقد تساهم حتى في إشعال الصراعات المسئولة عن معاناة الملايين".

ومن أجل المساعدة على تناول هذا الموضوع المعقد، بإمكان الصحفيين الذهاب إلى موقع الرابطة من أجل الحصول على معلومات متعلقة بدور الأديان في كل بلد. هذا الموقع ينشر إحصائيات يمكن الاعتماد عليها فيما يتعلق بأتباع الديانات والمواقف العامة، التشريعات الوطنية ذات الصلة بالدين، ودراسات تتناول خلفيات عن صراعات دينية وعرقية ومعلومات عن العديد من التقاليد والأعراف الدينية.

وبين الاحداث الجارية في مصر والعالم العربي، مروراً بنيجيريا والعراق والهند، وصولاً الى الدول الاوروبية والغربية التي تحاول تذويب الاقليات، اضافة الى العنف المذهبي المشتعل في مختلف انحاء العالم. مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق الرابطة الجديدة، على امل الوصول الى تحسين نوعية التغطية الدينية وتطويرها.
سلمان العنداري ... SA
المصدر: جريدة النهار

 

هناك تعليق واحد: