هل بدأت معركة اسقاط رئيس الجمهورية ميشال سليمان من قبل "حزب الله" عبر العماد ميشال عون؟، وهل اتُخذ القرار بتصفية العماد سليمان سياسياً على مشارف الانتخابات النيابية المقبلة؟، والى اي حد سيبقى الصمت سيد الموقف في قصر بعبدا؟... يسأل نائب من فريق الاقلية النيابية إلتقيته منذ ايام هذا السؤال، في وقت اتّضح فيه ان ما يقوم به رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" العماد ميشال عون هو حملة ممنهحة بكل ما للكلمة من معنى، على موقع رئاسة الجمهورية في لحظة ضائعة وضبابية تمر بها البلاد والمنطقة بأسرها.
ويعتبر عدد غير قليل من المسؤولين السياسيين ان عون استغل الانقلاب الذي نفذه وحلفاءه في كانون الثاني الماضي على حكومة الرئيس سعد الحريري التي أسقطت، للانقضاض على رئيس الجمهورية ولفتح جبهة حرب سياسية ضده قبل ثلاث سنوات من انتهاء ولايته الرئاسية، بالتوازي مع حملة "حزب الله" المستمرة ضد المؤسسات والدستور والاجهزة الامنية من لاضعاف الدولة وهدمها.
مما لا شك فيه ان رئيس التيار الوطني الحر يسعى بكل ما اوتي له من قوة سياسية، ومن قدرة خطابية شعبوية الى "قصقصة اجنحة" العماد سليمان، والى شلّ قدرته على ممارسة صلاحياته – او ما تبقى منها -، فيُحجّمه، ويُلغي وجوده، ويشطبه من المعادلة السياسية، ليتربع هو (اي عون) على الموقع المسيحي الاول بعد ان "سُرق" من بين يديه قبل حوالي 3 سنوات.
ان ما يجري بين سليمان وعون هو عبارة عن تسابق سياسي مشروع على الساحة السياسية الداخلية، وتحديداً الساحة المسيحية، الا ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح يذهب بعيدا في معركته بوجه الرئيس، فعينه على كرسي رئاسة الجمهورية، ولذلك فهو مستعد لخوض غمار الحرب تحت اي عنوان من اجل الحصول على هذا الموقع بأي ثمن.
العماد عون تحالف مع "حزب الله" ومع النظام السوري من اجل الوصول الى رئاسة الجمهورية يوماً من الايام، فأعطاهم السيادة والقرار ليعطوه الرئاسة والموقع، وبالتالي فمشروع عون بات مكشوفاً ومفضوحاً وظاهراً للعيان.
ان "حزب الله" وفريق الثامن من اذار يبذلان كل الجهود لوضع العماد عون في الواجهة السياسية ولتظهيره بأنه الممثل الشرعي الاوحد للمسيحيين في لبنان، الا ان هذه المحاولة مكشوفة وواضحة، ولم ينتج عنها سوى مزيداً من التأخير والعرقلة في تشكيل الحكومة.
المضحك المبكي في أداء عون انه يعيب على فخامة الرئيس المطالبة بهذه الحقيبة او تلك، بينما يسمح لنفسه بأن يطالب لنفسه بأكثر من ثلث الحكومة. والمؤكد ان احد اهم اسباب الحرب العونية على الرئيس سليمان تتعلق بحلم الجنرال القديم بالوصول الى رئاسة الجمهورية بأي ثمن، وهذا ما دفعه الى صبّ جماح غضبه على سليمان وفق منطق "يحق لي ولا يحق لك شيئاً".
العماد ميشال عون يهرب الى الامام في كل المواضيع والاستحقاقات، فيُنصّب نفسه وصياً على كل اللبنانيين، في وقت تختنق فيه البلاد بعد اكثر من 110 ايام من الفراغ الحكومي. فتراه يلعب "دور البطولة" على الساحة السياسية الداخلية "بلباس الضحية" وفق اسلوب سيكولوجي ديماغوجي خشبي ومكشوف لاستقطاب الشارع وللفت الانظار لا اكثر ولا اقل، هذا فضلاً عن تحويل نفسه الى "ضحية مظلومة" ومهدورة الحقوق امام الرأي العام اللبناني، من اجل استقطاب الناس والشارع للدفع باتجاه قلب الطاولة على الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي.
ووسط هذه الصورة، على الرئيس ميشال سليمان ان ينتفض وان يقلب الطاولة على الثامن من اذار بعد ان تجاوزت كل الخطوط في تعاطيها الوقح مع موقع الرئاسة الذي بات يُرشق كل يوم. اذ لا يجوز البقاء على الحياد من جهة رئيس الجمهورية، لان الحفاظ على الدستور وعلى المؤسسات لا يقتضي السكوت امام الهجمة التي يتعرض لها، وبالتالي لا بد من اتخاذ موقف واضح وحاسم يحفظ كرامة الدولة ووجودها، ويحمي موقع الرئاسة وكرامتها.
من غير المقبول ان يصل رئيس الجمهورية الى مكان يستجدي فيه موقعاً من هنا او هناك، فلا بد من تعزيز هذه الصلاحيات وايقاف هذه المهزلة التي ينتهجها عون وجماعته على شاشات التلفزة وفي المجالس الخاصة، اذ لم يكن ينقص سوى بعض النواب في التيار الوطني الحر ووئام وهاب للتبجّح واطلاق المواقف ضد فخامة الرئيس الذي نحترمه ونقدّره.
"انتفض يا فخامة الرئيس"، نصيحة نقلها بعض المسؤولين الذين التقيتهم وقابلتهم مؤخراً الى الرئيس سليمان، في وقت يستمر فيه ميشال عون بالهجوم على سليمان علّه يحقق شيئاً ويعلن انتصاره...فهل تنتصر الرئاسة ام ينتصر رئيس التيار الوطني الحر عليها؟...
سلمان العنداري ... SA
سلمان العنداري ... SA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق