خارطة حرية الصحافة لعام 2010 - فريدوم هاوس. المصدر :موقع فريدوم هاوس. |
اعلنت مؤسسة "فريدوم هاوس" في المؤتمر العالمي لحرية الصحافة المنعقد في واشنطن عن تقريرها السنوي حول حرية الصحافة في العالم، اذ ذكرت ان واحد فقط بين كل ستة اشخاص في جميع انحاء العالم تمكن من متابعة وسائل اعلام حرة ومستقلة في العام 2010، وهي اقل نسبة وصل اليها العالم منذ عقد من الزمن.
وجاء التقرير خلال المؤتمر العالمي لحرية الصحافة الذي عقد في العاصمة الاميركية واشنطن بتنظيم من منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة اليونيسكو، احتفالاً باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي تمكنت من متابعة مجرياته ووقائعه مباشرةً عبر الانترنت على مدى ثلاثة ايام متتالية.
والمؤتمر الذي يعقد للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية، انطلق مساء الاحد الماضي واختتم يوم الثلثاء في النيوزيم، متحف واشنطن للأخبار. وتطرق بشكل اساسي الى موضوع "وسائل الإعلام في القرن 21: آفاق جديدة، حواجز جديدة"، حيث تم تكريم الصحفيين الذين سقطوا، وتم التشديد على أهمية وسائل الإعلام الجديدة التي فتحت قنوات لوصول المعلومات، والتي ادت في الوقت عينه الى تشديد القيود المفروضة على حرية التعبير.
جدول أعمال المؤتمر كان غنيّاً وانقسم إلى أربعة مجالات رئيسية وهي: الحدود الجديدة لوسائل الإعلام، التوجهات القانونية والتنظيمية، والحواجز الجديدة والاتجاهات الجديدة في عالم الصحافة.
وركز المؤتمر على اهمية الاعلام الاجتماعي وتأثيره، حتى وذهب البعض الى اعتبار ان مستخدمي التوتير باتوا مقدمي الاخبار الجدد نظراً لتتبعهم الاخبار بسرعة فائقة جداً. كما ناقش المتحدثون في ندوة وسائل الاعلام الاجتماعي، المخاطر المستمرة على الصحفيين في المجتمعات القمعية، على الرغم من المشهد الإعلامي الجديد.
هذا وأعرب عدد من الصحفيين والخبراء المحاضرين في المؤتمر عن أملهم بأن يواصل الناس استخدامهم لوسائل الاعلام الاجتماعي، لمحاربة الأنظمة القمعية، على الرغم من تطوّر تكتيكات الرقابة المستخدمة من قبل تلك الحكومات. وتشمل بعض هذه التكتيكات : تتبع الاحتجاجات، وحظر استخدام وسائل الاعلام الاجتماعي وتشويه سمعة المدونين.
وتناول المؤتمر استخدام عدد كبير من الصحفيين حول العالم وسائل الاعلام الاجتماعي لنقل الاخبار العاجلة، وكيفية التعامل مع القيود التي تفرضها الحكومات على الانترنت من خلال تسليط الضوء على التحديات والفرص التي تتيحها التكنلوجيا الجديدة.
وأكد المتحدثون في المؤتمر بأن حماية حرية الصحافة لوسائل الاعلام الالكتروني، يجب أن تعطى الأهمية عينها التي تقدّم لوسائل الإعلام التقليدية. وإن الحكومات التي تتخذ اجراءات صارمة ضد الشبكات الاجتماعية والمدونات، يجب أن تحاسب كما ولو أنها مسّت بوسيلة اعلامية تقليدية.
تقرير صاخب لفريدوم هاوس
وبالعودة الى "فريدوم هاوس: فقد ذكر التقرير السنوي (المهم) ان تزايد سيطرة الحكومات على وسائل الإعلام الجديدة ساهم بشكل اساسي في تدني مستويات حرية الصحافة عام 2010. ولكن عوامل أخرى، كان لها دور أيضاً في تسجيل هذا التراجع، ومنها عصابات الجريمة المنظمة، والعنف الموجّه ضدّ الصحفيين فضلاً ْعن انعدام تنوع وسائل الاعلام.
وأعلنت كارين دوتش كرلكار، كاتبة تقرير فريدوم هاوس أنها تأمل "أن تؤدي هذه التغييرات الإيجابية في مطلع العام 2011، إلى تغييرات أكثر إيجابية في وقت لاحق".
وقال التقرير المليء بالمعلومات والاحصاءات، انه "على الرغم من الهجمات على حرية الصحافة، فان حركات الاحتجاج التي اندلعت في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، تثبت بأن التكنولوجيا قادرة على تغيير المشهد الإعلامي الى الأفضل.
وكشف التقرير ان النسبة الأصغر من سكان العالم، إستمتعت بصحافة حرة في العام 2010، غير أنه حمل معه بعض الأخبار الإيجابية : فإن عدد البلدان التي تم تقييمها على أنها تتمتع بصحافة حرة، أو حرة جزئيا وغير حرة تماماً، ظلت تقريبا هي نفسها، مقارنة بالأعوام السابقة. وهي ربما إشارة إلى أن تدهور حرية الصحافة على مدى عقد من الزمن في وضع مستقر. ولكن بسبب تراجع معدّل حرية الصحافة في البلدان المكتظة بالسكان، بما في ذلك المكسيك، تايلاندا وبعض المناطق في الشرق الأوسط، ارتفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين لا يمكنهم الوصول إلى صحافة حرة.
ومن بين 196 بلداً، عملت مؤسسة فريدوم هاوس على تصنيف تقييمها. اذ تم تصنيف 68 بلداً على انها تتمتع بصحافة حرة، في حين صنّف 65 بلداً بانها ذات صحافة حرة جزئياً، ووجدت ان 63 بلداً لا يتمتعون بتاتاً بصحافة حرة.
أما البلدان العشر الأسوء في العالم والقامعة للحريات الاعلامية، وفقا للتقرير، فمؤلفة من البلدان الآتية : بلاروسيا، بورما، كوبا، غينيا الاستوائية، اريتريا، ايران، ليبيا، كوريا الشمالية، تركمانستان وأوزبكستان.
وأشار التقرير أيضاً أن 5 بلدان، ذهبت العام الماضي في الاتجاه السلبي، وعلى رأسها المكسيك، وهندوراس، وهي البلدان التي انضمت الى لائحة انعدام الصحافة الحرة. وكانت عمليات التخويف والقتل، من قبل عصابات المخدرات في المكسيك، هي السبب الرئيسي لهذا التغيير.
اما الدول الثلاث الاخرى التي انحدرت فيها الصحافة في العام 2010 فكانت مصر، كوريا الجنوبية، وتايلاند. وقال معدو التقرير، أنهم استندوا في تقريرهم، عن التغييرات السلبية الى تزايد العنف، والاجراءات القاسية والمقيّدة للحريات الاعلامية، والتحكّم بوسائل الاعلام الاجتماعي بشكل خاص. أما التحسن البسيط الذي حصل، فكان يتمثل بتحسينات جزئية في غينيا، مولدافا، ليبيريا والنيجر. كما لوحظ تحسن متواضع في كولومبيا وجورجيا وكيرغيزستان.
واعلن واضعوا التقرير عن أملهم بأن تحمل حركات الاحتجاج في مصر وتونس وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط معها، تغييرات ايجابية ومزيد من التحسن في عام 2011.
هذا واحتلت فنلندا رأس اللائحة في ترتيب الدول التي تتمتع بصحافة حرة، واحتلت فرنسا المركز الاربعين، بينما نالت اسرائيل المركز ال61.
وعلى الصعيد العربي احتل لبنان المركز ال108 باعتباره بلداً ذات صحافة حرة جزئياً، وتلاه الكويت في المركز ال124، بينما صنفت كافة الدول العربية الاخرى على انها لا تتمتع بصحافة حرة.
وكانت الامم المتحدة قد اسست اليوم العالمي لحرية الصحافة في العام 1993، اذ يحتفل في هذه المناسبة بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وبتقييمها على الصعيد العالمي، وفيه يُكرّم صحفيين سقطوا خلال تأديتهم عملهم، ويتم الدفاع عن وسائل الإعلام المستقلة.
وصادف هذا العام، الذكرى الـ20 لإعلان ويندهوك، الذي سمي كذلك تيمناً باسم العاصمة الناميبية، حيث تم التوقيع على هذا الاعلان، والذي جاء في أعقاب مؤتمر من اجل تعزيز حرية الصحافة في أفريقيا، ملقياً الضوء على الدور الهام الذي تلعبه الصحافة المستقلة في مجال الديمقراطية والتنمية الاقتصادية.
في رسالة مشتركة مع مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان والمديرة العامة للاونيسكو، قال الامين العام لمنظمة الامم المتحدة بأن "تعزيز حرية التعبير بوصفها الاساس الذي ترتكز عليه كرامة الانسان وحجر الزاوية الذي يستند اليه صرح الديمقراطية" يبقى الهدف الاساسي.
واعرب كي مون عن خشيته من "بروز اشكال قديمة من القيود والكبت مما من شأنه ان يطرح تحديات هائلة امام امام حرية التعبير".
كما اكد ان "الامم المتحدة عازمة كل العزم على جعل الانترنت مصدراً عالمياً متاحاً ومباحاً للجميع حتى يصير بمقدور كل فرد اينما كان ان يجد فيه ضالته كمنبر للتعبير عن نفسه واسماع صوته، والتجاوب مع اصوات الاخرين، وهو ما يؤكد على جدوى وجود المضامين ويحتم ضرورة العمل من اجل الدفاع عن سلامة وامن الدذين يستخدمون الانترنت واسطة للتعبير والنشر والتواصل، فكل مبادىر الحرية يجب ان تطبّق في عالم الانترنت".
الجائزة تعود... للصحافي الايراني السجين احمد زيد ابادي
وبالمناسبة، حاز الصحافي والمحلل السياسي الايراني السجين أحمد زيد آبادي على جائزة اليونسكو/غيرمو كانو العالمية لحرية الصحافة للعام 2011. وآبادي، المولود العام 1966، بدأ مهنته الصحافية العام 1989 في صحيفة "إطلاعات" اليومية، وكتب للكثير من الصحف والمجلات الإصلاحية الأخرى. وقبيل اعتقاله الأخير، شغل منصب رئيس تحرير صحيفة "آزاد" اليومية المؤيدة للإصلاح الصادرة في طهران، وأسهم في شكل منتظم في هيئة الإذاعة البريطانية الناطقة باللغة الفارسية، وصحيفة "روزأونلاين" الناطقة باسم المنفيين الإيرانيين، ومقرها بلجيكا.
وسُجن زيد آبادي ثلاث مرات بما مجموعه 13 شهرًا بين العامين 2000 و2004. وذاع صيته خلال سجنه الأول عندما كتب رسالة مفتوحة تنتقد معاملة الصحافيين المسجونين. وأكد زيد آبادي، من خلال مقاومته ضغوط السلطات القوية، دعوته العلنية إلى حرية الصحافة والديمقراطية. وبعد أقل من عام على إطلاقه بكفالة في آذار العام 2001، حكم على زيد آبادي بالسجن 23 شهرًا، ومنع من مزاولة "كل النشاطات العامة والاجتماعية، بما في ذلك الصحافة" لمدة خمسة أعوام.
وبعد الإفراج عنه، وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية العام 2005، نشر زيد آبادي مقالات كثيرة لافتة تدعو إلى مقاطعة الانتخابات الوطنية. الا انه اعتُقل مع عشرات الصحافيين الإيرانيين الآخرين عقب الانتخابات الرئاسية المختلف عليها في حزيران العام 2009. فحُكم عليه بتهمة التآمر لإطاحة الحكومة بالسجن ست سنوات، تليها خمس سنوات من النفي الداخلي، ليُحظر عليه العمل مدى الحياة كصحافي أو الانخراط في أي نشاط سياسي أو مدني.
سلمان العنداري ... SA
سلمان العنداري ... SA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق