حزب الله من مقاوم الى ... مغتصب... |
بين 25 ايار 2000 و25 ايار 2011، تغيّر المشهد... فالصورة الناصعة التي رسمها المقاومون في ذاك النهار تكسّرت وتشوّهت بعد سنوات من التراجعات والغرق في وحول الداخل والخارج.
ما حصل عملياً بعد تاريخ 25 ايار 2000 هو هدر لقيمة المقاومة بطريقة استثنائية لا سابق لها، رغم كل النصائح التي اعطيت لقيادات "حزب الله" بضرورة الانخراط في الدولة وبالعودة الى لبنان بدل الارتماء في احضان دول اخرى عقائدياً وسياسياً وعسكرياً.
يتحدث عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار الياس عطالله عن الصورة بعد 11 عاماً بحرقة شديدة، ويقول: "كان على الدولة ان تتسلم وحدها امن لبنان بعدما تم تحرير الارض عام 2000. فالمقاومة ليست مهنة، انما مهمة، حينما تتم، تجد وسيلة اخرى للدخول في رحاب الدولة، إن من خلال الاستيعاب العسكري، او من خلال الانخراط في العملية السياسية. الا ان الخطأ الكبير ارتُكب عندما تحولت هذه المقاومة الى مهنة دائمة مهجوسة بالقوة".
ويعتبر عطالله، "المُقاوم العتيق"، ان اخطاءاً فظيعة ارتكبت على مدى السنوات الماضية، اساءت لمفهوم المقاومة ولصناعة الدور المقاوم. "فالمقاومة مطلوبة وموجودة حينما يكون العدو في ارضك، اما حينما لا يكون العدو في ارضك، فلا يجوز بتاتاً لغير الدولة ان تقوم بحماية السيادة والامن، وهذا ما لم يحدث بعد تحرير الجنوب قبل 11 عاماً، فاستمرت المضاعفات الداخلية وكبرت كرة الثلج نتيجة هذا الخطأ السياسي، حتى وصلنا الى هذه اللحظة المأزومة التي نعيشها اليوم".
ان "حزب الله" تحول بشكل كامل من مُقاوم الى مُغتصب بحسب عطالله، " فمن يحاول إقامة دويلة داخل الدولة، ومن يحاول تعطيل المؤسسات والتقليل من قوة وسيادة الدولة، ومن يقدم مصالح الخارج على مصالح الداخل يمكن وصفه بالمغتصب. والسلوك هذا ظهر بقوة في ادبيات"حزب الله" عام 2005، عندما قال "سوريا اولا"، في الوقت الذي انتفض فيه الشعب اللبناني واجبر النظام السوري على سحب جيشه من لبنان قائلاً "لبنان اولاً".
"حزب الله" لم يكتف بذلك، فاستمر في انحداره السياسي، حتى وصل به الامر الى استخدام السلاح في الداخل ضد اللبنانيين، ليبتعد عن الجبهة الجنوبية، ولينشغل في قطع الطرقات وفي اغلاق المرافق الحيوية في البلاد، وليملأ الارض بالاصابع المرفوعة وبالخطابات التهديدية التي ملّ منها اللبنانيون.
المقاومة حين تتحول الى مشكلة حقيقية يجب ان تعود الى قواعدها، "فحزب الله" الذي انخرط في اجهزة الدولة الدستورية ومؤسساتها منذ انتخابات العام 2000 النيابية، مروراً بالعام 2005 ومشاركته في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وصولاً الى مشاركته الاخيرة بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري، استمر في انقلابه على منطق الدولة والمؤسسات، ولم يتوانى لحظة واحدة عن "قصف" ارادة اللبنانيين وحلمهم ببناء دولة قادرة وقوية بمؤسساتها الشرعية.
لا يمكن ان يغيب عن ذهن الياس عطالله تقديره الكبير للمقاومين ولما قدموه للبنان على مدى عقود. فيحيي نضالات كل من قاوم باسم كرامة وحرية وعزة هذا البلد، "فحينها كان كل لبنان معهم، اما اليوم فالمقاومة لم تعد مقاومة، بل تحولت الى مشروع سياسي لحزب الله لا اكثر ولا اقل".
ويلفت عطالله الى ان "المقاومة انطلقت منذ عقود، وقد كنا وحدنا في الميدان نقاوم الاحتلال في بيروت والجنوب وخلدة والحمرا وكل المناطق اللبنانية، الا اننا قمعنا وطُردنا بالاغتيالات وبالتنكيل السياسي، ليتسلم بعدها "الحزب" زمام الامور".
يجزم عطالله ان السلاح المقاوم فقد شرعيته وصفته المقدسة بعد سلسلة من "الجرائم" التي قام بها "الحزب"، "فالسلاح غير شرعي لغياب الهدف بالدرجة الاولى، ولتوجهه الى صدور اللبنانيين في اكثر من مناسبة واكثر من استحقاق بالدرجة الثانية".
بالاضافة الى ذلك، "فان مقولة الانتصار الالهي التي روّجها "حزب الله" عام 2006 ليست الا اسطورة كبيرة غطّت تحوّل هذا الحزب من مواجهته لاسرائيل الى مواجهته للداخل اللبناني، وبالتالي فان ما قيل عن هذا الانتصار هو اكبر قنبلة دخانية في تاريخ لبنان".
يتعين على "حزب الله" (بحسب عطالله) ان ينتفض على نفسه، وان يحوّل دويلته الى جزء من الدولة اللبنانية وان يكون تحت امرتها، وكل كلام غير ذلك هو محاولة للسيطرة على البلاد، وجريمة موصوفة لتخويف اللبنانيين، الا ان امكانية الانتفاض على الواقع قد تكون مستحيلة، باعتبار ان هذا الحزب لا يملك قرار نفسه، وبالتالي لا يستطيع ان يعدل في ادائه على المدى القريب او البعيد".
ويضيف عطالله: "قد يكون "حزب الله" جزءاً من الحالة التي يتم الانتفاض عليها في المنطقة العربية، في ظلّ الاحتجاجات والثورات الحاصلة، باعتباره جزءاً من النظام والحرس الثوري الايراني، ومن ولاية الفقيه، فالدومينو الكبير الزاحف على كل الانظمة والمنظومات الشمولية، قد يطيح بالممارسات التي يقوم بها الحزب منذ سنوات".
يختم عطالله حديثه بكلام مؤثر قائلاً: "من لا يتعلم من دروس التاريخ فانه سوف يدفع اثمانا كبيرة. ولهذا انصح "حزب الله" بان يكف عن اختزال البلاد، لان كل محاولات السيطرة على لبنان المتنوع من جانب فئة معينة باءت بالفشل ولم يكتب لها النجاح، ولهذا يمكن القول ان الاوان قد آن لكي يعي "حزب الله" ان كل مغامرة للقبض على البلاد ستدمّر اصحابها الى غير رجعة"...
فهل من يتّعظ، ام ان المكابرة ستستمر الى ما لا نهاية؟...
سلمان العنداري ...SA
ما حصل عملياً بعد تاريخ 25 ايار 2000 هو هدر لقيمة المقاومة بطريقة استثنائية لا سابق لها، رغم كل النصائح التي اعطيت لقيادات "حزب الله" بضرورة الانخراط في الدولة وبالعودة الى لبنان بدل الارتماء في احضان دول اخرى عقائدياً وسياسياً وعسكرياً.
يتحدث عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار الياس عطالله عن الصورة بعد 11 عاماً بحرقة شديدة، ويقول: "كان على الدولة ان تتسلم وحدها امن لبنان بعدما تم تحرير الارض عام 2000. فالمقاومة ليست مهنة، انما مهمة، حينما تتم، تجد وسيلة اخرى للدخول في رحاب الدولة، إن من خلال الاستيعاب العسكري، او من خلال الانخراط في العملية السياسية. الا ان الخطأ الكبير ارتُكب عندما تحولت هذه المقاومة الى مهنة دائمة مهجوسة بالقوة".
ويعتبر عطالله، "المُقاوم العتيق"، ان اخطاءاً فظيعة ارتكبت على مدى السنوات الماضية، اساءت لمفهوم المقاومة ولصناعة الدور المقاوم. "فالمقاومة مطلوبة وموجودة حينما يكون العدو في ارضك، اما حينما لا يكون العدو في ارضك، فلا يجوز بتاتاً لغير الدولة ان تقوم بحماية السيادة والامن، وهذا ما لم يحدث بعد تحرير الجنوب قبل 11 عاماً، فاستمرت المضاعفات الداخلية وكبرت كرة الثلج نتيجة هذا الخطأ السياسي، حتى وصلنا الى هذه اللحظة المأزومة التي نعيشها اليوم".
ان "حزب الله" تحول بشكل كامل من مُقاوم الى مُغتصب بحسب عطالله، " فمن يحاول إقامة دويلة داخل الدولة، ومن يحاول تعطيل المؤسسات والتقليل من قوة وسيادة الدولة، ومن يقدم مصالح الخارج على مصالح الداخل يمكن وصفه بالمغتصب. والسلوك هذا ظهر بقوة في ادبيات"حزب الله" عام 2005، عندما قال "سوريا اولا"، في الوقت الذي انتفض فيه الشعب اللبناني واجبر النظام السوري على سحب جيشه من لبنان قائلاً "لبنان اولاً".
"حزب الله" لم يكتف بذلك، فاستمر في انحداره السياسي، حتى وصل به الامر الى استخدام السلاح في الداخل ضد اللبنانيين، ليبتعد عن الجبهة الجنوبية، ولينشغل في قطع الطرقات وفي اغلاق المرافق الحيوية في البلاد، وليملأ الارض بالاصابع المرفوعة وبالخطابات التهديدية التي ملّ منها اللبنانيون.
المقاومة حين تتحول الى مشكلة حقيقية يجب ان تعود الى قواعدها، "فحزب الله" الذي انخرط في اجهزة الدولة الدستورية ومؤسساتها منذ انتخابات العام 2000 النيابية، مروراً بالعام 2005 ومشاركته في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وصولاً الى مشاركته الاخيرة بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري، استمر في انقلابه على منطق الدولة والمؤسسات، ولم يتوانى لحظة واحدة عن "قصف" ارادة اللبنانيين وحلمهم ببناء دولة قادرة وقوية بمؤسساتها الشرعية.
لا يمكن ان يغيب عن ذهن الياس عطالله تقديره الكبير للمقاومين ولما قدموه للبنان على مدى عقود. فيحيي نضالات كل من قاوم باسم كرامة وحرية وعزة هذا البلد، "فحينها كان كل لبنان معهم، اما اليوم فالمقاومة لم تعد مقاومة، بل تحولت الى مشروع سياسي لحزب الله لا اكثر ولا اقل".
ويلفت عطالله الى ان "المقاومة انطلقت منذ عقود، وقد كنا وحدنا في الميدان نقاوم الاحتلال في بيروت والجنوب وخلدة والحمرا وكل المناطق اللبنانية، الا اننا قمعنا وطُردنا بالاغتيالات وبالتنكيل السياسي، ليتسلم بعدها "الحزب" زمام الامور".
يجزم عطالله ان السلاح المقاوم فقد شرعيته وصفته المقدسة بعد سلسلة من "الجرائم" التي قام بها "الحزب"، "فالسلاح غير شرعي لغياب الهدف بالدرجة الاولى، ولتوجهه الى صدور اللبنانيين في اكثر من مناسبة واكثر من استحقاق بالدرجة الثانية".
بالاضافة الى ذلك، "فان مقولة الانتصار الالهي التي روّجها "حزب الله" عام 2006 ليست الا اسطورة كبيرة غطّت تحوّل هذا الحزب من مواجهته لاسرائيل الى مواجهته للداخل اللبناني، وبالتالي فان ما قيل عن هذا الانتصار هو اكبر قنبلة دخانية في تاريخ لبنان".
يتعين على "حزب الله" (بحسب عطالله) ان ينتفض على نفسه، وان يحوّل دويلته الى جزء من الدولة اللبنانية وان يكون تحت امرتها، وكل كلام غير ذلك هو محاولة للسيطرة على البلاد، وجريمة موصوفة لتخويف اللبنانيين، الا ان امكانية الانتفاض على الواقع قد تكون مستحيلة، باعتبار ان هذا الحزب لا يملك قرار نفسه، وبالتالي لا يستطيع ان يعدل في ادائه على المدى القريب او البعيد".
ويضيف عطالله: "قد يكون "حزب الله" جزءاً من الحالة التي يتم الانتفاض عليها في المنطقة العربية، في ظلّ الاحتجاجات والثورات الحاصلة، باعتباره جزءاً من النظام والحرس الثوري الايراني، ومن ولاية الفقيه، فالدومينو الكبير الزاحف على كل الانظمة والمنظومات الشمولية، قد يطيح بالممارسات التي يقوم بها الحزب منذ سنوات".
يختم عطالله حديثه بكلام مؤثر قائلاً: "من لا يتعلم من دروس التاريخ فانه سوف يدفع اثمانا كبيرة. ولهذا انصح "حزب الله" بان يكف عن اختزال البلاد، لان كل محاولات السيطرة على لبنان المتنوع من جانب فئة معينة باءت بالفشل ولم يكتب لها النجاح، ولهذا يمكن القول ان الاوان قد آن لكي يعي "حزب الله" ان كل مغامرة للقبض على البلاد ستدمّر اصحابها الى غير رجعة"...
فهل من يتّعظ، ام ان المكابرة ستستمر الى ما لا نهاية؟...
سلمان العنداري ...SA
قد يكون "حزب الله" جزءاً من الحالة التي يتم الانتفاض عليها في المنطقة العربية، في ظلّ الاحتجاجات والثورات الحاصلة، باعتباره جزءاً من النظام والحرس الثوري الايراني، ومن ولاية الفقيه، فالدومينو الكبير الزاحف على كل الانظمة والمنظومات الشمولية، قد يطيح بالممارسات التي يقوم بها الحزب منذ سنوات"
ردحذفهذه هي الذبدة وهذا ما سيحصل اذا استمرت المكابرة والتعالي والاستقواء بالسلاح الغير شرعي
Hal Kana Yom Tahreer a2ma Bidayat al Takhreeb ,,, La li Silah al Mukharibeen
ردحذفمن لا يتعلم من دروس التاريخ فانه سوف يدفع اثمانا كبيرة. ولهذا انصح "حزب الله" بان يكف عن اختزال البلاد، لان كل محاولات السيطرة على لبنان المتنوع من جانب فئة معينة باءت بالفشل ولم يكتب لها النجاح، ولهذا يمكن القول ان الاوان قد آن لكي يعي "حزب الله" ان كل مغامرة للقبض على البلاد ستدمّر اصحابها الى غير رجعة
ردحذف