يوم العمال... حان وقت الثورة .(الصورة من موقع عراقيون).. |
يمر عيد العمال في الاول من ايار والفقر مستمر في لبنان، يرزح في كل مكان. ويبيت بين الازقة والاحياء والقرى وبيوت التنك...
يمر هذا العيد والعامل اللبناني غير مرتاح وغير مضمون وغير مستقر. يعمل ليلاً نهاراً ليكسب لقمة العيش وليؤمن الحياة اللائقة لاولاده ولعائلته، وليدفع الفواتير المكدسة في دولة فاسدة متهالكة تنهار تباعاً.
يمر هذا العيد، واصحاب المال ووحوش الاعمال يستمرون في تعاطيهم القذر مع العمال بطريقة غير لائقة وغير محترمة لا تحفظ حقوقهم وكرامتهم ووجودهم الانساني. اذ ان العديد من الشركات تتعاطى مع عمالها على اعتبار انهم آلات او ادوات لا اكثر ولا اقل.
يمر هذا العيد، والحياة في لبنان اصبحت شبه مستحيلة على وقع ارتفاع غير مسبوق في اسعار المواد الغذائية والمواد الاساسية، بالتوازي مع ازمة اجتماعية بغاية الصعوبة.
ينتشر الفقر والعوز والحرمان على طول البلاد وعرضها، ويضرب "مرض" البطالة او "العمل بالسخرة" جزءاً كبيراً من القوى العاملة التي اصابها اليأس والقرف في بلد يعيش في الماضي ولا يتطلع نحو المستقبل.
يمر هذا العيد، وقد تحوّلت مادة البنزين الى "لعنة حقيقية" باتت تلاحق المواطن الفقير وطالب الجامعة وربّ العمل وسائق التاكسي وخبيرة التجميل والتاجر ورجل الاعمال وكل فئات المجتمع على السواء، اذ ان الارتفاع الجنوني لهذه المادة ينذر بكارثة حقيقية تتهدد البلاد، مُضافة طبعاً الى جملة المشاكل السياسية والصعوبات الاقتصادية التي اضحت اكثر من خانقة وقاتلة وفاضحة.
هذا الارتفاع يكاد يُحرق اللبناني ويغرقه بالمسؤوليات والفواتير والمدفوعات في دولة مليئة بالفساد والوساطات والنكايات بين الاطراف المتصارعة التي تناست همومنا المتفاقمة التي وصلت الى حدود الانفجار.
كم نحن بحاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى ثورة شاملة حاسمة على كل المستويات والاصعدة تطيح بانظمة الفساد، وتعيد بناء هذه الدولة المهترئة والمترنحة بين تقاسم الحصص والمغانم والصفقات السوداء من تحت الطاولات، وبين عدم احترام حقوق المواطن وكرامته ووجوده.
كم نحن بحاجة الى اتحاد عمالي عام قوي وفاعل ومتحد وليس غارقاً في وحول السياسة والفساد والتبعية لهذه الفئة او تلك. وكم نشتاق لحركة طلابية متعاونة ومتضامنة تخرج الى الشوارع وتملأ الارض بصرخات شبابها للمطالبة بحقوق الناس وكرامتها ومستقبلها وامنها بدل التظاهر بشعارات طنانة رنانة تزيد الانقسام والخلاف والانشقاق.
كم نحن بحاجة اليوم الى لبنان جديد، يستعيد فيه اللبناني شعوره بالانتماء والامن والاستقرار بدل الاستمرار في التأرجح على حبال الخوف والقلق، والغرق بالديون والفواتير والمسؤوليات المرهقة.
كم نشتاق الى زمن مضى، عندما كان الشارع نابضاً لا يخاف ولا يستسلم ولا يغض النظر عما يتعرض له العمال من اذلال وعدم مساواة. عندها، كان يخرج الكبار والصغار الى الشوارع يداً بيد لينتفضوا على القهر والفقر والمعاناة.
يجتاحني الغضب من الواقع البشع الذي نعيشه في البلاد بالتزامن مع هذا العيد. فهل يجوز السكوت عن الممارسات التي تحصل يومياً على مرأى ومسمع من عيوننا وآذاننا؟، وهل يجوز التغاضي عما يقوم به رجال الاعمال والمافيات والعصابات من سياسات تعبث بالارض خراباً وفساداً وتعمّق الهوة بين الطبقات والناس؟. وهل يجوز استمرار الفساد والافساد والبطالة والهجرة؟.
على كل الاحوال، انه يوم العمال، يوم الفلاح والمزارع والموظف والاستاذ والمدرّسة والكاتب والشاعرة، يوم السائق والحرفي، انه يومنا المبارك رغم كل المعاناة والصعوبات التي نواجهها.
فلنستقبل الاول من ايار بأمل جديد، وبثورة واعدة، وبغضب. ولنعي ان التغيير سيتحقق اذا اتحدنا وطالبنا بحقوقنا على الملا. ولنجعل هذا اليوم مناسبة لاطلاق الصوت وايصاله بدل اعتباره "ذكرى للتعاسة والبؤس والارهاق". انه يومنا، يومكم، كل عيد وانتم بخير يا عمال العالم الشرفاء.
سلمان العنداري ...SA
سلمان العنداري ...SA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق