استيقظت هذا الصباح على خبر صاعق وغير متوقّع: "أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، صباح الاثنين 2-5-2011، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في عملية عسكرية برية شاركت فيها قوات أمريكية على بعد 10 كم من ضواحي إسلام أباد".
لوهلة اعتقدت ان الخبر مجرد اشاعة لا اكثر ولا اقل، ولكن سرعان ما تأكدت من صدقيته بعد مشاهدتي لعشرات التقارير الاخبارية التي ركّزت بشكل كبير على النبأ، اضافةً لمئات الاف المشاركات على التويتر والفايسبوك، حيث تداول مستخدمو الانترنت اخر التطورات والاراء حول "نهاية زعيم تنظيم القاعدة".
قُتل بن لادن برصاصة في الرأس بعد مقاومة شديدة منه على إثر عملية لعناصر من الكومندوس الاميركي استغرقت اكثر من 40 دقيقية، مستهدفةً مقر إقامته في منطقة "أباد" على بعد 50 كلم شمالي العاصمة الباكستانية إسلام أباد.
زعماء العالم رحّبوا بالخبر، فاعتبروا ان مقتل بن لادن يشكل "انتصارا للديمقراطيات التي تحارب آفة الارهاب"، ويشكل "مصدر ارتياح كبير لشعوب العالم"، وهو "نبأ سارا لكل الذين المسالمين والذين يفكرون بحرية في العالم"، اضافةً الى كونه "نصراً للخير على الشر وللعدالة على الوحشية".
تحول بن لادن الى اسطورة حقيقية بعد احداث 11سبتمبر عام 2001، مكتسباً شهرة واسعة في انحاء العالم، باعتباره "الشخص الوحيد الذي لقّن الولايات المتحدة درساً لا ينسى"، بينما اعتبره آخرون بأنه "الارهابي الاكثر اجراماً على الاطلاق". وهكذا استمر الكرّ والفرّ بين "اوسامة" والقوات الاميركية حتى وجد مقتولاً اليوم بعد عملية عسكرية انهت حياته.
انتهى بن لادن ولغزه الكبير، فهل ينتهي الارهاب في العالم؟. هنا يكمن السؤال، لان موت بن لادن لا يعني بتاتاً موت الارهاب وتوقّف اعمال القتل والعنف بحق الابرياء، ولا يعني بتاتاً وضع حد للتطرف ولثقافة الكراهية المنتشرة في كل اقاصي الارض.
مقتل بن لادن اصاب الحركات المتطرفة بالصميم، وشكّل ضربة قاضية لتنظيم القاعدة الارهابي. الا ان ذلك لا يمكن ان يضع حداً للعمليات الارهابية والتفجيرية والانتحارية المنتشرة في عدد كبير من الدول، فعقلية بن لادن موجودة ومتجذرة لدى مئات الالاف من المتشددين الاسلاميين التكفيريين، اذ ان رصد بعض التعليقات وردود الفعل على شبكة الانترنت يكفي لتبيان هذا الواقع.
على موقع "بي بي سي" الاخباري، تمايزت مشاركات القرّاء بين مرحّب ومتحفّظ ورافض للخبر. وبين المشاركات شاب سعودي يدافع عن بن لادن بالقول: "عاش عزيزاً وقُتل شهيداً. يكفي ان الذي قتله من ألد خصوم العرب والمسلمين، وهم الامريكان، ومع ما يعانيه رحمه الله من امراض، الا انه قاومهم اشد مقاومة وقاتلهم قتال الابطال، لكن الله اختار له شرف الدنيا وفوز الآخرة". بينما شاء محمد من مصر ان يُعبّر عن فخره وسعادته "في العيش في هذا العصر حيث يُخلع الرؤساء وتثور الشعوب ويُقتل الارهابيون بدون محاكمة".
وعلى موقع قناة "العربية" الالكتروني تفاوتت التعليقات، واحتدم النقاش عما اذا كان اوسامة بن لادن شهيداً ومجاهداً او ارهابياً وقاتلاً. وفي هذا الاطار يقول احد المشاركين: " ستظل يا أسامة أسداً، رغم اختلافنا الشديد معك على تفسير مفهوم الجهاد، ولكنك رجل طلبت الحقيقة أخطأت أم أصبت هذه نتركها لله عز وجل، أخوالك في الشام يبكونك يا حبيبنا يابن أختنا. غفر الله لك أخطاءك وتجرأك على قتل المدنيين".
واذ يقول مشارك من الخليج: "رحمك الله وادخلك فسيح جنّاته. لقد كنت على ثغر من ثغور الاسلام و افنيت حياتك مجاهدا في سبيل الله و ها قد رزقت الشهداه جعلك الله من اهل الجنه و باعد بينك و بين النار. اللهم ارحم شيخنا و مجاهدنا". يرفض حسام من الجزائر هذا التعاطف، معتبراً انه " من الطبيعي ان لا يدخل الجنة من قتل الكثير من الابرياء في الدول العربية، وهذا يعني ان ابن لادن لن يدخلها بسبب تاريخه الاجرامي الكبير".
"الارهاب ليس جهاداً، كفاكم تشدداً وتكفيراً. اسامة بن لادن قتل اولادنا واهالينا واخواننا فكيف له ان يكون مجاهداً ومحارباً وشهيداً؟. وكيف لكم ان تحزنوا على من حطّم قلوب الامهات بافعاله الدامية في العراق وافغانستان ومصر والسعودية ودول اوروبا واميركا؟"، تقول سناء على الفايسبوك في معرض استنكارها لحملات التضامن "الالكترونية" مع زعيم تنظيم القاعدة المقتول.
وعلى التويتر سأل جاد حمّود: "يا جماعة من هو البديل عن بن لادن؟"، بينما كتبت ميشلين على صفحتها: "انتهى الحقد بمقتل بن لادن وانتهى الاجرام والعار والارهاب، هنيئاً للاحرار". اما سليمان من الكويت فقال: "نهاية بن لادن قد تؤدي الى ظهور ألف بن لادن آخر اذا استمر التشدد يعصف بعالمنا العربي والغربي، فاقتضى التوضيح".
الى ذلك، وبانتظار المزيد من ردود الفعل، وانقشاع الرؤيا. يبقى السؤال الجوهري: هل نهاية بن لادن تعني نهاية الارهاب؟... وما هو مصير الحرب على الارهاب بعد هذا المكسب الكبير؟، وهل تعي الدول الغربية والولايات المتحدة ان السبيل الاساسي للقضاء على التشدد يكمن في معالجة اسبابه بشكل جذري؟، ومتى تتحرك الدول العربية لمعالجة ثقافة التطرف؟، ومتى يتم اطلاق حوار ثقافي حضاري حقيقي بين الشرق والغرب يعيد صياغة المفاهيم ويقرّب وجهات النظر، ويُنهي ظاهرة الاسلامو فوبيا وكره الغرب بالوقت نفسه؟... اسئلة كثيرة ومعقدة، تبقى رهينة الاشهر والسنوات المقبلة...
سلمان العنداري ...SA
من وجهة نظري أن مقتل بن لادن ليس (مقتلاً للإرهاب) , بل أخذ طابع الإنتقام منه على كل ماقام به من تفجيرات وجرائم ضد الأبرياء لتحدّيات شخصية أتخذ الدين غطاءً لها.
ردحذفبل وأنه (وأمثاله) مخّضوا فكر الشباب العربي المسلم وغسلوا أدمغتهم وملؤوها تكفيراً وعنفاً.
تبجّيله والتباكي عليه كأنه هرمٌ أفاد الأمة العربية والإسلامية بشيء ماهو إلاّ دليل على صغر عقول العرب الذين حينما لم يجدوا مجداً ليقفوا عليه, راحوا يتباكون ويمدحون صدام حسين وأسامه بن لادن, الذين قتلوا ونكّلوا بملايين الأبرياء.
كوننا ضد أمريكا في إرهابها ودعمها للأرهاب, لا يعني أننا يجب أن نكون في صف شخص مارس نفس طريقتها الإرهابية. فكل شخص يقتل الأبرياء هو مجرم ولا يستحق الحياة.
أمريكا وبن لادن كلهم في كفّة واحدة, هي الإرهاب.
إذن الإرهاب لن ينتهي يا سلمان إلا بتوقف الحكومة الأمريكية والغرب أجمع عن خططهم الحقيرة والمفضوحة ضدّنا, الإرهاب مستمر طالماالدم يُسكب كالماء في فلسطين, وطالماالشوارع غرقت من دماء أخوتنا في ليبيا وسوريا واليمن.
طريق التخلص من الإرهاب, يبدأ بمقتل مجرم.
بالنسبة لي فان مقتل بن لادن يمثل انتصار من دون ادنى شك، اذ ان ارواح مئات والاف الابرياء سترتاح بعد هذا الخبر ولكن لا بد من تجفيف الارهاب ومكامنه بعد هذا الانتصار المهم
ردحذفالعالم كله اليوم احتفل بالقضاء على اوسامة بن لادن. الا اني اسف لمن تعاطف مع هذا الارهابي
ردحذفعلى العالم العربي ان يصبح اكثر تسامحاً
نعم كل الأنظار مُتجهة للبديل، نعلم كل العلم أن أميركا بحاجة دائمة لذريعة تمكنها من تنفيذ مخططاتها .
ردحذفلن ينتهي الارهاب لأن التطرف ما زال مستمراً و أسباب التطرف ما زالت راسخة أيضاً، نتخوّف من مجيء ما هو أعتى من بن لادن في ظل اشتداد حدة التطورات في الساحة الاقليمية المتضعضعة بما يكفي و التي تتيح للارهاب أن ينمو و يقوى و يبطش، علينا كانا محاربة الارهاب لا تفويض الأمر لأميركا.
لا تأسفن على غدر الزمان
ردحذفلطالما رقصت على جثث الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو على اسيادها
تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب
تبقى رمزنا يا سيف الإسلام إن مت فلم تموت من قلوبنا فانا الجنة تشتاق إليك يا أسامة بن لادن
ردحذفعاش بطلا ومات شهيدا إنه رجل في زمن قل فيه الرجال ونقول بصوت عال كلنا أسامة بن لادن
الارهاب ليس جهاداً، كفاكم تشدداً وتكفيراً. اسامة بن لادن قتل اولادنا واهالينا واخواننا فكيف له ان يكون مجاهداً ومحارباً وشهيداً؟. وكيف لكم ان تحظنزا على من حطّم قلوب الامهات بافعاله الدامية في العراق وافغانستان ومصر والسعودية ودول اوروبا واميركا؟
ردحذفكتبت صحيفة "تايمز أوف إينديا" تحت بعنوان: "استضافة الشبح: هل كان أسامه في بيت ضيافة جهاز الاستخبارات الباكستاني: سارعت الصحيفة الهندية للتشكيك بدور باكستاني في إيواء زعيم تنظيم القاعدة، وكتبت نقلاً عن مصدر باكستاني أن المنزل الفسيح المترامي الأطراف في بلدة "أبوتاباد"، 60 كيلومتراً شمالي إسلام أباد، حيث قتل أسامه بن لادن، ربما يكون بيت الضيافة الخاصة بجهاز خدمة الاستخبارات الداخلية الباكستاني.
ردحذفلم ترد تأكيدات على هذه المزاعم، إلا أن حقيقة أن المنزل يقع على بعد عدة مئات الأمتار من الأكاديمية العسكرية الباسكتانية، وكونها منطقة إقامة ضباط الجيش المتقاعدين، تضفي عليها نوعاً من المصداقية.