في ذكرى 7 ايار 2008 ... طائفية وسلاح وتعصّب .... |
لا شك ان احداث 7 ايار 2008 خلّفت شرخاً كبيراً بين مكونات المجتمع اللبناني، وجراحاً لم تندمل حتى يومنا هذا بفعل الطريقة الوحشية التي تصرف بها "حزب الله" وقوى الثامن من اذار في "يومهم المجيد".
كان يوماً اسوداً بكل المقاييس... ميليشيات مسلحة، وتبادل لاطلاق النار، سقوط قتلى، واعتداءات على الممتلكات، وخسائر بالجملة بعد انحراف وجهة السلاح المقاوم وانقضاضها على الجبل والعاصمة وعلى الناس الابرياء.
منذ العام 2008 وحتى اليوم، لم يتغير شيئاً على الاطلاق، السلاح يسرح ويمرح في الساحات والشوارع والازقة، ويلهو على طاولة مجلس الوزراء ويُقطّع الوقت ويُهدد رئيس الحكومة وفريقه الوسطي. ويرقص على المنابر وخلف المكاتب الملمّعة بأصابع مرفوعة وبصوت مرتفع ممزوج بالصراخ والعويل والوعيد.
الوحش عينه، ما زال يتحرك وينقضّ على كل مقومات الدولة، وينهش مؤسساتها على كل الجبهات وعلى كل المستويات، بالتعاون مع "شلّة" من التابعين والمستزلمين. تراهم يختبئون خلف سلطة السلاح ووهجه، ويطلقون التهديدات يميناً ويساراً، في وقت يكاد غرقهم بوحول الفساد يعميهم ويطيح بهم من شدّة الفضائح التي فاحت رائحتها في كل مكان.
بعد السابع من ايار زاد التعصّب والتطرّف والكره... الشعب اللبناني ما زال شعبا ًطائفياً مذهبياً يقتات على التعصّب الاعمى وخطابات التحريض التي يقوم بها زعماء الطوائف، خاصة وان الانتخابات النيابية العامة باتت على الابواب، ومعها بات يحلو الكلام والاستغلال من كل الفئات السياسية، وخاصة الاذارية منها.
منطق الدويلة منتصر اليوم، لان الدولة ومؤسساتها في خبر كان، بسبب الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي، وعقلية ميشال عون الجامحة، والشبقة نحو السيطرة والتفرّد، على وقع التناتش على الحصص والتعيينات والصفقات المريبة بين بواخر الطاقة وفضائح المازوت والكهرباء والاتصالات.
على فريق الثامن من اذار، و"حزب الله" على وجه الخصوص ان يدركا ان سياسة رفع الاصابع لن تساهم في تحرير لبنان وصون المقاومة، وعلى العماد ميشال عون ان يتأكد ان سياسة التهديد والشتم لن تحقق الاصلاح والتغيير، كما ان سياسة دعم النظام السوري الذي يقتل شعبه كل يوم لن تؤدي بتاتاً الى انتصار فريق على اخر في لبنان بأي شكل من الاشكال.
الحلّ الوحيد يكمن في الجلوس الى طاولة الحوار، ووضع الامور في نصابها، من خلال تنفيذ البنود التي تمّ الاتفاق عليها منذ العام 2006، والاتفاق على استراتيجية دفاعية موحدة تحمي لبنان من اية اعتداءات خارجية تحفظ الجيش اللبناني، وتعطيه الحق الحصري بحماية الحدود من خلال بسط سيادة الدولة على كامل اراضيها، ووضع آلية تُبقي على المقاومة على ان يكون نشاطها وحراكها بأمرة الدولة فقط لا غير.
وعلى المقلب الاخر، على قوى 14 اذار ان تتخلى عن حقدها، وان تخرج من قوقعتها وتعصّبها وصورتها التقليدية التي رسمتها في الاونة الاخيرة، لان التغيير لا يكون بالشعارات والخطابات والمهرجانات والاجتماعات والبيانات، بل باقرار عقلية جديدة بعيدة عن الثورية والشعبوية. عقلية تحاكي المواطن اللبناني ومصالحه بعيداً من التذاكي والتملّق، والدوران في حلقة مفرغة عنوانها السلاح، على ان تتخلّى عن تعاطيها "السوفياتي" الحزبي، وان تعطي للقوى المدنية والشبابية الدور الحقيقي في الوصول الى "الربيع المنتظر".
في المحصّلة، يمكن القول ان الطائفية هي الوحش الحقيقي في البلاد، ووقعها يكاد يكون اقوى من سلاح غير شرعي، او شتّام مجنون على المنابر، او من اصبع مرفوع ومسدس موجّه نحو الرؤوس، لان استمرار هذه الطبقة السياسية باستغلال الناس بهذه الطريقة البشعة سيكون له تبعات كارثية قبل اشهر من الانتخابات النيابية. فعن اي 7 ايار نتحدث، ونحن نعيش كل يوم 7 ايار جديد...؟
أليست الطائفية والمذهبية اسرع الطرق لاشعال الحرب بيننا كمواطنين، وهل يدرك زعماء الطوائف ان استخدامهم لهذه المناسبة سيعيد الامور الى الوراء؟. وهل تعي هذه الطبقة السياسية ان شعاراتها الفاشلة والصدئة لم تعد مسموعة، وان عدم احترامها لعقول وكرامة اللبنانيين هو اكبر اعتداء على الكرامات، وهو اكثر وطأةً من 7 ايار نفسه؟... اسئلة برسم هذه الطبقة الى ما شاء الله...
سلمان العنداري ... SA
المقال الذي نشرته للتو على مدوّنتي لا يلقي اللوم على تصرف حزب الله فقط، وعلى سطوة السلاح غير الشرعي الذي افتعل خطيئة 7 ايار 2008، فالمشكلة الاساسية في البلد تكمن في الطائفية المتجذرة في هذه الطبقة السياسية وفي الشعب اللبناني... واعتقد ان كلّأً من 14 و8 اذار يتحمل مسؤولية ما وصلنا اليه اليوم، بين شتّام مجنون، ومريض يرفع الاصبع عالياً، ومضطرب يتاجر بالحقد ووجع الناس ... انها طبقتنا السياسية ... اهلاً بكم في لبنان
ردحذفi just added u and this is my Blog to add
ردحذفobeidwissam.blogspot.com
شكراً لكم ع الموضوعات المتنوعة ...
ردحذفyour article was published on our website.
ردحذفhttp://www.echobeirut.com/news.php?action=show&id=12796
Thank you