تلعب الصحافة دوراً اساسياً في نقل الاحداث والتطورات، وفي تظهير الصراع المحتدم الى الرأي العام، من الصالونات السياسية وخلف الكواليس الى صفحات الجرائد وشاشات التلفزة وعبر اثير الاذاعات و"دهاليز" شبكة الانترنت. الا ان هذا "الاعلام" غالباً ما يدفع الاثمان الباهظة في نقله لهذه الحقيقة ولتلك الوقائع التي تملأ الساحة الداخلية "المشتعلة"، اذ يتعرّض كثير من الصحافيين وبعض الوسائل الاعلامية بين الفينة والاخرى لإعتداءات واقتحامات من قبل "قوى الامر الواقع" اثناء تغطيتهم للاحداث "المتفاقمة"، ليتحوّل ناقل الحدث والصوت والصورة الى الحدث بعينه...
والمعلوم ان "هذا" الاعلام دائماً ما يتعرض "لإنتكاسات" دورية و"لضربات" موجعة ومؤلمة تهدف الى "رسم الخطوط الحمر" بالدم والتهديد والتهويل والوعيد من اجل "إسكات" الاصوات الحرّة، ولـ"طمس" الحقائق ودفنها بقوة السلاح وعبر ممارسة الضغوط والمطاردات والملاحقات البوليسية, من مؤسس جريدة "الحياة " اللبنانية كامل مروة الذي سقط ضحية آرائه وكتاباته يوم 16 ايار 1966، مروراً بسليم اللوزي ورياض طه، وسمير قصير وجبران تويني، الى محاولة الاغتيال الفاشلة التي طالت الاعلامية مي شدياق في خريف عام 2005، وصولاً الى عشرات المحاولات "الاستخبارية و"القمعية" الجبانة المستمرة في ترهيب المحطات الاعلامية وفي الاعتداء بالضرب على بعض الزملاء وملاحقتهم ومطاردتهم باستخدام اساليب رخيصة وحاقدة معروفة النوايا والخلفيات والاهداف.
اليوم، وفي ظلّ "التخبّط والتوتر" السياسي الذي يمر به لبنان، وفي وقت تتصارع فيه الكتل والقوى السياسية على العديد من الملفات بموازاة لحظة اقليمية حرجة تُنبىء بإنفجار قريب للاوضاع، كثير من السيناريوهات والمعلومات يتم تداولها في الاوساط السياسية والاعلامية، تفيد بأن "مجموعة من الصحافيين والاعلاميين سيكونون في دائرة الاستهداف فيما لو انفجر الوضع الامني والسياسي في البلد"، ولم تستبعد هذه الاوساط تكرار "سيناريو" اقتحام مبنى "اخبارية المستقبل" كما حصل في احداث 7 ايار مصحوباً باعتداءات بالجملة على عدد كبير من الصحافيين المعروفين بانتمائهم لخط سياسي معين".
إخبارية المستقبل القريبة من قوى 14 آذار والرئيس سعد الحريري، كانت قد تعرّضت لاقتحام مسلّح في ايار 2008، ووقعت ضحية "الحقد والقمع" وسياسة كم الافواه، اذ ترافق هذا الاقتحام مع هجوم صاروخي "مدبّر" من قبل الجمعات المسلحة نفسها على مبنى صحيفة المستقبل الواقع في محلة الرملة البيضاء، مصحوباً باعتداءات "ميدانية" على العديد من العاملين في الحقل الاعلامي وفي تغطية الاحداث الجارية آنذاك.
مشاهد تلك "المعارك الدامية" ضدّ حرية الرأي والتعبير في لبنان عكست صورة بائسة وقاتمة عن واقع "الحريات" بمواجهة القوة والعنف والتعدي على المؤسسات والافراد... صور ما تزال شاخصة حتى هذه اللحظة في اذهان الصحافيين والاعلاميين، في وقت عادت الى الواجهة السيناريوهات "المجنونة" التي تُكتب في بعض الصحف، والتي تحذّر من مغبّة "المسّ" بالمقدسات التي لم تتغير، ومن مغبّة الاستمرار بدعم "المحكمة الاسرائيلية الاميركية"، حتى وصلت الامور لدى بعض الاقلام الى التهديد المباشر "من دون قفازات"، والى الايحاء ان مشاهد احداث 7 ايار ستتكرر بصورة اكثر عنفيةً ودموية بشكل او بآخر، من دون استثناء "الاعلام الـ14 الآذاري" الذي لا ينفك عن انتقاد المقاومة واداء قوى الثامن من آذار على الساحة الداخلية".
وفي هذا الاطار، يتمنى الكاتب السياسي في جريدة "السفير" جورج علم ان لا تعاد الكرّة مرة اخرى، وان لا تتكرر مشاهد الاعتداء على الاعلام في شوارع بيروت. معتبراً ان "اثماناً باهظة دفعها الاعلام في كلّ مرة كانت تشهد فيها البلاد توترات امنية او سياسية".
ويبدي علم خشيته من ان "يكون الصحافي الضحية الاولى لأي خلل امني جديد يمكن ان يصيب البلد في هذه الفترة الحساسة"، متوجّهاً الى "الجهات المعنية" بأن تُبقي "الاعلام بعيداً عن الصراعات وعن تصفية الحسابات بين الافرقاء المتخاصمين، على اعتبار انه المرآة الحقيقة والحضارية للبنان، وبالتالي يجب ابقائه محترماً ومكرماً، ووضعه برتبة المقدسات وبمنأى عن اي اعتداءات او اساءات، لأن اي اساءة للاعلام هي اساءة اجرامية ومسيئة الى كل المعنويات والمثل العليا والى كل المبادىء، فالصحافي هو رجل فكر وقلم وصاحب رسالة لا اكثر ولا اقل".
علم الذي حرص على توجيه كلامه الى كل وسائل الاعلام دون الاشارة الى اي جهة او فريق، يلفت الى انه و"في نهاية المطاف اذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن الجسم الصحفي في لبنان سيستمر في دفع الاثمان على كل المستويات، وهذا من شأنه ان ينعكس سلباً على واقعنا المهني بشكل اساسي".
من جهة اخرى، يرفض المحلل السياسي في جريدة "النهار" راجح الخوري التوجّه الى الجهات التي تُهدد الاعلام بصورة مستمرة، معتبراً ان "وسائل الاعلام دائماً ما تتعرض لاعتداءات وانتكاسات، منذ ايام جمال باشا وحتى هذه اللحظة، اذ دفع العديد من الصحافيين ثمن انخراطهم في العمل الوطني والسياسي، مما ادى الى سقوط مجموعة كبيرة من الشهداء في الحقل الصحفي، وجريدة النهار نالت نصيبها من هذه الهجمة عام 2005، عندما اغتيل كلّ من سمير قصير وجبران تويني".
ويتمنى الخوري ان "يُنظر الى الصحافة على انها صحافة رأي لا مسدسات، وان الناس التي تمسك القلم هي غير الناس التي تستعمل الاسلحة"، داعياً الى "ترك فسحة من الحوار والأمل لمعالجة الامور من خلال الكلمة وليس عبر العنف والدم والتهديد"، مُبدياً امله في ان "يكون الجميع قد تعّلم واستقى الدورس والعبر من التجارب السابقة، ومن احداث السابع من ايار 2008 عندما تم الاعتداء على الاعلام، على ان لا تتكرر هذه المشاهد مرة اخرى".
ووسط هذا القلق المصحوب "بهواجس" من امكانية الانقضاض مجدداً على الاعلام، كلام مؤثر للاعلامية سحر الخطيب قالته عام 2008 اثر اقفال "اخبار المستقبل" كان وقعه اقوى من اصوات الرصاصات والقذائف التي انهالت من كل حدب وصوب، اذ طلبت حينها من كل العاملين في المبنى البقاء في الاستيديوهات وفتح البث مباشرةً على الهواء امام اعين الناس ومسامعهم "فليدخلوا علينا لترى الناس ما سوف يفعلون بنا، الصوت لا يخنق ولا يتوقف ولن تخطفه يد طاغية، هذا الصوت لم ولن يسكت(...)صوتي انا مين بيمثلو؟، صوت بيروت واهلها مين بيمثلو؟، بيروت التي فتحت لكم بيوتها واحتضنتكم في اوقات الشدة، (...) ولهذا لن نسكت، وصوتنا رح يودي ولن نسكت وانتم تعرفون هذا الكلام"...
الى ذلك... تقول الزميلة سحر:"في جسم الانسان هناك شيئان لا يلمسان، الروح والصوت، وهذه حكمة من حكم الله، ولكن هل فعلاً فكرتم فيما تفعلون؟، فأنتم لم تخرجوا فقط من القانون، بل خرجتم من قلوب الناس التي آمنت بكم؟" نعم، خرجوا من قلوبهم وعقولهم ايضاً لأنهم تخطوا حدودهم في التعاطي، ولم يعد مسموحاً ان يبقى في لبنان من يتطاول على سلاح الكلمة الحرة والجريئة"... ويبقى السؤال مجرد سؤال: "هل يتعرض الاعلام الى 7 ايار جديد؟؟، ومن يحمي الصحافيين والاعلاميين من اي "عملية جراحية" جديدة في شوارع بيروت ودهاليزها؟..
سلمان العنداري
والمعلوم ان "هذا" الاعلام دائماً ما يتعرض "لإنتكاسات" دورية و"لضربات" موجعة ومؤلمة تهدف الى "رسم الخطوط الحمر" بالدم والتهديد والتهويل والوعيد من اجل "إسكات" الاصوات الحرّة، ولـ"طمس" الحقائق ودفنها بقوة السلاح وعبر ممارسة الضغوط والمطاردات والملاحقات البوليسية, من مؤسس جريدة "الحياة " اللبنانية كامل مروة الذي سقط ضحية آرائه وكتاباته يوم 16 ايار 1966، مروراً بسليم اللوزي ورياض طه، وسمير قصير وجبران تويني، الى محاولة الاغتيال الفاشلة التي طالت الاعلامية مي شدياق في خريف عام 2005، وصولاً الى عشرات المحاولات "الاستخبارية و"القمعية" الجبانة المستمرة في ترهيب المحطات الاعلامية وفي الاعتداء بالضرب على بعض الزملاء وملاحقتهم ومطاردتهم باستخدام اساليب رخيصة وحاقدة معروفة النوايا والخلفيات والاهداف.
اليوم، وفي ظلّ "التخبّط والتوتر" السياسي الذي يمر به لبنان، وفي وقت تتصارع فيه الكتل والقوى السياسية على العديد من الملفات بموازاة لحظة اقليمية حرجة تُنبىء بإنفجار قريب للاوضاع، كثير من السيناريوهات والمعلومات يتم تداولها في الاوساط السياسية والاعلامية، تفيد بأن "مجموعة من الصحافيين والاعلاميين سيكونون في دائرة الاستهداف فيما لو انفجر الوضع الامني والسياسي في البلد"، ولم تستبعد هذه الاوساط تكرار "سيناريو" اقتحام مبنى "اخبارية المستقبل" كما حصل في احداث 7 ايار مصحوباً باعتداءات بالجملة على عدد كبير من الصحافيين المعروفين بانتمائهم لخط سياسي معين".
إخبارية المستقبل القريبة من قوى 14 آذار والرئيس سعد الحريري، كانت قد تعرّضت لاقتحام مسلّح في ايار 2008، ووقعت ضحية "الحقد والقمع" وسياسة كم الافواه، اذ ترافق هذا الاقتحام مع هجوم صاروخي "مدبّر" من قبل الجمعات المسلحة نفسها على مبنى صحيفة المستقبل الواقع في محلة الرملة البيضاء، مصحوباً باعتداءات "ميدانية" على العديد من العاملين في الحقل الاعلامي وفي تغطية الاحداث الجارية آنذاك.
مشاهد تلك "المعارك الدامية" ضدّ حرية الرأي والتعبير في لبنان عكست صورة بائسة وقاتمة عن واقع "الحريات" بمواجهة القوة والعنف والتعدي على المؤسسات والافراد... صور ما تزال شاخصة حتى هذه اللحظة في اذهان الصحافيين والاعلاميين، في وقت عادت الى الواجهة السيناريوهات "المجنونة" التي تُكتب في بعض الصحف، والتي تحذّر من مغبّة "المسّ" بالمقدسات التي لم تتغير، ومن مغبّة الاستمرار بدعم "المحكمة الاسرائيلية الاميركية"، حتى وصلت الامور لدى بعض الاقلام الى التهديد المباشر "من دون قفازات"، والى الايحاء ان مشاهد احداث 7 ايار ستتكرر بصورة اكثر عنفيةً ودموية بشكل او بآخر، من دون استثناء "الاعلام الـ14 الآذاري" الذي لا ينفك عن انتقاد المقاومة واداء قوى الثامن من آذار على الساحة الداخلية".
وفي هذا الاطار، يتمنى الكاتب السياسي في جريدة "السفير" جورج علم ان لا تعاد الكرّة مرة اخرى، وان لا تتكرر مشاهد الاعتداء على الاعلام في شوارع بيروت. معتبراً ان "اثماناً باهظة دفعها الاعلام في كلّ مرة كانت تشهد فيها البلاد توترات امنية او سياسية".
ويبدي علم خشيته من ان "يكون الصحافي الضحية الاولى لأي خلل امني جديد يمكن ان يصيب البلد في هذه الفترة الحساسة"، متوجّهاً الى "الجهات المعنية" بأن تُبقي "الاعلام بعيداً عن الصراعات وعن تصفية الحسابات بين الافرقاء المتخاصمين، على اعتبار انه المرآة الحقيقة والحضارية للبنان، وبالتالي يجب ابقائه محترماً ومكرماً، ووضعه برتبة المقدسات وبمنأى عن اي اعتداءات او اساءات، لأن اي اساءة للاعلام هي اساءة اجرامية ومسيئة الى كل المعنويات والمثل العليا والى كل المبادىء، فالصحافي هو رجل فكر وقلم وصاحب رسالة لا اكثر ولا اقل".
علم الذي حرص على توجيه كلامه الى كل وسائل الاعلام دون الاشارة الى اي جهة او فريق، يلفت الى انه و"في نهاية المطاف اذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن الجسم الصحفي في لبنان سيستمر في دفع الاثمان على كل المستويات، وهذا من شأنه ان ينعكس سلباً على واقعنا المهني بشكل اساسي".
من جهة اخرى، يرفض المحلل السياسي في جريدة "النهار" راجح الخوري التوجّه الى الجهات التي تُهدد الاعلام بصورة مستمرة، معتبراً ان "وسائل الاعلام دائماً ما تتعرض لاعتداءات وانتكاسات، منذ ايام جمال باشا وحتى هذه اللحظة، اذ دفع العديد من الصحافيين ثمن انخراطهم في العمل الوطني والسياسي، مما ادى الى سقوط مجموعة كبيرة من الشهداء في الحقل الصحفي، وجريدة النهار نالت نصيبها من هذه الهجمة عام 2005، عندما اغتيل كلّ من سمير قصير وجبران تويني".
ويتمنى الخوري ان "يُنظر الى الصحافة على انها صحافة رأي لا مسدسات، وان الناس التي تمسك القلم هي غير الناس التي تستعمل الاسلحة"، داعياً الى "ترك فسحة من الحوار والأمل لمعالجة الامور من خلال الكلمة وليس عبر العنف والدم والتهديد"، مُبدياً امله في ان "يكون الجميع قد تعّلم واستقى الدورس والعبر من التجارب السابقة، ومن احداث السابع من ايار 2008 عندما تم الاعتداء على الاعلام، على ان لا تتكرر هذه المشاهد مرة اخرى".
ووسط هذا القلق المصحوب "بهواجس" من امكانية الانقضاض مجدداً على الاعلام، كلام مؤثر للاعلامية سحر الخطيب قالته عام 2008 اثر اقفال "اخبار المستقبل" كان وقعه اقوى من اصوات الرصاصات والقذائف التي انهالت من كل حدب وصوب، اذ طلبت حينها من كل العاملين في المبنى البقاء في الاستيديوهات وفتح البث مباشرةً على الهواء امام اعين الناس ومسامعهم "فليدخلوا علينا لترى الناس ما سوف يفعلون بنا، الصوت لا يخنق ولا يتوقف ولن تخطفه يد طاغية، هذا الصوت لم ولن يسكت(...)صوتي انا مين بيمثلو؟، صوت بيروت واهلها مين بيمثلو؟، بيروت التي فتحت لكم بيوتها واحتضنتكم في اوقات الشدة، (...) ولهذا لن نسكت، وصوتنا رح يودي ولن نسكت وانتم تعرفون هذا الكلام"...
الى ذلك... تقول الزميلة سحر:"في جسم الانسان هناك شيئان لا يلمسان، الروح والصوت، وهذه حكمة من حكم الله، ولكن هل فعلاً فكرتم فيما تفعلون؟، فأنتم لم تخرجوا فقط من القانون، بل خرجتم من قلوب الناس التي آمنت بكم؟" نعم، خرجوا من قلوبهم وعقولهم ايضاً لأنهم تخطوا حدودهم في التعاطي، ولم يعد مسموحاً ان يبقى في لبنان من يتطاول على سلاح الكلمة الحرة والجريئة"... ويبقى السؤال مجرد سؤال: "هل يتعرض الاعلام الى 7 ايار جديد؟؟، ومن يحمي الصحافيين والاعلاميين من اي "عملية جراحية" جديدة في شوارع بيروت ودهاليزها؟..
سلمان العنداري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق