المخدرات، الآفة المزمنة التي تستفحل وتنخر في المجتمع اللبناني والعربي، آخذةً في الازدياد في اوساط الشباب، حيث تنتشر المواد المخدرة بكثافة وبسهولة في متناول نسبة كبيرة منهم، في ظل محاولات الدولة والاجهزة الامنية والجمعيات الاهلية والمدنية لمعالجة هذه الظاهرة قبل وقوع الكارثة وفوات الآوان.
بدأ جورج بتعاطي الحشيشة في عمر 14 سنة، إثر "نصيحة " صديقه الذي يكبره سنّاً بضرورة تجربتها، "كان يوماً حاراً اثناء العطلة الصيفية، عندما عرض عليّ صديقي تدخين سيجارة ملغومة بالمواد المخدّرة التي تُطلق المخيلة وتساعد على الاسترخاء والشعور بالبهجة والفرح"، ومذذاك تكررت "مغامرات التدخين" وجلسات "الزهزهة" مع جورج واصدقائه، ليخوض الشاب في سن الـ 21 غمار "الهيرويين" باعتباره "اقوى من حيث المفعول والتأثير"، فانقلبت حياته رأساً على عقب.
رواية جورج واحدة من مئات القصص المختبئة بين الاحياء والازقة والقرى والمدن وعلب الليل وفي جلسات السمر، فالمخدرات تغزو واقعنا وتفتك بالفئات الشبابية التي يُفترض بها ان تقود البلاد نحو التغيير وضفة الخلاص. هذا الواقع دفع بمؤسسات الدولة والمجتمع المدني، وبعض الاحزاب السياسية الى دقّ ناقوس الخطر، واعلان الحرب على المخدرات، في محاولة لمحاصرة هذه الموجة المدمّرة، ومواجهة هذا الانفلات عبر المزيد من الوقاية والتوعية والتشدد.
الادمان ومراكز العلاج
دخلت جمعية "الشبيبة لمكافحة المخدرات" (JCD) على خط الحرب الشرسة على المخدرات وإدمانها، اذ تعمل منذ عام 1994 على مكافحة الادمان عبر التوعية واستقبال المدمنين واعادة تأهيلهم ومتابعتهم في مركز العلاج الذي تديره في جونيه، لتمكينهم من الاندماج مجدداً في المجتمع. ويشير رئيس الجمعية ايلي لحود الى ان "اكثر من 95% من الاشخاص الذين خضعوا للعلاج في المركز كانوا يتعاطون الهيرويين في شكل اساسي، وعملنا على اعادة المدمن الى حالته الطبيعية والمستقرة بعد تمضيته فترة تأهيل في اشراف فريق عمل متخصص".
ويلفت لحود الى ان "الجمعية خرّجت أخيراً 26 شخصاً أنهوا فترة علاجهم، في حضور وزير العدل ابرهيم نجار، وقُدّمت لهم شهادات توصية رمزية من شأنها ان تمدّهم بالدعم المعنوي في حياتهم الجديدة الخالية من الادمان، على ان تجري متابعتهم عن كثب خلال الفترة اللاحقة". يُذكر انه خلال عام 2008 استقبل المركز اكثر من 54 شخصاً، بينهم 32 تلقّوا العلاج وانهوا فترة التأهيل، وتراوحت اعمار غالبية الزائرين ما بين 19 و54 سنة، بينهم 49 شخصاً بدأوا التعاطي بين سن 13 و18 سنة، بينما تلقّى اكثر من 77 شخصاً العلاج نفسه في 2009. ويُعتبر مركز JCD واحداً من مراكز العلاج القليلة التي تعمل في لبنان بمبادرات خاصة من الجمعيات. وفي هذا السياق يعتبر لحود ان "لا معايير واضحة لتلك المراكز لأن بعضها لا يتمتع بالاهلية ولا يلتزم أدنى الشروط المطلوبة لاستقبال المدمنين وعلاجهم"، مُطالباً "وزارات الداخلية والصحة والشؤون الاجتماعية والعدل بوضع معايير صارمة وواضحة من شأنها رفع مستوى تلك المراكز وتحسين ادائها، لأن اي اخلال في تطبيق البرامج من شأنه ان يُؤثر سلباً على المدمنين".من جهته،
يوافق رئيس مكتب مكافحة المخدرات العقيد عادل مشموشي على كلام لحود، ويعترف بـ "قصور الدولة وعجزها عن مراقبة اداء المراكز العلاجية"، مُطالباً باعتماد الموضوعية في تقويم تلك المراكز والجمعيات المتخصصة بالتوعية، او تلك التي تزعم انها مهتمة بقضايا الرعاية والعلاج "لأن عدم اهلية بعضها من شأنه ان يؤدي الى نتائج كارثية، الامر الذي يدفع الجهات الرسمية الى سحب التراخيص من كل جمعية لا يتوافر فيها الحد الادنى من التجهيزات والبرامج، والتي لا تنجح في نقل المدمن العادي خلال فترة علاجه من حالة الادمان الى حالة الشفاء التام".ويتوجّه مشموشي بالتقدير الى المجتمع المدني الذي يلعب دوراً فاعلاً في مكافحة المخدرات بالتعاون مع الدولة "على ان يتم في المستقبل القريب إنشاء مركز علاجي رسمي ومجاني للمدمنين، يخضع فيه الفرد لعلاج طبي وآخر اجتماعي ونفسي لتخفيف حدة العوامل التي ادّت ونتجت عن تعاطيه المستمر للمخدرات، وصولاً الى اندماجه في مجتمعه ومحيطه من جديد".
مكافحة المخدرات... من اولويات الاحزاب؟
اما الاحزاب التي عادةً ما تتلهى بصراعاتها السياسية والمصلحية على السلطة، فقد وجدت نفسها معنية بمكافحة المخدرات بعد تحوّل هذه الظاهرة قنبلة موقوتة يمكن ان تنفجر في اي لحظة، باعتبار ان كل تخاذل في هذا الموضوع من شأنه ان يعرّض الامن الاجتماعي لخطر الانهيار. "حزب الله" من الاحزاب التي ادرجت محاربة المخدرات في سلم الاولويات السياسية والاجتماعية عبر حملة "النظام من الايمان" التي اطلقها الحزب اواخر العام الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد تفشّي تعاطي المواد المخدرة بين الشباب، من الادوية والحبوب المهلوسة وصولاً الى تنشق مادة "التينر" والهيرويين والكوكايين، الامر الذي دفع بالامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الى تناول الظاهرة التي تغزو "المجتمع المقاوم" عبر الاعلام، لافتاً الى "فرضية ان تكون اسرائيل وراء انتشارها".
من جهة اخرى، نشط الحزب التقدمي الاشتراكي بقوة على هذا الصعيد بعد استشعاره الارتفاع الحاد في نسبة تعاطي الممنوعات في قرى الشوف، اذ سجلت في الاشهر الماضية اكثر من حالة وفاة بجرعات زائدة، كما ضبط عدد كبير من الشبان بتعاطي الحشيشة في السهرات والتجمعات. هذه الامور شجّعت الحزب، بالتعاون مع الجمعيات الاهلية والنسائية والبلديات والمؤسسات المختصة، على اطلاق حملة عنوانها "غفلة الاهل يقظة المخدرات" في محاولة لـ "منع هذه الآفة من دهم البيوت وتفكيك الاسر وتدمير المجتمعات".هذه المبادرات لاقت ترحيباً كبيراً من الجهات الرسمية التي ابدت استعدادها للتعاون مع اي جهة سياسية في محاربة المخدرات، "على امل ان تتحسن الظروف التي تمر بها البلاد، باعتبار ان تردي وتشنّج الاوضاع الداخلية من شأنهما الحدّ من طموحاتنا في مكافحة هذه الآفة"، مع التأكيد الا غطاء سياسياً لأي ضالع في قضايا المخدرات، "لانه لا يمكن لأي طرف سياسي او حزبي ان يتجرّأ ويحمي تاجراً او مروّجاً ما يقوم به عمل ساقط لا يرتقي الى القيم الانسانية او الاخلاقية بأي شكل من الاشكال".
"اكستاسي"... وسهرات صاخبة
في عدد من النوادي الليلية التي "استضافت" سهرات صاخبة ضجت بها البلاد خلال الصيف، ترددت معلومات عن تعاطي حبوب "اكستاسي" المنشّطة من الشباب وعلى مرأى من القوى الامنية... كلام لا ينفيه مشموشي الذي يؤكد الا معطيات دقيقة وحسية متوافرة في هذا الموضوع، الا ان "المكتب يقوم بواجبه في هذا السياق، وهو عادةً يرسل الى نوادي السهر والحفلات الكبرى دوريات سرية باللباس المدني لترصّد ما اذا كان الشباب يتعاطون المخدرات، وقد القي القبض على اكثر من 8 اشخاص هذا الصيف ضُبطوا يتناولون هذه الاقراص الصغيرة اثناء حضورهم تلك السهرات".والـ "اكستاسي" التي دخلت القاموس اللبناني منذ مدة، هي حبوب منشّطة تمنح شعوراً قوياً بالسعادة والنشاط والحيوية، الا انه بعد انتهاء مفعولها بساعات يشعر المرء بالتعاسة والاحباط والكآبة والتعب الشديد، مما يستدعي تعاطيها باستمرار لدوام الشعور بالاستقرار والتوازن من جديد، مما يؤدي الى إدمانها الشديد. ويُشار الى ان القوى الامنية تمكنت عام 2009 من ضبط اكثر من 17312 حبة "اكستاسي".
متى تُكسر الحلقة المُفرغة؟
وسط هذه الصورة الضبابية، يعتبر لحود ان حلقة المخدرات المفرغة تتطلب وقتاً لكي تُكسر "فنحن في حاجة الى مزيد من تضافر الجهود للسيطرة على هذه المشكلة المتفاقمة". اما مشموشي فيتوجّه الى كل شاب وشابة بدعوة الى "عدم الدخول في متاهة المخدرات لأنها مادة مهلكة ومميتة، ولأن تعاطيها وإدمانها اشبه بالانتحار البطيء"، محذراً الشباب من "الانجرار وراء حبّ التجربة، فلا تكونوا جزءاً من جحيمها ومضارها".وبالعودة الى جورج، فالشاب الذي يبلغ اليوم 28 سنة، عاد الى الحياة الطبيعية من جديد مستعيداً صحته النفسية والبدنية وقدرته على التفاعل مع المحيط بعد دخوله مركزاً خاصاً للعلاج والتأهيل "فتخلّصت من السموم ومن عقدة الادمان التي بدأت بسيجارة وانتهت بنوبات حادة من اليأس والاحباط ومحاولات الانتحار أكثر من مرة"، مبرزاً اقتناعه ان "تعاطي المخدرات هروب غير مجدٍ الى الامام".
التقرير الاميركي عن المخدرات:لبنان دولة "ترانزيت" للكوكايين والهيرويين
جاء في التقرير السنوي عن مكافحة المخدرات في العالم لعام 2009 الصادر عن وزارة الخارجية الاميركية ان لبنان ليس من الدول الرئيسية التي تنتج المخدرات او تتاجر بها، لكن انتاج القنب لا يزال مستمراً، وان استهلاك المخدرات ازداد، وخصوصاً في صفوف الشباب.ونسب التقرير الى مسؤولين كبار في قوى الامن الداخلي ان "مكافحة المخدرات تأتي في المرتبة الثانية من اولوياتهم بعد مكافحة الارهاب"، وان اكثر انتاج القنب والافيون في سهل البقاع قد أتلف، معتبراً ان الخطوة "تطوّر مهم، لأن الحكومة اللبنانية لم تقم، بين عامي 2005 و2007، بأي عمليات جدية لإتلاف المخدرات لإنشغال الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي بمواجهة تحديات امنية ناتجة عن حرب تموز 2006 والقتال في نهر البارد". ولفت التقرير الى ان الزيادة النسبية في انتاج القنب في لبنان تعود الى عام 2005 "لاقتناع المنتجين بأن الحكومة لن تتلف ما يزرعونه (...). ففي المناطق النائية حيث تتوافر الخيارات الاقتصادية المتوافرة محدودة، لا يزال زرع نبات المخدرات الممنوعة خياراً جذاباً".وتحدث التقرير عن استمرار عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود اللبنانية – السورية و"الخط الازرق"، اذ يستخدم لبنان كدولة "ترانزيت" للكوكايين والهيرويين، حيث يعمل مواطنون لبنانيون في تجارة المخدرات من كولومبيا وجنوب اميركا".
سلمان العنداري - مقالة سابقة نشرت في نهار الشباب اللبنانية
بدأ جورج بتعاطي الحشيشة في عمر 14 سنة، إثر "نصيحة " صديقه الذي يكبره سنّاً بضرورة تجربتها، "كان يوماً حاراً اثناء العطلة الصيفية، عندما عرض عليّ صديقي تدخين سيجارة ملغومة بالمواد المخدّرة التي تُطلق المخيلة وتساعد على الاسترخاء والشعور بالبهجة والفرح"، ومذذاك تكررت "مغامرات التدخين" وجلسات "الزهزهة" مع جورج واصدقائه، ليخوض الشاب في سن الـ 21 غمار "الهيرويين" باعتباره "اقوى من حيث المفعول والتأثير"، فانقلبت حياته رأساً على عقب.
رواية جورج واحدة من مئات القصص المختبئة بين الاحياء والازقة والقرى والمدن وعلب الليل وفي جلسات السمر، فالمخدرات تغزو واقعنا وتفتك بالفئات الشبابية التي يُفترض بها ان تقود البلاد نحو التغيير وضفة الخلاص. هذا الواقع دفع بمؤسسات الدولة والمجتمع المدني، وبعض الاحزاب السياسية الى دقّ ناقوس الخطر، واعلان الحرب على المخدرات، في محاولة لمحاصرة هذه الموجة المدمّرة، ومواجهة هذا الانفلات عبر المزيد من الوقاية والتوعية والتشدد.
الادمان ومراكز العلاج
دخلت جمعية "الشبيبة لمكافحة المخدرات" (JCD) على خط الحرب الشرسة على المخدرات وإدمانها، اذ تعمل منذ عام 1994 على مكافحة الادمان عبر التوعية واستقبال المدمنين واعادة تأهيلهم ومتابعتهم في مركز العلاج الذي تديره في جونيه، لتمكينهم من الاندماج مجدداً في المجتمع. ويشير رئيس الجمعية ايلي لحود الى ان "اكثر من 95% من الاشخاص الذين خضعوا للعلاج في المركز كانوا يتعاطون الهيرويين في شكل اساسي، وعملنا على اعادة المدمن الى حالته الطبيعية والمستقرة بعد تمضيته فترة تأهيل في اشراف فريق عمل متخصص".
ويلفت لحود الى ان "الجمعية خرّجت أخيراً 26 شخصاً أنهوا فترة علاجهم، في حضور وزير العدل ابرهيم نجار، وقُدّمت لهم شهادات توصية رمزية من شأنها ان تمدّهم بالدعم المعنوي في حياتهم الجديدة الخالية من الادمان، على ان تجري متابعتهم عن كثب خلال الفترة اللاحقة". يُذكر انه خلال عام 2008 استقبل المركز اكثر من 54 شخصاً، بينهم 32 تلقّوا العلاج وانهوا فترة التأهيل، وتراوحت اعمار غالبية الزائرين ما بين 19 و54 سنة، بينهم 49 شخصاً بدأوا التعاطي بين سن 13 و18 سنة، بينما تلقّى اكثر من 77 شخصاً العلاج نفسه في 2009. ويُعتبر مركز JCD واحداً من مراكز العلاج القليلة التي تعمل في لبنان بمبادرات خاصة من الجمعيات. وفي هذا السياق يعتبر لحود ان "لا معايير واضحة لتلك المراكز لأن بعضها لا يتمتع بالاهلية ولا يلتزم أدنى الشروط المطلوبة لاستقبال المدمنين وعلاجهم"، مُطالباً "وزارات الداخلية والصحة والشؤون الاجتماعية والعدل بوضع معايير صارمة وواضحة من شأنها رفع مستوى تلك المراكز وتحسين ادائها، لأن اي اخلال في تطبيق البرامج من شأنه ان يُؤثر سلباً على المدمنين".من جهته،
يوافق رئيس مكتب مكافحة المخدرات العقيد عادل مشموشي على كلام لحود، ويعترف بـ "قصور الدولة وعجزها عن مراقبة اداء المراكز العلاجية"، مُطالباً باعتماد الموضوعية في تقويم تلك المراكز والجمعيات المتخصصة بالتوعية، او تلك التي تزعم انها مهتمة بقضايا الرعاية والعلاج "لأن عدم اهلية بعضها من شأنه ان يؤدي الى نتائج كارثية، الامر الذي يدفع الجهات الرسمية الى سحب التراخيص من كل جمعية لا يتوافر فيها الحد الادنى من التجهيزات والبرامج، والتي لا تنجح في نقل المدمن العادي خلال فترة علاجه من حالة الادمان الى حالة الشفاء التام".ويتوجّه مشموشي بالتقدير الى المجتمع المدني الذي يلعب دوراً فاعلاً في مكافحة المخدرات بالتعاون مع الدولة "على ان يتم في المستقبل القريب إنشاء مركز علاجي رسمي ومجاني للمدمنين، يخضع فيه الفرد لعلاج طبي وآخر اجتماعي ونفسي لتخفيف حدة العوامل التي ادّت ونتجت عن تعاطيه المستمر للمخدرات، وصولاً الى اندماجه في مجتمعه ومحيطه من جديد".
مكافحة المخدرات... من اولويات الاحزاب؟
اما الاحزاب التي عادةً ما تتلهى بصراعاتها السياسية والمصلحية على السلطة، فقد وجدت نفسها معنية بمكافحة المخدرات بعد تحوّل هذه الظاهرة قنبلة موقوتة يمكن ان تنفجر في اي لحظة، باعتبار ان كل تخاذل في هذا الموضوع من شأنه ان يعرّض الامن الاجتماعي لخطر الانهيار. "حزب الله" من الاحزاب التي ادرجت محاربة المخدرات في سلم الاولويات السياسية والاجتماعية عبر حملة "النظام من الايمان" التي اطلقها الحزب اواخر العام الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد تفشّي تعاطي المواد المخدرة بين الشباب، من الادوية والحبوب المهلوسة وصولاً الى تنشق مادة "التينر" والهيرويين والكوكايين، الامر الذي دفع بالامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الى تناول الظاهرة التي تغزو "المجتمع المقاوم" عبر الاعلام، لافتاً الى "فرضية ان تكون اسرائيل وراء انتشارها".
من جهة اخرى، نشط الحزب التقدمي الاشتراكي بقوة على هذا الصعيد بعد استشعاره الارتفاع الحاد في نسبة تعاطي الممنوعات في قرى الشوف، اذ سجلت في الاشهر الماضية اكثر من حالة وفاة بجرعات زائدة، كما ضبط عدد كبير من الشبان بتعاطي الحشيشة في السهرات والتجمعات. هذه الامور شجّعت الحزب، بالتعاون مع الجمعيات الاهلية والنسائية والبلديات والمؤسسات المختصة، على اطلاق حملة عنوانها "غفلة الاهل يقظة المخدرات" في محاولة لـ "منع هذه الآفة من دهم البيوت وتفكيك الاسر وتدمير المجتمعات".هذه المبادرات لاقت ترحيباً كبيراً من الجهات الرسمية التي ابدت استعدادها للتعاون مع اي جهة سياسية في محاربة المخدرات، "على امل ان تتحسن الظروف التي تمر بها البلاد، باعتبار ان تردي وتشنّج الاوضاع الداخلية من شأنهما الحدّ من طموحاتنا في مكافحة هذه الآفة"، مع التأكيد الا غطاء سياسياً لأي ضالع في قضايا المخدرات، "لانه لا يمكن لأي طرف سياسي او حزبي ان يتجرّأ ويحمي تاجراً او مروّجاً ما يقوم به عمل ساقط لا يرتقي الى القيم الانسانية او الاخلاقية بأي شكل من الاشكال".
"اكستاسي"... وسهرات صاخبة
في عدد من النوادي الليلية التي "استضافت" سهرات صاخبة ضجت بها البلاد خلال الصيف، ترددت معلومات عن تعاطي حبوب "اكستاسي" المنشّطة من الشباب وعلى مرأى من القوى الامنية... كلام لا ينفيه مشموشي الذي يؤكد الا معطيات دقيقة وحسية متوافرة في هذا الموضوع، الا ان "المكتب يقوم بواجبه في هذا السياق، وهو عادةً يرسل الى نوادي السهر والحفلات الكبرى دوريات سرية باللباس المدني لترصّد ما اذا كان الشباب يتعاطون المخدرات، وقد القي القبض على اكثر من 8 اشخاص هذا الصيف ضُبطوا يتناولون هذه الاقراص الصغيرة اثناء حضورهم تلك السهرات".والـ "اكستاسي" التي دخلت القاموس اللبناني منذ مدة، هي حبوب منشّطة تمنح شعوراً قوياً بالسعادة والنشاط والحيوية، الا انه بعد انتهاء مفعولها بساعات يشعر المرء بالتعاسة والاحباط والكآبة والتعب الشديد، مما يستدعي تعاطيها باستمرار لدوام الشعور بالاستقرار والتوازن من جديد، مما يؤدي الى إدمانها الشديد. ويُشار الى ان القوى الامنية تمكنت عام 2009 من ضبط اكثر من 17312 حبة "اكستاسي".
متى تُكسر الحلقة المُفرغة؟
وسط هذه الصورة الضبابية، يعتبر لحود ان حلقة المخدرات المفرغة تتطلب وقتاً لكي تُكسر "فنحن في حاجة الى مزيد من تضافر الجهود للسيطرة على هذه المشكلة المتفاقمة". اما مشموشي فيتوجّه الى كل شاب وشابة بدعوة الى "عدم الدخول في متاهة المخدرات لأنها مادة مهلكة ومميتة، ولأن تعاطيها وإدمانها اشبه بالانتحار البطيء"، محذراً الشباب من "الانجرار وراء حبّ التجربة، فلا تكونوا جزءاً من جحيمها ومضارها".وبالعودة الى جورج، فالشاب الذي يبلغ اليوم 28 سنة، عاد الى الحياة الطبيعية من جديد مستعيداً صحته النفسية والبدنية وقدرته على التفاعل مع المحيط بعد دخوله مركزاً خاصاً للعلاج والتأهيل "فتخلّصت من السموم ومن عقدة الادمان التي بدأت بسيجارة وانتهت بنوبات حادة من اليأس والاحباط ومحاولات الانتحار أكثر من مرة"، مبرزاً اقتناعه ان "تعاطي المخدرات هروب غير مجدٍ الى الامام".
التقرير الاميركي عن المخدرات:لبنان دولة "ترانزيت" للكوكايين والهيرويين
جاء في التقرير السنوي عن مكافحة المخدرات في العالم لعام 2009 الصادر عن وزارة الخارجية الاميركية ان لبنان ليس من الدول الرئيسية التي تنتج المخدرات او تتاجر بها، لكن انتاج القنب لا يزال مستمراً، وان استهلاك المخدرات ازداد، وخصوصاً في صفوف الشباب.ونسب التقرير الى مسؤولين كبار في قوى الامن الداخلي ان "مكافحة المخدرات تأتي في المرتبة الثانية من اولوياتهم بعد مكافحة الارهاب"، وان اكثر انتاج القنب والافيون في سهل البقاع قد أتلف، معتبراً ان الخطوة "تطوّر مهم، لأن الحكومة اللبنانية لم تقم، بين عامي 2005 و2007، بأي عمليات جدية لإتلاف المخدرات لإنشغال الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي بمواجهة تحديات امنية ناتجة عن حرب تموز 2006 والقتال في نهر البارد". ولفت التقرير الى ان الزيادة النسبية في انتاج القنب في لبنان تعود الى عام 2005 "لاقتناع المنتجين بأن الحكومة لن تتلف ما يزرعونه (...). ففي المناطق النائية حيث تتوافر الخيارات الاقتصادية المتوافرة محدودة، لا يزال زرع نبات المخدرات الممنوعة خياراً جذاباً".وتحدث التقرير عن استمرار عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود اللبنانية – السورية و"الخط الازرق"، اذ يستخدم لبنان كدولة "ترانزيت" للكوكايين والهيرويين، حيث يعمل مواطنون لبنانيون في تجارة المخدرات من كولومبيا وجنوب اميركا".
سلمان العنداري - مقالة سابقة نشرت في نهار الشباب اللبنانية
هذه الآفة تطارد الأطفال كما الكبار، وقد شاهدت تقريرا للNew Tv، حول تعاطي الأطفال في بعض المدارس.
ردحذفكما وأنني ارتدت إحدى المدارس، في الإبتدائية، خارج لبنان، وكان يشيع دوما خبر القبض على المواد المخدرة لدى الطلاب...
شيء مخيف فعلا، لكنك ذكرت مثالا أن الدخان، يساهم في نشر هذه الآفة، ليتنا نستطيع التخلص من الإثنتين معا
:)
شكراً ضحى
ردحذفالمخدرات تقتلنا بصمت
لدي الكثير من المعلومات عن تعاطي المخدرات بشكل كبير جداً في المناق اللبنانية كافةً
المهم ان نعمل معاً لنشر مزيد من التوعية
ولحث كل المجتمع على محاربة هذه الظاهرة
خلال الحرب الأهلية كانت المخدرات منتشرة بشكل كبير بين المقاتلين فكون الأحزاب تحاول القضاء على هذه الآفة ممكن و لكن داخل ابناء الطائفة او المنطقة التي ينتمي اليها الحزب و ليس تجارة المخدرات بالمطلق على صعيد البلد
ردحذف