لوحة السيدة العذراء وابنها يسوع ... للفنانة هني ابو الحسن ... |
قدّمت الفنانة التشكيلية هني ابو الحسن لكنيسة السيدة – حمانا (بلدة جبلية لبنانية) بمناسبة عيد الميلاد وحلول السنة الجديدة، لوحةً زيتية للسيدة مريم العذراء والسيد المسيح في قداس جامع.
اللوحة التي تظهر فيها السيدة العذراء والسيد المسيح، والتي قدّمتها ابو الحسن للكنيسة الجبلية، تعني المحبة المتجسّدة في الأم والطفل، كما تعني الحياة السعيدة والهادئة والهانئة، والتربية الصحيحة المبنية على اسس وركائز قوية.
"فلتكن لوحتي عبارة عن لبنان الذي اريد، او بالأحرى لبنان الذي نريد، لبنان العيش المشترك والتعاون والتضامن والمحبة و المصالحات وطي صفحة الماضي، لبنان التسامح والسعادة والتطور والرقي والحضارة، لبنان الجبل بمسيحييه ومسلميه. لبنان الكرامة والشهامة". تقول ابو الحسن.
مصالحة الجبل... في لوحة
لا شك ان السيدة ابو الحسن ارادت عبر تلك اللوحة ان تؤكد لأهالي منطقة الجبل اهمية العيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد، من خلال تمسّكها بالزيارة التي قام بها البطريرك الماروني السابق مار نصرالله بطرس صفير الى الجبل في آب 2001، عندما توجّه الى المختارة والتقى الزعيم وليد جنبلاط حيث طويا صفحة طويلة من النزاعات المؤسفة ابان الحرب الاهلية.
وفي هذا الاطار تمنت ابو الحسن ان تتكرّس هذه المصالحة وتتعمّق اكثر فأكثر، وان تترسّخ في البنية الاجتماعية لأهالي الجبل، "ولهذا علينا طي كل الصفحات والاحداث التي حصلت في الماضي البعيد، لأن الجبل بما يعنيه، يشكّل رمزاً حقيقياً للعيش المشترك في لبنان، ليس فقط بين المسيحي والدرزي، انما على صعيد باقي الطوائف والمذاهب في هذا البلد".
"فلنعش حياةً محترمة ولنعمل بارادة صلبة، لا ان نبقى مجرّد ضحايا في اللعبة السياسية، اذ نختلف كلما اختلف الكبار، ونتصالح اذا تصالحوا، ولهذا اتمنى ان نكون على ما نحن عليه: نبني بهدوء، نتكلّم بصراحة، نحافظ على بلدنا وتنوعه الديني والثقافي والتاريخي، لأن لبنان لا يمكن ان يبقى الا بكل مكوناته وتشكيلاته وجماعاته، وهذا ما يجعله وطناً مميزاً الى الابد".
لوحات تتكلم في السياسة
لوحات هني ابو الحسن تستمدها من الواقع الذي نعيشه على الارض، من اللحظات الحلوة والسعيدة، الى اكثر اللحظات قساوةً ووحشيةً. تستوحيها لتترجم كل تلك الاحاسيس والثورات والاخطاء والاعتراضات، بريشة ذهبية ترسم بشفافية مطلقة دون مقدّمات، لتكشف تلك الحقيقة كما هي، لتصل بعدها الرسالة الى اصحابها.
الفن بالنسبة لها يكاد يكون المتنفّس الوحيد لايصال الرسائل على اكثر من صعيد، وعلى اكثر من مستوى، "من خلال الرسم، يمكنني ان اعبّر عن رؤيتي الحقيقية للأمور والقضايا والاشياء". وبالفعل، فقد يجد المرء في لوحات تلك الفنانة، رسائل سياسية واضحة. اذ يخيّل لك وانت تدقق في تفاصيل بعض اللوحات بأنك تقرأ جريدة سياسية، أو كتاباً لمذكرات وذكريات وطن ومواطن، او تشعر وكأنك موجود في مظاهرة شعبية صاخبة تطالب فيها قادة الداخل والخارج بمزيد من العدالة والاستقرار.
تلك الريشة الذهبية التي ترسم بها هني ابو الحسن، تجعلها ترسم أفكاراً وقضايا محقّة، تتجسّد في لوحاتها الناطقة من شدة حرارة الواقع فيها، يضاف اليها تلك اللمسة السحرية التي لا تزال "مجهولة المكونات" الى اللحظة.
لا تنف ابو الحسن "تسييس بعض لوحاتها"، فبالنسبة لها ان "اي لوحة بلا رسالة او مغزى لا يمكن ان تكون قيّمة". وفي هذا الاطار تتذكّر ابو الحسن كيف عبّرت عن سخطها وتأثرها ورفضها للحرب الدامية التي اشتعلت في قطاع غزة العام الماضي، عندما رسمت لوحة عبارة عن صورة تلفّها الوحشة والخوف، ويسيطر عليها اللون الاحمر حيث الشر متمثلاً بالكيان الصهيوني يرتفع في السماء ممثلاً، وفي خلفية الصورة منديل شفّاف مليء بالدماء ومكسو بدموع الامهات وصرخات الاطفال والابرياء في فلسطين. لوحة تعتبرها ابو الحسن من اكثر الرسومات التي تركت فيها انطباعا غريباً لا يمكن وصفه".
رسالة ومسيرة من اجل لبنان
السيدة هني التي توقفت عن اقامة المعارض وتنظيمها منذ اكثر من عام ونصف، ارادت ان تكرّس فنّها المميز لخدمة القضايا الانسانية والسياسية التي تصبّ في خدمة لبنان وشعبه. هذا الالتزام الجديد، جاء بناءاً على رسالة كتبها البابا بندكتوس السادس عشر شكر فيها ابو الحسن على جدارية للسيد المسيح قدمتها للفاتيكان، حيث تمنى عليها اكمال مسيرة نشر السلام في لبنان.
هذا الطلب والتضرع جعلها ترتكز في لوحاتها على ابراز اهمية العيش المشترك بين اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم وطوائفهم، فكانت لوحة السيدة العذراء والسيد المسيح لتأكيد اللحمة الدرزية المسيحية في جبل صامد بوجه كل العواصف والرياح التي تعصف به.
تلك السيدة لا تحمل سلاحاً ولا تقوم بتهديد الناس وترهيبهم، ولا تحمل عصا او سوتاً او قنبلة، ولا تملك الاموال الطائلة لتفرض وجهة نظرها، ولا تهدد او تفتعل الازمات لايصال قضيتها، فجلّ ما تملكه ريشةّ ومزيجاً من الالوان، ولوحةً تتراقص فيها الصور وسط خطوط من إلهام فنان يسعى للبحث عن ذاته الحقيقية لبناء الوطن – الحلم الذي لم يولد بعد.
اللوحة التي تظهر فيها السيدة العذراء والسيد المسيح، والتي قدّمتها ابو الحسن للكنيسة الجبلية، تعني المحبة المتجسّدة في الأم والطفل، كما تعني الحياة السعيدة والهادئة والهانئة، والتربية الصحيحة المبنية على اسس وركائز قوية.
"فلتكن لوحتي عبارة عن لبنان الذي اريد، او بالأحرى لبنان الذي نريد، لبنان العيش المشترك والتعاون والتضامن والمحبة و المصالحات وطي صفحة الماضي، لبنان التسامح والسعادة والتطور والرقي والحضارة، لبنان الجبل بمسيحييه ومسلميه. لبنان الكرامة والشهامة". تقول ابو الحسن.
مصالحة الجبل... في لوحة
لا شك ان السيدة ابو الحسن ارادت عبر تلك اللوحة ان تؤكد لأهالي منطقة الجبل اهمية العيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد، من خلال تمسّكها بالزيارة التي قام بها البطريرك الماروني السابق مار نصرالله بطرس صفير الى الجبل في آب 2001، عندما توجّه الى المختارة والتقى الزعيم وليد جنبلاط حيث طويا صفحة طويلة من النزاعات المؤسفة ابان الحرب الاهلية.
وفي هذا الاطار تمنت ابو الحسن ان تتكرّس هذه المصالحة وتتعمّق اكثر فأكثر، وان تترسّخ في البنية الاجتماعية لأهالي الجبل، "ولهذا علينا طي كل الصفحات والاحداث التي حصلت في الماضي البعيد، لأن الجبل بما يعنيه، يشكّل رمزاً حقيقياً للعيش المشترك في لبنان، ليس فقط بين المسيحي والدرزي، انما على صعيد باقي الطوائف والمذاهب في هذا البلد".
"فلنعش حياةً محترمة ولنعمل بارادة صلبة، لا ان نبقى مجرّد ضحايا في اللعبة السياسية، اذ نختلف كلما اختلف الكبار، ونتصالح اذا تصالحوا، ولهذا اتمنى ان نكون على ما نحن عليه: نبني بهدوء، نتكلّم بصراحة، نحافظ على بلدنا وتنوعه الديني والثقافي والتاريخي، لأن لبنان لا يمكن ان يبقى الا بكل مكوناته وتشكيلاته وجماعاته، وهذا ما يجعله وطناً مميزاً الى الابد".
لوحات تتكلم في السياسة
لوحات هني ابو الحسن تستمدها من الواقع الذي نعيشه على الارض، من اللحظات الحلوة والسعيدة، الى اكثر اللحظات قساوةً ووحشيةً. تستوحيها لتترجم كل تلك الاحاسيس والثورات والاخطاء والاعتراضات، بريشة ذهبية ترسم بشفافية مطلقة دون مقدّمات، لتكشف تلك الحقيقة كما هي، لتصل بعدها الرسالة الى اصحابها.
الفن بالنسبة لها يكاد يكون المتنفّس الوحيد لايصال الرسائل على اكثر من صعيد، وعلى اكثر من مستوى، "من خلال الرسم، يمكنني ان اعبّر عن رؤيتي الحقيقية للأمور والقضايا والاشياء". وبالفعل، فقد يجد المرء في لوحات تلك الفنانة، رسائل سياسية واضحة. اذ يخيّل لك وانت تدقق في تفاصيل بعض اللوحات بأنك تقرأ جريدة سياسية، أو كتاباً لمذكرات وذكريات وطن ومواطن، او تشعر وكأنك موجود في مظاهرة شعبية صاخبة تطالب فيها قادة الداخل والخارج بمزيد من العدالة والاستقرار.
تلك الريشة الذهبية التي ترسم بها هني ابو الحسن، تجعلها ترسم أفكاراً وقضايا محقّة، تتجسّد في لوحاتها الناطقة من شدة حرارة الواقع فيها، يضاف اليها تلك اللمسة السحرية التي لا تزال "مجهولة المكونات" الى اللحظة.
لا تنف ابو الحسن "تسييس بعض لوحاتها"، فبالنسبة لها ان "اي لوحة بلا رسالة او مغزى لا يمكن ان تكون قيّمة". وفي هذا الاطار تتذكّر ابو الحسن كيف عبّرت عن سخطها وتأثرها ورفضها للحرب الدامية التي اشتعلت في قطاع غزة العام الماضي، عندما رسمت لوحة عبارة عن صورة تلفّها الوحشة والخوف، ويسيطر عليها اللون الاحمر حيث الشر متمثلاً بالكيان الصهيوني يرتفع في السماء ممثلاً، وفي خلفية الصورة منديل شفّاف مليء بالدماء ومكسو بدموع الامهات وصرخات الاطفال والابرياء في فلسطين. لوحة تعتبرها ابو الحسن من اكثر الرسومات التي تركت فيها انطباعا غريباً لا يمكن وصفه".
رسالة ومسيرة من اجل لبنان
السيدة هني التي توقفت عن اقامة المعارض وتنظيمها منذ اكثر من عام ونصف، ارادت ان تكرّس فنّها المميز لخدمة القضايا الانسانية والسياسية التي تصبّ في خدمة لبنان وشعبه. هذا الالتزام الجديد، جاء بناءاً على رسالة كتبها البابا بندكتوس السادس عشر شكر فيها ابو الحسن على جدارية للسيد المسيح قدمتها للفاتيكان، حيث تمنى عليها اكمال مسيرة نشر السلام في لبنان.
هذا الطلب والتضرع جعلها ترتكز في لوحاتها على ابراز اهمية العيش المشترك بين اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم وطوائفهم، فكانت لوحة السيدة العذراء والسيد المسيح لتأكيد اللحمة الدرزية المسيحية في جبل صامد بوجه كل العواصف والرياح التي تعصف به.
تلك السيدة لا تحمل سلاحاً ولا تقوم بتهديد الناس وترهيبهم، ولا تحمل عصا او سوتاً او قنبلة، ولا تملك الاموال الطائلة لتفرض وجهة نظرها، ولا تهدد او تفتعل الازمات لايصال قضيتها، فجلّ ما تملكه ريشةّ ومزيجاً من الالوان، ولوحةً تتراقص فيها الصور وسط خطوط من إلهام فنان يسعى للبحث عن ذاته الحقيقية لبناء الوطن – الحلم الذي لم يولد بعد.
سلمان العنداري ... SA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق