كفى يا سيّد ... |
لا شك ان "حزب الله" خاض هزيمة قاسية بعد تمرير تمويل المحكمة الدولية، خاصةً وانه تعامل مع هذه المسألة بقصر نظر وبمنطق عسكري وليس سياسي، حيث اكتشف بعدها انه وصل الى الطريق المسدود، وبالتالي فإن هزيمته كانت واضحة.
ان مسيرة الحزب خلال السنوات الخمس الماضية كانت مليئة بالفشل ان لم نقل الهزيمة السياسية، اذ كان يقود نفسه من فشل الى آخر بتعاطيه الخاطىء مع القضايا والإستحقاقات المستجدة.
وفي ظلّ الأوضاع الحرجة الذي يعيشها النظام السوري اليوم، فإن "حزب الله" يمر بمرحلة صعبة جداً تشوبها التساؤلات والمخاوف، منها ما يتعلّق بدور ايران التي تقود السياسة الإقليمية كون الحزب جزء منها في حال سقط النظام في سوريا، الأمر الذي سيؤدي الى تراجع كبير على الصعيد الإقليمي، وهذا ينعكس على دور الحزب وتأثيه بشكل سلبي.
الحزب ربط نفسه الى درجة كبيرة بمصير النظام السوري، واعلن وقوفه ضد الأكثرية الشعبية السورية، وهذا موقف لا يحسد عليه خاصة في حال سقوط النظام في دمشق.
ان قسماً كبيراً من كوادر "حزب الله" يؤيد الثورة السورية ويريد الإنحياز الى جانب المعارضة والشعب، الا انه غير قادر على ذلك، وذلك على اعتبار ان هذا الموقف يتعارض مع منطق السياسة الإقليمية التي يتبعها الحزب.
لا بد من "حزب الله" ان يسترجع المبادرة لبحث موضوع الوحدة الوطنية في البلاد، الا ان السيد حسن نصرالله في خطابه العاشورائي الأخير لم يُطلق اي مبادرة تجاه 14 آذار ، فإستمر في منطق التخوين، وليخوّن كل الشعب السوري بعد ان امعن في تخوين كل الشعب اللبناني الذي لا يشاركه اراءه وتطلعاته.
الى ذلك فان حلفاء "حزب الله" مجرد "حلفاء بالإيجار"، يستغلونه للإفادة من المال والسلاح والسلطة والوزارات والخدمات، وهذه هي المأساة الحقيقية التي يعيشها الحزب المُحاط بحلفاء من كرتون.
السؤال هنا: في حال سقوط النظام السوري هل تكون ردة فعل الحزب بإتحاه الوحدة الوطنية ام انه سيعتمد منطق الحل الأمني في لبنان كما اعتمده الأسد في سوريا؟.
وفي هذا السياق، يجب على السيد نصرالله ان يستثني الحلّ الأمني وان لا يغرق كما غرقت سوريا بالدماء والقتل.
ليس بالسلاح وحده تحيا الأوطان يا سيّد، لأن الوطن لا يقوم الا بقيام الدولة، فالسلاح هو تقنية تكتية وليس استراتيجية دائمة يُعتمد عليها، وبالتالي فان الإستمرار بمنطق جيشين في دولة واحدة غير مقبول بعد اليوم.
"الكلام لشخصية جنوبية معارضة لحزب الله التقيتها منذ ايام".
سلمان العنداري ... SA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق