بصراحة لم اتابع كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي تحدث فيها عن المحكمة الدولية والوضع الداخلي والتطورات في سوريا، بل اكتفيت بالاخبار العاجلة التي كانت تردني على هاتفي الجوّال.
خطاب نصرالله العاشورائي لم يضف شيئاً الى الساحة السياسية الداخلية... تكرار وما بعده تكرار... تهديد وما بعده تهديد... خسائر وارتباك وما بعدها مخاوف وارتعاب من امكانية السقوط وسط عاصفة الربيع العربي المشتعلة في المنطقة...
نصرالله الذي حرص على رفض اي خطاب مذهبي او ديني، اكد على ادبيات الحزب في التعاطي السياسي منذ العام 2004، نسي نفسه عندما كان يطلّ على الشاشات بخطاب تهديدي مذهبي قذر، وتناسى كيف نفّذ وعوده باحتلال العاصمة بيروت عام 2008، وكيف رفع السلاح غير الشرعي في مناسبات عدة.
لغة التحريض الطائفي والمذهبي واستغلال الاحداث، وسوق الاتهامات لاحداث فتن مذهبية في اكثر من منطقة امتهنها الحزب على مدى اعوام. فهل يتذكر السيد نصرالله؟.
بالنسبة للسيّد "فالمحكمة غير دستورية وغير شرعية وهي محكمة أميركية - إسرائيلية ومسيّسة حتى يثبت العكس لا بل هذه المحكمة ظالمة".
فالسيد كان ومازال يرفض أي شكل من تمويل المحكمة والتعامل معها "ولو عقد جلسة للحكومة وعرض التمويل كنا سنصوت ضد، ولو عرض الأمر على مجلس النواب لصوّتنا ضد ونحن نرفض دفع اموال من جيوب الشعب اللبناني لتمويل المحكمة".
طبعاً "حزب الله" سيستمر في محاربة المحكمة الدولية، وهو يتحضر لمعركة قاسية تتعلق بملف شهود الزور، وبتجديد البروتوكول المبرم مع الدولة اللبنانية، كما انه سيحاصر اي قرار تتخذه المحكمة بخصوص المتهمين الاربعة المنتمين اليه، هذا ما اكد عليه نصرالله الذي عاتب ميقاتي ودعم عون في اعتكاف فريقه الحكومي...
خلاصة القول ان "حزب الله" خسر، لا بل انكسر في هذا الملف، وكذلك الأمر بالنسبة للعماد عون الذي لم يخرج رابحاً من هذه المواجهة. وحتى ان الرئيس ميقاتي لم يكسب جولة تمويل المحكمة، على اعتبار ان قراره جاء نتيجة خوف من اجراءات وعقوبات واحتراق سياسي، فوافق على التمويل واصرّ على تمريره.
ولا يُخفى على احد ان الحزب فضّل بقاء الحكومة نتيجة الحاجة السورية الماسة لخاصرة لبنانية تحميها، كيف لا وهذه الحكومة تحولت الى دمية تقول ما يريده النظام المتهالك في دمشق. كيف لا، ومن يفترض به ان يكون وزير خارجية لبنان تحول الى موظف اصيل في دوائر الدبلوماسية السورية. فيحمي الاجرام والقتل والطغيان، ويتمترس خلف الشعارات الصدئة التي ملّ منها الشعب والرأي العام.
القاصي والدامي يعرف ان سوريا ارادت الإبقاء على حكومة الظل التي شكلتها، وهي حكومة داعمة لنظامها السياسي لكي لا تكون دمشق وحدها في مواجهة المجتمع الحكومة، وعلى هذا الأساس طلبت سوريا وقتها من الرئيس ميقاتي ان يشكل الحكومة.
سلمان العنداري ... SA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق