غلاف كتاب "حبة الخلاص" لـ جنان خشوف - صادر عن منتدى المعارف |
"ستكون
روايتي أفيوني. سأكتب حتى أنتمي، ولو حتى بجملة، سأكتب، يوما ما، حتى تأتيني امرأة
قد طال خوفها وهجرته، سأكتب حتى، يوما ما، أناضل الى ما وراء الورق"..
هكذا ختمت جنان
خشوف، رفيقة السفر وشارع الحمرا كتابها الاول "حبّة الخلاص". كتابٌ يُغرق
القارىء بجملة مشاعر واسقاطات من مجتمع ينهار، ومن محيط سطحي، ومن حياة ساذجة تكاد
في وتيرتها ووقعها السريع ان تنهار على صاحبه.
"حبّة الخلاص"، كانت التجربة الاولى لجنان التي كتبت بعمق ونضج كبيرين وواضحين، عن
إمرأة تهرول في يوميات الأمومة والعمل والمجتمع، تغرق في تساؤلاتها عن الهوية
والوحدة والقرار والعمر والعائلة.. كتاب رافض للقواعد التي وضعها المجتمع، لثورة
مقموعة، لتقاليد بالية، لمظاهر تقليدية مضجرة ومملة.
من عيادة الطبيب
النفسي والشعور بالاكتئاب والتوتر والضياع، الى محاولات النوم المستمرة والصراع مع
الأرق ومسؤولية رعاية الاولاد، مرورا بالحديث عن الزواج والامومة وعطلة السبت،
وصولا الى كلام الليل والسرير والتفكير الطويل، والزوج المشغول.. أخذتنا جنان عبر
"ريم" الى حياة بائعة الثياب الباهظة الثمن التي تسرد قصة حياتها، وازدواجية
تفكيرها الذي ارهقها..
أحببت في الكتاب كل
شيء تقريبا، من مشاعر الخوف في سباته السنوي، الى الخوف الذي يقرقع في الأجساد،
وهو متنوع.. الخوف من الفشل والموت والحياة والخيانة، الخوف من الألم والوحدة
وجحيم الحب.. خوفٌ كتبته جنان بحرفية عالية، متقنة.. بلغة مصقولة وبسيطة وشعبية في
الوقت عينه.. لغة الأم والمراهقة، والحبيبة، والثائرة المتعبة..
وليس بعيدا من الكتاب، فلجنان شخصية هادئة وثورية في آن.. اتذكر قبل حوالى ثلاث سنوات التقينا في "كوستا" وغصنا في اسئلة عن الوطن والصداقة والنوستالجيا والحبّ والارتباط، وغصنا في أحاديث عن الخوف من فقدان الطموح ومن الهجرة من الوطن، والخوف على الأحباب والمقربين.. اليوم وبعد قراءتي الكتاب، رأيت جنان الحقيقة وعدت الى أخبارها وطريقتها الراقية في الكلام بعيدا عن التزلف ومحاولات لفت الانظار.. جنان وقلمها، مرآة لمشاعرها وأحاسيسها وهواجسها..
وفي خلال مشاركتنا في ورشة عمل تدريبية في عمان قبل اربع سنوات، كان عقلها وقلبها في لبنان، يحاولان الاطمئنان كل لحظة على اطفالها وعلى زوجها وعلى الأهل والاصدقاء.. انها جنان، وقد وجدتها ايضا في ريم في "حبة الخلاص".
وليس بعيدا من الكتاب، فلجنان شخصية هادئة وثورية في آن.. اتذكر قبل حوالى ثلاث سنوات التقينا في "كوستا" وغصنا في اسئلة عن الوطن والصداقة والنوستالجيا والحبّ والارتباط، وغصنا في أحاديث عن الخوف من فقدان الطموح ومن الهجرة من الوطن، والخوف على الأحباب والمقربين.. اليوم وبعد قراءتي الكتاب، رأيت جنان الحقيقة وعدت الى أخبارها وطريقتها الراقية في الكلام بعيدا عن التزلف ومحاولات لفت الانظار.. جنان وقلمها، مرآة لمشاعرها وأحاسيسها وهواجسها..
وفي خلال مشاركتنا في ورشة عمل تدريبية في عمان قبل اربع سنوات، كان عقلها وقلبها في لبنان، يحاولان الاطمئنان كل لحظة على اطفالها وعلى زوجها وعلى الأهل والاصدقاء.. انها جنان، وقد وجدتها ايضا في ريم في "حبة الخلاص".
كتاب "حبّة الخلاص" الصادر عن دار منتدى المعارف، لجنان خشوف، انصحكم بقراءته، وباسقاط
اسقاطاتكم عليه... فهو ببساطة، كتاب يوميات لكل واحد وواحدة منا...
سلمان