الثلاثاء، 28 فبراير 2012

هل ينتظر المجتمع الدولي ان يقتل ثلثا الشعب السوري ليتدخل؟


سوريا ... المجزرة مستمرة .. (الصورة لـ ا ف ب ) ..

لا شك ان تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية الاخيرة تجاه الاحداث الدائرة في سوريا، عكست الكثير من الاجواء الضبابية حول مستقبل الثورة والنظام على حدّ سواء، على وقع المجازر اليومية المستمرة التي يرتكبها النظام السوري بقيادة بشّار الاسد.

كلينتون التي اعتبرت ان "كل مخاطر نشوب حرب اهلية في سوريا قائمة"، رأت ان "التدخل الاجنبي لن يمنع ذلك، حتى انه سيعجّل في ذلك على الارجح"، رغم تأكيدها على ان بلادها تحاول ما بوسعها لدعم المعارضة السورية.

وعلى ما يبدو، فإن هواجس الغرب من القاعدة، ومن التطرّف الاسلامي بدت جليّة في مواقف رئيسة الدبلوماسية الاميركية التي بدت وكأنها "مذعورة" من الهوية الحقيقية للمعارضة السورية. لينزل كلامها برداً وسلاماً على داعمي النظام السوري في المنطقة.

وعلى وقع ما قالته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في تصريحاتها الاخيرة، يستغرب مصدر سياسي في قوى 14 آذار هذا التراجع في المواقف الدولية تجاه الثورة السورية وجرائم الأسد، ويسأل: "اليس من الافضل لهذه الدول ان تتحرّك وان تضع حدّاً للقتل الرخيص في سوريا، ان عبر التدخل العسكري او عبر اي وسيلة اخرى من شأنها وقف اراقة الدماء، بدل التلهّي بخطابات وتصريحات مبنية على اوهام وهواجس ومخاوف غير مبنية على أسس واضحة ومتينة؟".

ويذهب المصدر السياسي بعيداّ في كلامه، مطالباً بالحسم العسكري في سوريا، وبتسليح المعارضة، تماماً كما حصل في لبيبا، "فلولا ذلك التدخل لكان معمر القذافي لا يزال يسفك الدماء، ونحن نعلم ان الثوار في سوريا يقاتلون باللحم الحي ومن بعض الاسلحة الفردية التي حملها المنشقون من شبيحة الاسد وبالتالي فالجيش السوري لم يقف بأكثريته وقيادته الى جانب الشعب مثل ما حصل في مصر او تونس".

ويضيف: "هل ينتظر المجتمع الدولي ان يقتل ثلثا الشعب السوري ليتدخل، ام ان هناك من ينتظر حرب اهلية في سورية، ولماذا هذا التراجع فيما روسيا وايران تدعمان النظام علنا بالمال والسلاح والبوارج، بينما لا نجد ان غالبية دول العالم التي ايدت الشعب السوري في ثورته، لم تحرك ساكنا اتجاهه فهل تكفي المواقف فقط؟".

ويؤكد المصدر "ان حركة الشعوب تسير الى الامام وهذا مسار الثورات ومدينة حمص صمدت بوجه الدبابات واستبسلت كما قال وليد جنبلاط مثل ستالينغراد فلينتبه الروس الى هذه المسألة واتمنى على الشعب الروسي ان يضغط على حكومته لتقف الى جانب الشعب السوري وليس الى جانب النظام لان لروسيا تاريخ من المواقف المشرفة ومصلحتها مع الشعب وليس مع نظام آيل الى السقوط في وقت قريب"، متمنياً أيضاً على الشعب الصيني "الوقوف مع الشعب السوري وليس مع النظام والضغط على الحكومة الصينية لإتخاذ مواقف مشرفة".

ويؤكد المصدر ان "مصير النظام السوري هو السقوط مهما كانت مواقف الخارج"، مطالباً " بوقفة ضمير من المجتمع الدولي ومن الدول العربية ومن الاحرار في هذا العالم الى جانب الشعب السوري الذي يتعرض لابشع المجازر اليومية على يد بشار الاسد وزمرته وشبيحته ومرتزقته من سوريا ومن خارج سوريا".

وعن المخاوف من التطرف قال: "المجتمع المسيحي هو جزء من النسيج السوري في مختلف تلاوينه ومذاهبه وطوائفه، ولا خوف عليهم الى جانب اخوانهم من مختلف الطوائف من الذين انتفضوا ضد النظام وزمرته، وهم قادوا في تاريخهم الكثير من الثورات ضد الظلم والاستبداد، واكاد اجزم ان لا مصلحة لهم الى جانب النظام الذي يستخدم اسوا الاساليب للضغط على الاقليات وجعلهم اكياس رمل بوجه اخوانهم في الوطن السوري الذي نريده ان يتعافى في اسرع وقت بعيداً عن هذا النظام المتوحش الذي لا يختلف بإجرامه عن الكيان الصهيوني لأنهما وجهان لعملة واحدة وندائي الى مسيحيي سوريا بأن ينخرطوا اكثر مع الشعب السوري".

وعن الموقف السعودي من النظام السوري يرى المصدر ان "ما قالته الرياض جاء مشرّفاً وواضحا ووضع النقاط على الحروف ولا بد من حسم الوضع في سوريا وهذا هو الحل مع النظام الاسدي لأنه لا يجوز ان تتحكم بعض مصالح الدول بحياة مئات الآلاف من المواطنين الابرياء، وفي الواقعية السياسية ان ما حصل في مؤتمر اصدقاء سوريا في تونس لا يلبي طموحات الشعب السوري ولا ينسجم مع ظاهرة الربيع العربي التي بدأت شرارتها من تونس، والحل هو بتبني الموقف السعودي".

ويضيف: " لا بد من الضغط بإتجاه الدول الغربية لا سيما بإتجاه اميركا وفرنسا لتبني خيارات حاسمة وعدم مهادنة النظام السوري خاصة وان الولايات المتحدة غير مقتنعة حتى اللحظة بتغيير النظام انسجاما مع عدم قناعة اسرائيل بهذا الامر والتي تريد ضمانات واضحة بشأن الجولان، من هنا يجب تكثيف الجهود والضغوطات لانقاذ الشعب السوري عبر تسليح الثوّار والتدخل العسكري لتحقيق الاهداف وتغيير هذا النظام البعثي الحاقد".

ومن جهة اخرى، يبدي المصدر قلقه الكبير من امكانية تدحرج الوضع الامني في لبنان " لأن النظام السوري يحاول ان يلعب كل اوراقه، واعتقد ان له خلايا نائمة في لبنان وهي خلايا ارهابية غب الطلب يستخدمها النظام كما استخدمها في سوريا وكما استخدمها سابقا في لبنان مع شاكر العبسي وغيره من ودائع ذلك النظام، وهناك قلق ايضا من بعض اتباع سوريا في لبنان والاحزاب الملحقة بالنظام والتي فقدت دورها بعد خروج سوريا من لبنان فليس غريبا ان تستفيق نزعة الانتقام والاغتيالات والتصفيات من جديد، والعمل على تخريب الوضع الامني والدخول في الفوضى".

ويضيف: "ولكن هذا الامر لن يخرب الوضع الامني لأن الجيش والاجهزة الامنية تسهر على الامن ولن تسمح لاي طرف بالعودة في الموضوع الامني الى الوراء وهي تدرك تماما ان قبضتها الامنية يجب ان تطال كل المناطق اللبنانية وبالتالي فلا مصلحة لاي طرف من تخريب الوضع الامني وخصوصا حزب الله الذي يحتاج اليوم اكثر من اي وقت مضى الى ضمانات داخلية والى حوار جدي مع اللبنانيين كافة".

سلمان العنداري ... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق