هل صحيح ان 14 اذار تستغل دماء الحريري؟ ... |
تحدثت منذ يومين مع نائب من تكتل التغيير والاصلاح، وهو نائب "صديق" يكاد يقول كل شيء لدى سؤاله عن رأيه في قضية معينة. والنائب المذكور والمعروف بصراحته، ابدى استيائه الكبير من المواقف الاخيرة التي خرجت بها قوى الرابع عشر من اذار في احتفال البيال في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، اذ اعتبر انها "تؤكد تبعية هذه القوى للادارة الاميركية التي تملي عليها ارادتها، فأتى اللقاء بحضور السفيرة الاميركية فوق العادة التي جلست في المقاعد الامامية واستمعت بعمق لما قيل".
ان قوى 14 اذار بالنسبة للنائب "العوني" استغلت ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، فلم تأت على ذكره في الاحتفال، فأطلقت المواقف السياسية العالية النبرة، التي ركّزت على الهجوم علينا وعلى النظام السوري، تنفيذاً لاجندات اميركية وخارجية لا اكثر ولا اقل.
والاكثر من ذلك، فان قوى 14 اذار باعت شعار لبنان اولا،وباتت اليوم تقحم نفسها في قضايا اخرى خارجية، فقررت على ما يبدو التدخل بالشأن السوري عبر دعم الاحداث الحاصلة في سوريا وما يسمى بقوى المعارضة في الخارج، وبالتالي فان ما شهدناه قبل ايام في قاعة البيال امر مفضوح يشير الى عمق ازمة هذا الفريق والى تخبذطه وابتعاده عن الملفات التي تهم المواطن اللبناني.
واتّهم النائب نفسه، القوى نفسها بالاطاحة بسياسة النأي بالنفس التي تبنّتها الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي، فذهبوا باتجاه معاكس ومعروف، واعتمدوا وجهة سير بعيدة كل البعد عن المسار الوطني، لافتاً الى ان كل حركة تقوم بها 14 اذار ناتجة عن امر عمليات اميركي سعودي اوروبي.
لا شيء اسمه ثورة الارز، هكذا يحلل نائبنا حراك قوى الاستقلال، فهذه التسمية اطلقها السفيرالاميركي والصقها بتلك القوى التي تنفذ مشروع غربي معروف كما يقول، مع الاشارة الى ان 14 اذار كتاريخ يعني لنا الكثير، ويُعتبر محطة اساسية في التاريخ النضالي للتيار الوطني الحرّ على حدّ تعبيره.
ان قوى 14 اذار ورّطت لبنان كلامياً في الازمة السورية بعد الخطابات النارية التي اطلقت في البيال، وبعد حسم الموقف من الاحداث في سوريا واعلان الحرب السياسية على النظام، خاصة في ما اطلقه الدكتور سمير جعجع الذي تحول الى بروفسور ومنظّر يلقي الخطابات الشعبوية ويقود ثورة لبنانية سورية.
واكد لي "النائب الصريح" ان الحكومة الحالية اتخذت كل التدابير السياسية والامنية لمنع اي تداعيات قد تحصل على الساحة السياسية، ولمعالجة انتقال العدوى من سوريا الى لبنان، لافتاً الى ان كل القوى السياسية تسعى الى منع الفتنة والصراعات الاهلية والداخلية في ما بينها.
هذا ورفض بشدة مقولة ان سقوط نظام بشار الاسد سيؤدي الى سقوط العماد عون باعتباره الخاسر الاكبر من رحيل النظام السوري، معتبراً ان هذا الكلام سخيف وتافه ولا يستحق الرد عليه بأي شكل من الاشكال.
واضاف: نحن لم نتكل على السوري باي قضية سياسية، ولم نتحالف معه لاي هدف من الاهداف، يريدون توريطنا في هذا الكلام التافه في السياسة، وبالتالي نراهم يحمّلون العماد عون كل المسؤوليات، في وقت كانوا اول المنتفعين عندما كان السوري يحتل بيروت ولبنان باكمله، ولهذا فليسمحوا لنا.
لو تدرك 14 اذار انها تستغل الموت لافتعال مشاكل سياسية لاطلاق النار في كل الاتجاهات، وبالتالي على جمهور هذا الفريق ان يعي انه مخدوع بالشعارات التي تطرح، وبالخطابات التي خرجت بها قياداته لانها لم تكن الا منبراً او بوقاً اعلامياً للادارة الاميركية في المنطقة.
ووسط هذه الصورة العدائية تجاه قوى 14 اذار، رأى النائب نفسه ان ما يحصل اليوم بين "التيار الوطني الحر" وباقي الافرقاء على الساحة الداخلية عبارة عن صراع بين ذهنيتين، صراع بين ذهنية تريد التغيير والاصلاح واخرى تريد ان تفتح شركة وان تعتبر المواطنين زبائن لها لا اكثر ولا اقل، في وقت نريد فيه استرجاع هيبة الدولة لا اكثر ولا اقل، وان ننتج مواطن ثصالح في حكم صالح، وبالتالي فان الصراع كبير وطويل، ونحن مستمرون في حربنا ضد كل اشكال الفساد مهما كلف الامر.سلمان العنداري ... SA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق