مع إكتمال التحضيرات اللوجستية، وبعد اشهر عدة من العمل المتواصل،
والحملات الاعلامية والاعلانية، تستعد بيروت لتحتضن يوم غد اكثر من 33 الف عدّاء
وعدّاءة من اكثر من 96 دولة عربية وأجنبية، تحت شعار "كسور الشرّ واركضها كلّا".
فبعد أسابيع من المأساة التي غرقت بها
العاصمة، من أعمال امنية، وصولاً الى المشاكل الافتصادية ومعاناة المواطن اليومية،
بيروت غداً على موعد مع الفرح والسلام والأمل والحياة، فترتاح من "عجقة
السير" و"التصاريح السياسية"، لتفتح ذراعيها لكل حامل قضية، ولكل
ناشط ورياضي ومواطن، ولكلّ من يريد لبنان، بلداً لا تأكله النيران ولا تخنقه
المآسي.
"إنزلوا الى الشارع"، ليست دعوة "سياسية" لملء
ساحات بيروت واحيائها بالشعارات والشعارات المضادة كما عوّدنا معظم افرقاء هذا
البلد، فماراثون بيروت الذي تحوّل من حدث الى محطّة وطنية ينتظرها الجميع، يعود
اليوم في نسخته العاشرة "ليكسر الشرّ" المتربّص في البلاد، وليؤكد
للعالم أجمع ان لبنان باق واستسلامه للعواصف ممنوع ومرفوض.
فلنركض ونكسر كلّ خطوط التفرقة بين هذا الحزب او ذاك، ولنرسم خطّاً
جديداً في التعاطي في ما بيننا. من عين الرمّانة والشيّاح مروراً بالطريق الجديدة
والاشرفية وقصقص والظريف وعائشة بكّار، وصولاً الى الخندق الغميق والجميزة وعين
التينة ووسط بيروت والحمرا، شوارع بيروت لكل الناس، ستضحك يوم غد لتقول كلمتها.
من سباق المرح، الى سباق الامهات، مروراً بسباق المشاهير والرسميين،
وصولاً الى سباق ذوي الاحتياجات الخاصة، والسباق الاصيل، يُثبت "ماراثون
بيروت الدولي" يوماً بعد يوم انه قادر على التميّز والوصول الى العالمية،
وعلى طبع رفع لبنان عالياً كبلد يستحق الحياة ويرفض الحرب والعنف والقتل.
ماراثون "بلوم بيروت" سيسلك
اربعة مسارات ضمن نطاق محافظة بيروت وقضاءي بعبدا والمتن، وسيتم إقفال معظم شوارع
العاصمة حفاظا على سلامة المتسابقين وتسهيلا لحركة المرور، على ان يًعاد فتحها فور
انتهاء السباق.
ساعات عدة وتنطلق صفّارة الانطلاق،
رغم الطقس الماطر والمتقلّب، الا ان العدائين سيرفعون شعاراتهم عالياً... ويكسروا
كلّ الشرور.
سلمان العنداري ... SA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق