لبنان ... بلد يحكمه ملوك الطوائف على حساب كرامة الشعب... |
تعقيباً على المقالة التي نشرتها يوم امس تحت عنوان "شكراً وليد جنبلاط... قهوتك "مش مشروبة" وسنرد لك الجميل عام 2013"، اكتب بضعة اسطر اضع فيها النقاط على الحروف التي حاول البعض تحريفها واخذها الى غير هدفها...
اولاً يهمني ان اذكّر الجميع اني صحافي حرّ غير مرتهن لاحد وغير مقيد باي طائفة او مذهب او حزب او منطقة او عقيدة، وغير خاضع لاي خطوط حمراء ترسم كل يوم في مجتمعنا اللبناني المريض، وبالتالي من غير المسموح لاحد ان يملي علي ما يريد، وان يقول لي هذا جيد وهذا ممنوع، فالكل يعلم ان هذا الزمن الاسود انتهى الى غير رجعة.
ثانياً اؤكد ان ما كتبته في مقالتي السابقة واضح وصريح، ومصادري واضحة وصريحة، ولا حاجة لبعض المدعين الذين حاولوا المزايدة، واخذ الامور الى اماكن اخرى، والى متاهات لا اسمح لنفسي الذهاب اليها... وما هي الا المتاهات الطائفية والمذهبية والمناطقية والعائلية الضيقة...
ثالثاً: اتهمني البعض بان مقالتي حملت هجوماً لاذعاً على العميد وليد سلمان، وهنا يهمني ان اذكر ان العميد سلمان صاحب سيرة ذاتية نظيفة ومهمة ولامعة، وابن مؤسسة محترمة ووطنية، ومقالتي توقفت عند السياسة التي اتبعها النائب وليد حنبلاط لا اكثر ولا اقل، ولم تكن لتستهدف باي شكل من الاشكال العميد سلمان، فكفى كلاماً لا معنى له.
رابعاً: ان عائلة ابو الحسن عائلة كريمة ومحترمة وعروبية قدمت الكثير وضحت بالغالي والنفيس، ولا شك انها من ابرز العائلات التي تحترم كمال جنبلاط وارثه كما تحترم وليد جنبلاط وسياسته، الا ان حالة الاعتراض التي حصلت منذ ايام لفتتني كصحافي يبحث عن الخبر، ولم تكن الكلمات والمعلومات التي نشرتها محاولة لشق الصف داخل تلك العائلة باي شكل من الاشكال، فكفى مزايدة .
خامساً: يعتبر البعض ان "وليد جنبلاط يدرك حساباته جيداً، وهو الاعلم بكل شيء، وهو الاجدر باختيار من يريد لاي منصب". وفي هذا الكلام استنتاج خطير يشير الى ان مناصري الاحزاب والحركات السياسية اللبنانية وصلوا الى درجة تخلوا فيها عن وجودهم ورأيهم ووجهة نظرهم لصالح ما يقوله هذا الزعيم او ذاك. حتى ان بعضهم ذهب بعيداً ليخون كل من يقول "لا" بوجه السياسات الملتوية والمتكررة التي لا تحترم الناس ولا تعيرهم اي اهتمام على كل الاصعدة. فهل يعقل ان تستمر هذه العقلية؟... وهل المطلوب السكوت عن الاخطاء المتراكمة؟.
على كل حال، لن اطيل الكلام... الا اني استغرب هذا الضجيج الذي اثير حول المقالة، كما استغرب هجوم البعض اللاذع واعتبارهم ان ما كتبته يمثل تحدياً لوليد جنبلاط، واهانة لعائلة ابو الحسن، وفي مثل هذا الكلام رفض لحرية الراي والتعبير، وانكاراً لواقعة حصلت امام العشرات، يجري الان طمرها ورميها في حفرة عميقة مصيرها النسيان... او التناسي.
لا اكتب الا للحق والحقيقة، ولا استجدي رداً من هنا وكلمة من هناك، ولا استعطف استحساناً من هنا ودعماً من هناك. اكتب ما اريد دون خوف او تردد، ومن دون تلك القفازات التي يحملها البعض، ومن دون الاقنعة الصفراء والسوداء الملطخة بألف حجة وحجة. لا اهاب ولن اهاب شيئاً، ولن اتوقف للحظة واحدة عن محاربة التعصب ومحاصرة الكلام المعسول الذي بات يرزح سمّاً قاتلاً من ألسن واقلام بعض من فضل الارتهان على حساب التحرر من كل القيود.
ويبقى السؤال: هل اصبحنا في زمن اصبح فيه الكلام محرماً؟، وهل صحيح ان الزعيم بات الهاً ووجب علينا تقديسه وعدم المس بمحرماته وبمملكته؟، وهل صحيح ان دويلة الممنوع قد تمددت لتترسخ في عقولنا ونفوسنا؟، وهل وصلنا الى اللحظة التي نطوّع فيها اقلامنا لصالح البيك او الاستيذ او الحكيم او الشيخ؟... وهل اضحت سياسة القمصان السود ثقافة نتبعها بشكل مستتر في ردنا على من نختلف معه في السياسة؟...
ختاماً دعوة الى تقبل الراي الاخر، والى مواجهة المنطق بالمنطق بدل التهديد المبطّن، والى الكف عن نظرية المؤامرات ومقولة "الزعيم يعرف اكثر منكم"...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق