لبنان ينفجر ... بالسيارات |
وكأنه قُدّر على المواطن اللبناني ان يبقى غارقاً في الازمات والمصاعب في دولة تترنح على وقع الانقلابات وقوى الامر الواقع بالتوازي مع حالة اقتصادية واجتماعية مزرية، وموسم سياحي اقل ما يقال فيه انه عاطل وغير مسبوق.
وتشكل ازمة الازدحام المروري في لبنان واحدة من المشاكل التي يعانيها اللبناني... كيف لا وقد تحولت الشوارع الضيقة والعريضة، والطرق الدولية والفرعية الى "باركينغ" كبير يضج بالمحركات المزعجة التي تتسابق في سجن كبير مقفل باشارة حمراء لا تنطفىء...
الازدحام المروري زاد عن حده، ليحرق الاعصاب ويتلف القدرة على التحمل وسط حرارة مرتفعة لا تطاق. وفي هذا الاطار اتصل موقع 14 اذار الالكتروني بالدكتور رائد محسن الاخصائي النفسي في الارشاد والتوجيه الزوجي، وسأله عن مدى تأثير الازدحام المروري على سلوكيات الفرد وعلاقته مع محيطه.
يقول محسن "ان التوتر عادة ما يؤدي الى نوع من الاحباط، الذي يتأتى عندما لا يكون باستطاعة الفرد ان يغير شيئاً من الواقع او من الموقف الذي وضع فيه، وازمة السير تُشعر الفرد انه غير قادر على الحراك او تجاوز ارتال السيارات والشاحنات، ولهذا نراه يتصرف بطريقة غاضبة وغير سوية، عبر اطلاق "بوق" سيارته والتلاسن والاشتباك مع اخرين عالقين في "الزحمة".
يعتبر محسن "ان ازمة السير تساهم باستنزاف اعصاب المواطن اللبناني بدرجة كبيرة، مما يؤدي الى نوع من التوتر والاضطراب ويسبب نوعاً من الغضب الشديد نتيجة هذا الانتظار "الحارق" للوقت وللراحة النفسية".
ويضيف محسن: "ان المشاكل والضغوط التي يتعرض لها الفرد خلال النهار ان في العمل او في الجامعة تزداد وتتضاعف عندما يقع "فريسة" الاختناقات المرورية، مما يؤدي الى سلوك سلبي تجاه محيطه والمتفاعلين معه".
وبالنسبة لطلاب الجامعات، يلفت محسن الى ان "الاختناقات المرورية تؤدي الى حالة من عدم التركيز والضياع. كما يضاعف الضغوط التي تواجهها الزوجة او ربة المنزل بعد عودتها من يوم عمل طويل".
ويعتبر محسن ان "الحل الامثل لهذه المعضلة المتفاقمة يكمن في تطبيق انظمة السير والقوانين على الجميع، ومن خلال اتباع سياسة صارمة في معاقبة كل مخالف من جانب القوى الامنية، وفي توسيع الطرق وبناء مزيد من الجسور والبنى التحتية، وفي اقرار خطة للنقل العام تخفف من استخدام هذا العدد الهائل للسيارات في البلاد"...
ووسط هذه الصورة تزداد ازمات المواطن المتراكمة والمكدسة على دفتر يومياته، من معضلة الكهرباء والضمان والتعليم والضرائب والصناديق والمحاصصات والمناكفات، وصولاً الى الاختناقات المرورية المستمرة.
معاناة المواطن اليومية لا تنته، من طريق الشام ومستديرة الصياد، مرورا بجل الديب والطريق البحرية، وصولاً الى طريق صيدا وغيرها، فيما تستمر مأساة الصيانة وتوسيع الطرقات التي لم تنته منذ سنوات.
الى ذلك تطرح مجموعة من الاسئلة: متى سيبقى لبنان قابعاً في "جحيم السير"، والى متى ستبقى طرقاتنا مكدسة بالفوضى والدخان والتوتر بفعل الاختناقات المرورية التي وصلت الى حد لا يطاق؟. وهل يتحرك معالي وزير الداخلية لاعلان حالة طوارىء تعالج هذه المعضلة ام ان الامور ستبقى على حالها من دون اي حلّ؟.
على كل حال، فان بقاء الامور على حالها سيزيد الاوضاع تعقيداً، وسيحول ملايين اللبنانيين الى مواطنين مضطربين وغاضبين يبحثون عن العنف والصراع علهم "يفضفضون" و"يفشّون خلقهم" بين بعضهم البعض....
سلمان العنداري ... SA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق