قالوا : ...
" انها المحدلة...
لا تمشي بعكسها،
ولا تحاول ان تقف بوجهها
لأنها ستدهسك بطريقها،
وتسحق عظامك،
وتمزّقك إرباً "...
* * *
قالوا : " ابتعد عنها...
لأننا معها،
ولها،
نسير وراءها منذ الازل...
لأنها الإله المقدّس
الذي لا يخطىء،
ولا يقهر،
الذي لا يطال
ولا يمكن ان يعارضه احد...
انه المارد الذي نفعل ما يقوله
وننفذ كل ما يأمر به...
لهذا كله واكثر...
نطالبك بالابتعاد فوراً،
والانسحاب،
فإنسحب ايها الغريب القريب.
ابتعد واتركنا...
* * *
دعنا وشأننا،
لا تغيّر ما كتبناه
واكتتبناه على انفسنا.
لا تسير بعكس التيار
لأن سيرك هذا
ومواقفك "المتحجرة"
والمتقدمة عن مفاهيمنا
وعنادك الواضح،
وتمردك على الواقع،
سيوقع بك بفخاخ المحدلة...
فخاخ الوحش "الديمقراطي"...
فإبتعد رجاءاً...
لأن الخطر يزداد على حياتك
اذا ما استمريت
باللعب على طاولة الشطرنج الكبيرة
ومحاولتك اسقاط الشاه
ببضع كلمات،
وسطور،
وبكثير من الانتقاد
البنّاء،
اللاذع،
والمهذب في الوقت عينه...
* * *
نستعجلك الرحيل
او العودة الى سجننا،
الى حريتنا المزيفة،
المقهورة،
المبتورة،
اللاواعية،
والضائعة في تناقضات المفاهيم
التي تتغيّر كالفصول الاربعة
واكثر...
* * *
نستعجلك الرحيل
وترك هذا المكان،
او العودة الى باب الطاعة،
وتقديم الوفاء
والاخلاص
لجلالة الملك القاسي،
صاحب الافكار الغريبة،
صاحب الريبة،
والمواقف المتقلّبة
التي أرغمنا
وأجبرنا على تبديلها
مع تبدّل مواقفه وآرائه...
* * *
ارحل...
كفاك جرأة،
لأنك اقتربت بتهوّرك
من حافة التهوّر
والانتحار "قتلاً"...
ارحل،
لأنك اقتربت من "المحرقة"،
فإحترس،
لأن المحدلة هذه
عندما تغضب
ستلقي بك جانبا ًبوحشية قاسية،
لأنها لا تسامح
كل من يعارضها الرأي
وتحقد على كل من يواجهها
ويرفع الصوت بوجهها،
ويتحدى "هيجانها"
بقلم صاخب
اقرب الى الوقاحة،
ملك الحياة،
والموت...
فرجاءاً،
ابتعد واتركنا"....
* * *
نعم...
هذا ما قالوه لي من كلام
هذا ما اوضحوه،
من امور ورسائل
بالجملة والمفرّق...
ولكني سأستمر،
سأبقى أكتب بشغف،
اكتب تلك الحقيقة القاسية
والمرّة،
مهما كان لونها وطعمها...
سأبقى حرّاً،
طليقاً،
غير مقيّد بشيء،
بدل العيش على هامش الحياة
مسيّراً وليس مخيّراً،
وهذا يكفيني،
لأني ارفض ان اكون سجيناً
ممنوع عليه ان ينتقد،
او يرفع الصوت
ويقول "لا"
بوجه "كبير العشيرة"...
وصغيرها.
* * *
وبالكلام عن المحدلة،
لا بد من القول
ان الصورة
والاطار
الذي وضعه الناس
للزعيم
لا شك انها خاطئة،
ومفتعلة،
ومشوّهة،
ومغلّفة بشعور الخوف،
وكثير من الرهاب...
* * *
عن اي محدلة تتكلمون ايها الناس؟،
وانتم من يصنعها؟...
عن اي "وحش" تتكلمون
وانتم من يختاره؟...
فلماذا تقديس الاشخاص
الى حد عبادتهم...
بدل التعاطي معهم بطريقة نديّة؟.
ألا تعلمون انّكم تسقطون حقوقكم
وشعوركم الانساني
وقيمتكم كبشر
أحراراً وأخيار
عندما تنجرّون وراء الغرائز،
وراء كل ما يقوله "كبيركم" من كلام؟،
وتتغيّرون عند كل موقف يبدّله...؟
فعن اي محدلة تتكلمون؟.
* * *
أما بالنسبة لي،
فليكن موقفي واضح وصريح
وليحسم الكلام والثرثرة
والتأويل لما قلته
ولما سأقوله في المستقبل...
انا لا اعترف بالمحادل
وثقافة البواسط
"ثقافة العبيد"،
لدي أرائي
وافكاري،
وتطلعاتي،
كما اني لا أكنّ العداء
او الكره
لمن انتقده
بطريقة بنّاءة وهادئة...
لا بل اكنّ له
كل الاحترام والمودّة،
ولا شك انه يعلم ذلك،
على امل ان يسمع
ويستنتج
وان يعي،
ان قول الحقيقة يبقى اهم
واصدق
وادق
من ان نلفّقها
ونزيفها
ونفبركها
على صورة مواقفه
وآرائه
فقط من اجل تقديم الطاعة
واظهارها
كما يفعل البعض...
* * *
انها الحقيقة ايها "الزعيم"،
واتمنى ان تتقبلها
بصدر رحب
وديمقراطية معهودة،
ولهذا،
فلننسى مقولة "المحدلة التي لا تقهر"،
ولننسى اساطير الآلهة
وقضية "الثواب والعقاب"،
ولنجتمع معاً،
ونتفاهم،
علّني افهم
واستوعب
كل هذا التبدل
في مواقفك
ونظرتك الى المستقبل
وعودتك الى الماضي.
ولك كل الشكر والمحبة والتقدير...
مع احترامي،
ولكن...
كتبت هذه الكلمات بعد ان انزعجت فئة سياسية من المقالات التي كنت انشرها ضد احد زعماء الطوائف...SA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق