يستنجدوننا، الى المعركة...
حيث الذئاب تتناهش وتمضي.
الى حلبة الصراع، ارادوا ادخالي
حيث الشعارات الزائفة تتنافس...
وكأن عقولنا اصبحت للذبح،
تدخل المسلخ الاسود
وتقتل نفسها رغماً عنها.
لا تعجبني تلك الحكايات
لأنها حقيقية
من صنع اولئك الجلادين الصغار،
الذين حفروا بليلة وضحاها
حفرة تراب موحلة،
واوقعوا فيها الضحية،
اوقعوا فيها القضية،
وردموا الاسرار
التي فاحت رائحتها
وفضحتهم جميعاً...
ويسألونني كلهم اليوم:
"هل انت معنا، ام ضدنا؟
هل انت مع شعاراتنا؟
مع قضايانا؟
مع اهتماماتنا،
وحلمنا بالتغيير؟"....
ويطرحون الاسئلة المفبركة
ينتظرون جواباً،
فماذا عساي ان اقول؟
يا رفاقي،
في بلادنا
ومؤسساتنا،
يموت الملك.
ليعيش ابن الملك،
يموت الوالي
فيعيش ابن الوالي،
وما زلتم تسألون؟
اخجل ان اسرد عليكم بقية الحكاية
فكم اشتهي ان اصرخ في وجوهكم
التي لا تكاد تعبّر
الاّ عن شهوة السلطة،
وحب الوصول الى ذاك الكرسي الصدىْ.
كم اشتهي ان ارسم لكم خطّاً،
علّكم تعرفون
وتدرون
وتلاحظون،
كم اجتزتم تلك الخطوط والمبادىء...
اعجز ان عن وصف تلك اللعنة التي لحقت بكم جميعاً،
لعنة الضياع في المفاهيم،
لعنة المضي في نصب الافخاخ،
لعنة المكاتب الملمّعة
لعنة التصنيف...
هذا التسابق الفارغ الى الكنز الدفين
لن ينفع
لأن الكنز الحقيقي قد رحل الى غير رجعة،
ولأن الزمن تغيّر...
اناشدكم
تغيّروا،
وعودوا الى الجذور
عودوا الى تلك الروح التي استشهدت
الى تلك الايام التي هجرت عقولكم
عودوا الى تلك الصرخة المدوية،
عودوا الى ذواتكم...
واليوم
وفي انتظار اليوم العصيب،
يوم تقاسم قالب الحلوى
انظر الى وجوهكم القاسية الملامح،
والمتأهبة الى التناتش على السلطة،
الى وجوهكم الجائعة،
المستعدة لسفك الدماء
من اجل تلك المقاعد
اقول لكم
كفى...
كفى تراشقاً،
كفى خداعاً،
كفى كذباً،
كفى زيفاً،
كفى كلاماً ،
كفى مزايدة،
كفّوا شركم عن بعضكم
انتم لست الا بضحايا
ضحايا السلطة،
ضحايا الحقد،
ضحايا القضية الغير موجودة
عذراً
وجدت هذا اليوم مناسباً
لقول هذا الكلام
آسف
ولكن ما تتهافتون عليه
لا يساوي شيئاً
في هذه الايام
لأني عشت لا بل تعايشت
وجرّبت تلك الكأس
وشربت منها
فوجدتها مرّة المذاق
وقليلة الوهج،
لا تفوح منها سوى الاشاعات
وقلة التقدير،
وسوء النيات
اعرف جيداً ،
انني ممّن حملوا صلبانهم
ومشوا دون خوف،
مشوا بصراحة والتزام
الى حيث يريدون،
اعرف انني،
ممن تركوا ما لقيصر لقيصر،
ورحلوا مع تجربتهم الكبرى
الى مكان افضل
واكثر تحرراً...
اعرف هذا جيداً
وانتم تعرفوه...
والآن
لا يبقى الا ان اقول
واوجه رسالتي اليكم
قبل المعركة الكبرى بنظركم:
" انا لست مرشحاً، ولا مشاركاً "
"انا خارج الهيكل"
"انا خارج اللعبة".
اقول هذا الكلام،
ليس خوفاً من احد،
او انتقاماً من احد،
بل لأني متصالح مع نفسي
الى اقصى الحدود،
واخشى ان يعيدني التاريخ
الى تلك الدرب،
فيما مشيت اليوم،
دروب كثيرة
وتنقلت من درب الى آخر،
واجتزت الكثير من الحواجز
وحدي،
وبقدراتي فقط،
ولذلك،
منكم واليكم،
قلت واقول هذا الكلام
والله اشهد اني بلغت.....
الا اني
رغم كل ذلك
اخجل ان اسرد عليكم
بقية الحكاية
" الذي كتبته موجه الى كل من يقرأها، والى كل شخص عاش التجارب في كل مكان وزمان،
اهديها الى ثورتي الحمراء التي لا تموت، الى كل من يكتب الحقيقة دون مواربة، الى كل انتفاضة، الى كل مهاجر هجر الى عالمه الخاص
مقالة كتبتها في اوائل العام 2009 اعيد نشرها اليوم
حلو جدا جدا جدا!! صديقي الثائر...
ردحذف