ساعات قليلة وتُطلق الصفارات من كل زاوية في العالم. ساعات ونشعر ببداية وبدورة جديدة من الطاقة والتجدد. انها ال2010 تودّعنا باحداثها ومشاكلها وتطوراتها وافراحها واسرارها واحزانها، لتطل علينا سنة اخرى معلّقة بين الامل بالوصول الى ضفة الآمان، والخوف من استمرار التدهور والانحدار نحو قعر الهاوية.
ليلة رأس السنة اضحت تقليدية بكل ما للكلمة من معنى. فالناس تحتفل، وتلبس "الكوتيان"، وتتبادل التمنيات والقبل والذكريات. ولكن رغم "هذا التكرار" يبقى "للعيد" معنى كبير في القلوب والعقول. على اعتبار انها بداية تضخ الزخم والقوة والارادة. وترسم بطياتها خطّاً جديداً لأحلام لم تتحقق بعد.
وبينما يقضي عدد كبير من الناس ليلتهم الاخيرة من العام بين غرف المنزل وصالات السهر، تزدهر "صالات" ومنتديات المواقع الاجتماعية بعدد هائل من الروّاد الذين قرروا ان يحتفلوا على طريقتهم الخاصة...
رأس السنة... الفايسبوكية
للفايسبوك حصة كبيرة في هذه الليلة، اذ يتسمّر عشرات الآلاف من الناشطين على هذا الموقع الاكثر شهرةً في العالم فيما تلفظ السنة انفاسها الاخيرة، حيث يتشاركون الصور والذكريات والمواقف. تماماً كأبو نجم شبارو الذي فضّل ان تكون ليلته فايسبوكية، كما تيريز التي تعمل في دبي منذ 3 اشهر، والتي تعتبر ان "السهرة ستكون رائعة مع بعض الاصدقاء في لبنان عبر الفايسبوك والسكايب".
للفايسبوك حصة كبيرة في هذه الليلة، اذ يتسمّر عشرات الآلاف من الناشطين على هذا الموقع الاكثر شهرةً في العالم فيما تلفظ السنة انفاسها الاخيرة، حيث يتشاركون الصور والذكريات والمواقف. تماماً كأبو نجم شبارو الذي فضّل ان تكون ليلته فايسبوكية، كما تيريز التي تعمل في دبي منذ 3 اشهر، والتي تعتبر ان "السهرة ستكون رائعة مع بعض الاصدقاء في لبنان عبر الفايسبوك والسكايب".
يكتب المغترب حسين علي شاكر على صفحته على الفايسبوك بمناسبة قدوم العام الجديد: "عيد ؟؟ بأية حال عدت ياعيد ؟؟ ، حظنا اننا خلقنا بلبنان ، ومصيبتنا بمن أراد لحياتنا أن تتنغص، ويتأثر البنيان، كشعب عنيد، تابعنا بالتأقلم مع جميع الأجواء، نرقص مع الآلام، ونغني على أنغام قرع الطبول ورمي السهام، ونعيش بآمالنا على الأحلام. رأس سنة جديدة نستقبلها على الأمل بمستقبل زاهر واستقرار، حيث ان أحدا لا يستطيع سلبنا ذلك".
وفي التعليقات يكتب شاكر عن واقعه وعن الغربة التي يعيش فيها، في وقت يستمر بلده لبنان بالتخبط بالمجهول فيقول: " يتهيأ لهم بأنهم قد أخذوا سعادتي، يتهيأ لهم بأنهم قد استعبدوا لبنان، يتهيأ لهم بأنهم قد سيطروا على شعبه العنيد. الا انهم واهمون واهمون واهمون لاننا سنبقى أحرارا ولبناننا كذلك. كل عام وانتم بخير".
يقول سلمان ابو شاهين على الموقع الاجتماعي انه سيقضي ليلة رأس السنة وحده، لان خطيبته هبى متواجدة في دولة الكويت في الوقت الحالي. بينما يحظى كرستي قهوجي بسهرة عائلية في جزين الجنوبية مع الاهل والصدقاء وخطيبته، "فكما درجت العادة سنتناول النبيذ والكستناء المشوية ولا شك انها ستكون جلسة طيبة وحميمة".
ليديا الاخرس تعتبر انه "لليلة رأس السنة معاني خاصة وكثيرة، خاصةً وانها تتكرر مرة واحدة كل 365 يوماً على رزنامتنا"، مشيرةً الى "اني انتظر قرار الاهل والاقارب لمكان السهر هذا العام". اما صقر عكار (اسم المستخدم على الفايسبوك) فيفضل قضاء الليلة الاخيرة من العام 2010 بمشاهدة حديث البلد مع الزميلة منى ابو حمزة على شاشة ال"ام تي في"، فيما يتحضّر عبدو الاسمر لقضائها في الجبل مع رفاقه. اما توماس سليم سيحتفل بالعيد على طريقته الخاصة".
اما نجوى فتشير الى انها "ستكون مع اولادها واحبائها في هذه الليلة"، متمنية كل الخير والسلام للبنان والعالم. اما فراس دبّاغ فيقول ان "هذه الليلة بمثابة عيد ميلادي الثاني، الا انه للحظة صغيرة نشعر وكأن الزمن يمر بسرعة وهو لأمر محزن".
بطاقات المعايدة الورقية ... الى انقراض
بالامس البعيد، كان الناس يراسلون بعضهم ببطاقات معايدة يرسلونها عبر البريد لاحبائهم واقاربهم. "فكارت المعايدة" هذا، يقطع مسافات طويلة من بلد الى آخر ومن قارة الى اخرى لارسال التحيات، ومشاعر الحب والتمنيات بالصحة والعافية والعيش الكريم. اما اليوم فقد تغيّر العالم، وانقلبت الموازين مع مرور الوقت، اذ يمكن القول ان البطاقات الورقية آخذة في "الاندثار والانقراض" مع تطور وسائل التواصل في العالم، اذ يُستعاض عن هذه العادة القديمة بارسال بطاقات المعايدة الكترونياً، اما عبر الفايسبوك والمواقع الاجتماعية او عبر البريد الالكتروني والرسائل النصية، وتلقى هذه البطاقات رواجاً كبيراً بين الناس، اذ يتبادلها مئات الالاف من الناشطين على الشبكة العنكبوتية.
#2010was - #Memoriesof2010 ... ذكريات العام على موقع التويتر
وعلى صفحات التويتر تجد مئات آلاف المشاركات من حول العالم التي تصف سنة 2010 بجملة نصية مكونة من 140 حرفاً كحد اقصى. فتقول رينيه "لم يحمل لي هذا العام اي جديد سوى السيارة الجديدة التي حصلت عليها من والدي كهدية تخرّجي من الجامعة".
اما الكسندر فوصف السنة "بالجيدة، لأني تمكنت من قضاء اوقات طيبة مع اصدقائي". بينما اعتبر كثيرون ان "السنة لم تكن على قدر التوقعات ولم تحمل اي جديد"، حتى ان البعض شاء ان يشنّ هجوماً عنيفاً جداً عليها واصفاً اياها "بالمقرفة" و"الحزينة" و"التي حملت معها الكثير من المفاجآت غير السارة".
يّذكر ان استخدام موقع التويتر بات في متناول اليد وعلى مدار الساعة، ان عبر الحاسوب المحمول او عبر الهواتف الذكية التي تغزو الاسواق. اذ يُنتظر ان تُنقل فعاليات وداع العام الجديد من كل مكان ومن كل زاوية عبر الرسائل النصية والصور التي ستتداول وستنشر على الموقع مباشرةً".
هذا وذكرت المدونة الرسمية للموقع ان عام 2010 اكتسب اهمية كبيرة من ناحية تزايد عدد المستخدمين حول العالم، وسط توقعات بأن يكون عام 2011 عام التويتر بامتياز، اذ تشير التوقعات الى ان اعداد الناشطين على الموقع سيتضاعف، وان العديد من الشخصيات البارزة ستنضم الى "صرعة التدوين ليصبح بذلك الموقع الاكثر تأثيراً بامتياز".
المحادثات عن ذكريات العام 2010 تكاد تكون الشغل الشاغل للناس الذين يتبادلون فيما بينهم اهم الاحداث التي حصلت على مدى 365 يوماً متتالياً. فبالاضافة الى توقعات الابراج والفلك، و"الراوند اب" السياسي والفني والتكنلوجي، نشرت صفحة "الناشيونال جيوغرافيك" على التويتر خبراً ملفتاً يشير الى ان "عدد سكان العالم سيُقارب ال7 مليار نسمة عام 2011"، فيما تناولت بعض المواقع الاخرى ابرز "اللحظات التلفزيونية الاكثر اثارة ومشاهدةً خلال العام المنصرم".
غرائب العام ... قرود وهواتف مباركة وسياسة الكلب الواحد
اما عن ابرز الغرائب التي طبعت هذا العام، فقد نشرت وكالة أ ف ب تقريراً مطولاً يرصد اكثر الاحداث "المُضحكة والمثيرة للجدل" من حول العالم. ومن بينها عرض تابوت مذهب مجهز بهاتف نقال في معرض المنتجات الفاخرة الدولي في ايطاليا، وصلت قيمته 280 ألف يورو. اذ تم تجهيزه بهاتف نقال تحسباً لحالات غير مرجحة، حيث يدفن الناس فيها أحياء بعدما يظن أنهم ماتوا، وفي حالة كتلك يمكن للمدفون حياً أن يجري اتصالاً يخرجه من قبره.
وفي الولايات المتحدة، أكد مؤسس وصاحب مجلة بلايبوي هيو هيفنر الذي يبلغ من العمر حوالي 84 عاماً أنه طلب من صديقته كريستال هاريس وهي إحدى نجمات المجلة أن تتزوجه وهي تصغره بستين عاما. وكتب هيفنر في رسالة عبر موقع تويتر للمدونات الصغرى "عندما قدمت الخاتم الى كريستال بدأت تبكي. هذه أجمل ذكرى لي في عيد الميلاد".
وفي الهند، نشرت بلدية نيودلهي في المواقع التي تقام فيها ألعاب الكومنولث فرقة حراسة قوامها قرود كبيرة عدائية، مكلفة منع اقتراب القرود الصغيرة التي قد يثير وجودها اضطرابات. ونشرت البلدية فرقة قوامها 28 قرداً، وأحضرت عشرة قرود ذات ذيل طويل ووجه أسود من ولاية راجستان المجاورة لهذا الغرض.
وفي الصين، وبعد اعتماد سياسة الطفل الواحد، تعتزم مدينة شنغهاي اعتماد سياسة الكلب الواحد، وبموجب هذه السياسة سيفرض على كل عائلة أن تقتني كلبا واحدا كحد أقصى. فبعد تمدد الطبقة المتوسطة في الصين، أصبح اقتناء الكلاب رائجا، وبلغ عددها في مدينة شنغهاي 800 ألف، ربعها فقط مسجلة رسميا، بحسب الأرقام الرسمية.
ومن "جردات الحساب" السنوية التي تقوم بها وكالات الانباء العالمية ووسائل الاعلام ومراكز الابحاث من المحيط الى المحيط، فقد أظهر استطلاع لمعهد "غالوب" الاميركي المتخصص أن باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون هما "أكثر شخصين محبوبين" لدى الأمريكيين في 2010. وأفادت نتائج الاستطلاع الذي أجراه المعهد أن أوباما تفوق على سلفيه الجمهوري جورج بوش والديمقراطي بيل كلينتون وحاز على تأييد 22% من المستطلعة آراؤهم، ليحفظ بذلك تقدير لم يفقده منذ انتخابه في نوفمبر 2008. وجاء خلف أوباما كل من جورج بوش الابن بنسبة 5%، وبيل كلينتون بنسبة 4%، ثم الرئيس الجنوب إفريقي السابق نيلسون مانديلا ومؤسس مايكروسوفت بيل غيتس، وكلاهما حصل على تأييد 2% من المستطلعين.رغم متاعبه السياسية على أكثر من صعيد، لا يزال الرئيس الأمريكي يحظى بحب الكثير من مواطنيه.
وعلى صعيد "الانجازات العربية"، فقد جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى بين الدول العربية والإسلامية -التي شملها استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "بيو" الأمريكية وأُجري في 47 دولة في العالم، من بينها 11 دولة عربية وإسلامية- من حيث أعجاب الدول بها، كما حظي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على المرتبة الأولى بين قادة الدول الإسلامية أيضا من حيث الإعجاب بسياسيته الخارجية.
وأظهر الاستطلاع أن أغلبية الشعوب الإسلامية التي شملها الاستطلاع قالت انها تنظر الى السعودية "نظرة إيجابية"، في حين جاءت مصر في المرتبة التالية للمملكة بفارق ضئيل. اما قرّاء موقع "السي ان ان" الاخباري فقد اختاروا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كشخصية للعام 2010 حيث حصل على اكثر من 75% من اجمالي الاصوات، فيما حصل منافسه الرئيس السوري بشار الاسد على نسبة 13%.
وأظهر الاستطلاع أن أغلبية الشعوب الإسلامية التي شملها الاستطلاع قالت انها تنظر الى السعودية "نظرة إيجابية"، في حين جاءت مصر في المرتبة التالية للمملكة بفارق ضئيل. اما قرّاء موقع "السي ان ان" الاخباري فقد اختاروا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كشخصية للعام 2010 حيث حصل على اكثر من 75% من اجمالي الاصوات، فيما حصل منافسه الرئيس السوري بشار الاسد على نسبة 13%.
نهاية ... وبداية
انتهت ال2010، وتبقى الامنيات والتمنيات ان تحمل 2011 خبراً ساراً لكل واحد منا. لأننا ببساطة مللنا من اليأس والفقر والمشاكل المتراكمة، ومن السلام المفقود، والوعود التي تُرمى في الهواء. ساعات معدودات ويُسدل الستار لتبدأ سنة جديدة باحداث وسيناريوهات مجهولة "رغم فلسفة الفلكيين والمنجمين". كل عام وانتم بخير... .Don’t Drink And Drive
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق